إيطاليا ترسل طائرات بدون طيار وسفن في دوريات الكشف عن المهاجرين

روما بعد تحليق طائراتها بدون طيار وغير المسلحة طرازي Predator وReaper فوق العراق وأفغانستان وليبيا، تقوم القوات الجوية الإيطالية الآن بنشر الطائرات بدون طيار وغير المسلحة طراز Reaper داخل المجال الجوي المدني في البحر المتوسط للمساعدة في إنقاذ المهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا.

الطائرات بدون طيار هي جزء من عملية Operation Mare Nostrum التي تديرها القوات الجوية والبحرية الإيطالية والتي تشمل أيضًا طائرات هيليكوبتر وأربع سفن بحرية، بما في ذلك سفينة الإرساء San Marco، التي تستطيع انتشال زوارق المهاجرين غير الشرعيين على سطحها.

بدأت العملية بعد فقدان العديد من أرواح المهاجرين غير الشرعيين في البحر المتوسط حيث يمتطي المهاجرين مراكب ضعيفة الهيكل ويحاولون الوصول إلى جزيرة صقلية أو الجزيرة الإيطالية لامبيدوسا، والتي تبعد 70 ميلاً عن الساحل الإفريقي – وهي إلى إفريقيا منها إلى الأراضي الإيطالية. وعادة يحاول المهربون إرسال المهاجرين إلى البحر في سفن غير مستقرة وزائدة الحمولة ولا تحتوي على وقود كافِ.

في 3 أكتوبر، شب حريق في إحدى السفن وانقلبت على بعد نصف ميل من ساحل لامبيدوسا. من بين 500 مهاجر على متن السفينة، أدى الحادث إلى وفاة 364 شخصاً معظمهم من إريتريا كانوا هاربين من الحكم الديكتاتوري في بلادهم. في 11 أكتوبر، وقعت حادثة أخرى حيث غرقت سفينة ثانية، محملة بالسوريين الهاربين من جحيم الحرب الأهلية، على بعد 60 ميلاً من جزيرة لامبيدوسا. وتم العثور على العديد من الجثث.

عبر أكثر من 8000 مهاجر إلى إيطاليا ومالطا في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بحوالي 4500 شخص في نفس الفترة من عام 2012. وتعكس هذه الزيادة المفرطة في أعداد المهاجرين غير الشرعيين حالة عدم الاستقرار المتزايدة في إفريقيا والشرق الأوسط. كما شهدت الأسابيع الأخيرة ازديادًا كبيرًا في حالات الهجرة غير الشرعية عبر البحر نتيجة لاقتراب فصل الشتاء الذي يجعل عبور البحر أكثر قسوة.

ويأتي نشر الطائرات بدون طيار طراز Reaper الإيطالية من القاعدة الإيطالية في أميندولا جنوب إيطاليا ومن المحتمل أن تنطلق أيضًا من القاعدة الجوية سيجونيلا من صقلية خلال الأيام المقبلة بعد سنوات من جهود مضنية لإصدار إطار قانوني يسمح للطائرات بدون طيار بالتحليق. وقد حددت الطائرات بدون طيار الإيطالية ممرات جوية تتيح لها التحليق حول الساحل الشمالي الإيطالي.

وتشير التقارير إلى أن الطائرات بدون طيار التابعة للقوات الجوية يتم استخدامها بالفعل في عمليات تنفيذ القانون، بما في ذلك ملاحقة المشتبه في انتمائهم لعصابات المافيا في جزيرة صقلية، على الرغم من امتناع القوات الجوية الإيطالية عن التعليق على هذا الأمر.

تخضع المياه الدولية المحيطة بإيطاليا لما يسمى بمنطقة معلومات الطيران، منطقة جوية، تراقبها إيطاليا.

