الشركات تستعد للمنافسة على المدفع الإسرائيلي

تل أبيب تستعد الشركات الدولية والإسرائيلية للمنافسة على إنتاج مدفع ذاتي الحركة لصالح قوات المدفعية بقوات جيش الدفاع الإسرائيلي (IDF)، وهو مشروع تحديث محتمل أن يستمر عدة سنوات ومن المتوقع أن تتجاوز تكلفته مليار دولار أمريكي.

يتصدر المدفع الجديد أولوية الاستثمارات في القوات البرية، ومن المستهدف أن يحل محل مدافع هاوتزر طراز M109 ذاتية الحركة التي يبلغ عمرها 50 عامًا.

خلال مقابلة، وصف العقيد روي ريفتين أحد قادة قوات المدفعية بجيش الدفاع الإسرائيلي المدفع الحديد بأنه سيكون أحد أهم عناصر خطة Fire2025 للقوات البرية، وهي خطة استثمار استراتيجية للحصول على قوة نيرانية مميتة وطويلة في المدى وأكثر دقة، ولكنها تتميز بالمرونة للاستخدام الفعال في نطاق واسع من العمليات.

ولكن الموافقة النهائية لبدء البرنامج كجزء من خطة Teuza (الشجاعة) لجيش الدفاع الإسرائيلي من 2014 إلى 2018 لا تزال في انتظار نتائج ورش العمل التي ستعقدها هيئة الأركان العامة لجيش الدفاع الإسرائيلي هذا الشهر.

إذا ما تم إقرار الخطة، فإن المنافسة من المحتمل أن تشمل مدفع عيار 52 يحمي الطاقم ويتم تعميره تلقائيًا وماسورة عيار 155 ملم يتم تركيها على هيكل جديد أو مُعدل منخفض التكلفة. تقول مصادر هنا أن المسؤولين في جيش الدفاع الإسرائيلي يتوقعون أن يطلق المدفع ذاتي الحركة وتلقائي التعمير مقذوفات ذكية بسرعة عالية، ويستفيد من أطقم التوجيه الدقيق التي طورتها الصناعة المحلية بالفعل.

تشمل الشركات المحلية التي تتنافس لكي تكون المتعهد الرئيسي الشركة الخاصة Elbit Systems؛ والشركة الحكومية Israel Aerospace Industries (IAI) وIsrael Military Industries (IMI).

والشركات الدولية المشاركة في العطاء المتوقع تشمل وحدة الصواريخ والتحكم في النيران التابعة لشركة Lockheed Martin ويقع مقرها في دالاس والشركتين الألمانيتين Krauss-Maffei Wegmann (KMW) وRheinmetall Defence واللتان يقع مقرهما في ميونخ.

بدأت شركة Elbit Systems مشاورات مع شركاء محتملين، ولكن من المتوقع أن تتحمل المشروع وحدها اعتمادًا على البنية الأساسية للإنتاج في شركتها الفرعية Elbit USA والقدرات المعروفة لشركة المدفعية الإسرائيلية الأولى Soltam Systems والتي استحوذت عليها مؤخرًا.

أكملت Elbit استحواذها على شركة Soltam Systems التي يقع مقرها في منطقة يوكينيم في إسرائيل عام 2010، وكانت تعمل مع جيش الدفاع الإسرائيلي حول خيارات تلبية متطلبات المدفع الجديد. وفي نفس الوقت، صرح المسؤولون في Elbit أنهم مستمرون في العمل مع جيش الدفاع الإسرائيلي لتحسين القدرات التشغيلية البينية في القيادة والتحكم والاتصالات والكومبيوتر والمعلومات (C4I) لجميع عناصر القوات البرية عبر برنامج Tzayad Digital Army Program.

وقد صرح بواز كوهين، نائب رئيس الأنظمة البرية في قسم C4I والعمليات البرية في شركة Elbit أن الشركة قد طورت تقريبًا جميع العناصر الرئيسية لتقديم عرض يناسب متطلبات جيش الدفاع الإسرائيلي. كما توقع أن يستغرق الأمر حوالي عامين حتى يمكن إدماج واختبار وتأهيل مدفع جديد مصمم ليناسب متطلبات جيش الدفاع الإسرائيلي.

وقد ذكر كوهين "بما أننا شركة تصنيع المدافع الوحيدة في إسرائيل، فنحن لدينا جميع إمكانيات البناء الأساسية. فنحن لدينا الملقم التلقائي والمدفع الرشاش ومغلاق المؤخرة ونظام الرفع ونظام الإلكترونيات وبالطبع أنظمة القيادة والتحكم والاتصالات والكومبيوتر والمعلومات الضرورة لتلبية كل ما يريده جيش الدفاع الإسرائيلي لمدفعه المستقبلي."

من المتوقع أن تتعاون شركة IMI مع Rheinmetall على حزمة تحديث معيارية منخفضة التكلفة تستهدف تمديد الخدمة العملياتية لمخزونها الواسع من مدافع M109 لمدة 40 عامًا أخرى. ولكن Rheinmetall رفضت التعليق على هذه الأخبار.

اقترحت شركة IMI إجراء تحديث – M10917 Spark – يؤدي إلى إنتاج ماسورة مدفع عيار 52 – 155 ملم أطول وأحدث على هيكل M109 المعاد هندسته. وكان محلل صناعة الدفاع الإسرائيلي تاميل إيشل ومحرر موقع Defense Update هو أول من نشر هذه الأخبار. وقد أكدت المصادر هنا أن مقترح شركة IMI سيتضمن قدرات تعمير القنابل التلقائية لمدفع PzH2000 الذي طورته شركتي KMW وRheinmetall للجيش الألماني، والذي يقلل عدد الأطقم من ثمانية أشخاص إلى ثلاثة أو أربعة.

بالنسبة لشركة IAI، فإنها تقدم حلاً يعمل على إدماج وحدة مدفع شركة KMW مع هيكل M270 MLRS (نظام الصواريخ متعددة الإطلاق) الذي بنته شركة Lockheed Martin.

ومن المتوقع أن يتضمن خيار شركة IAI المقترح أنظمة فرعية للملاحة الدقيقة وأنظمة أخرى طورتها شركة IAI، على أن يتم التجميع النهائي في Stark Aerospace وهي شركة فرعية يقع مقرها في كولومبوس بولاية ميسيسيبي أو في وحدة الصواريخ والتحكم في النيران لشركة Lockheed في دالاس.

وفي إحدى المقابلات، صرح العقيد المتقاعد شامول ياشين، مدير سابق في أبحاث وتطوير صناعة الدفاع والذي ينسق برامج الأنظمة البرية في شركة IAI أن الشركة ترغب في لعب دور رئيسي في تلبية متطلبات جيش الدفاع الإسرائيلي في المستقبل.

وقد صرح ياشين في مقابلة "إذا تمكنا من تحديد المواقع الدقيقة للأهداف وإضافة فتائل ذكية تستطيع بدقة ملاحة المقذوفات العادية [155 ملم] والجيل الجديد لأنابيب المدفعية الأطول، فإن جيش الدفاع الإسرائيلي سيشهد ثورة حقيقية في مجال قوة النيران."

على عكس التقارير الصادرة هذا العام، تصر مصادر بالصناعة أن شركة IAI ليس لديها اتفاقية تعاون مع شركة