وقد صرح المتحدث باسم القوات الجوية قائلاً "لتحليق الطائرات بدون طيار هنا، يجب أن نتعاون مع سلطات الطيران المدني الإيطالية. يتطلب الأمر التنسيق مع Eurocontrol أو EASA [وكالة السلامة الجوية الأوروبية] أو ICAO [منظمة الطيران المدني الدولية] فقط عند الحاجة إلى إحداث تغييرات في المرور الجوي الأوروبي، والأمر ليس كذلك في هذه الحالة."

كما أشار إلى أنه إذا كانت الطائرات بدون طيار بحاجة للطيران في مناطق معلومات الطيران الخاضعة للبلدان المجاورة مثل تونس أو ليبيا أو مصر، فإنه يتعين الحصول على تصريح من هذه الدول لإنشاء منطقة طيران معزولة تستطيع الطائرات بدون طيار التحليق فيها.

ستحلق الطائرات بدون طيار باستخدام كلا من ملاحة الأقمار الصناعية وخط الرؤية وتبلغ مهام الطيران 20 ساعة باستخدام مستشعرات الأشعة تحت الحمراء والرادار والمستشعرات الكهربية-البصرية.

وقد أشار مصدر إيطالي ببرامج الدفاع إلى أن "هذا النوع من المهام يمكن أن يزيد الجدل الدائر حول الحصول على رادار بجري للطائرات بدون طيار".

كما ستنشر القوات الجوية طائرتي هليكوبتر من طائرة دورية لامبيدوسا وأتلانتيك من قاعدة سيجونيلا كجزء من عملية Mare Nostrum. وقبل التدشين الرسمي للعملية، كانت سفن البحرية الإيطالية تشارك بالفعل في إنقاذ السوريين المهاجرين في 11 أكتوبر واستمرت في انتشال مئات المهاجرين غير الشرعيين في البحر في الأيام التالية.

ستتولى سفينة San Marco قيادة العملية البحرية الطارئة، والتي تحمل على متنها أربع زوارق برمائية وثلاث مراكب صغيرة ومنشآت طبية. سينضم إلى سفينة الإنزال البرمائية (LPD) فرقاطة وزورقين صغيرين، إما سفينة دورية أو سفينة حربية. كما سيتمركز في جزيرة لامبيدوسا طائرتي هليكوبتر طراز AW101 تابعين للبحرية يتميزان بالرؤية الليلية تابعين للبحرية. ستقوم زوارق البحرية بالتنسيق مع زوارق حماية السواحل التي تحرس المنطقة.

ستغطي البحرية تكاليف العملية مبدئيًا، والتي تعاني بالفعل من استقطاعات في الموازنة. وقد صرح أحد مصادر البحرية أن البحرية كانت تنفق بالفعل 1.5 مليون يورو (2.05 مليون دولار أمريكي) شهريًا للإبقاء على زورق واحد في دورية المهاجرين والصيادين.

وأضاف "الآن تستطيع مضاعفة ذلك الرقم خمس مرات."

تعتمد المهمة على الزوارق القديمة التي ستخرج من الخدمة كجزء من إخراج 30 سفينة خلال العقد القادم نتيجة لاستقطاعات الموازنة.

وقد صرح الأدميرال جيوسبيى دي جيورجي، قائد البحرية الإيطالية في مقابلة مع تليفزيون إيطالي، قائلاً "هذه السفن هي التي ستُحال للتقاعد"

وفي حين قال دي جيورجي أن المهمة أوضحت كيف أن البحرية الإيطالية كانت تعاني للحفاظ على التزاماتها بالرغم من انخفاض التمويل، وأضاف أن الطبيعة المدنية للعملية Mare Nostrum تعكس طموحه لشراء سفن مزدوجة الاستخدام في المستقبل.

وكان دي جيورجي قد ذكر من قبل أنه يريد بناء أسطول يضم سفنًا تناسب العديد من الأغراض يمكن أن تعمل كمستشفيات عائمة في مناطق الكوارث أو تستطيع القتال في الحروب، ومن المحتمل أن يكون ذلك عبر تمويل من خارج موازنة وزارة الدفاع.

Read in English

...قد ترغب أيضا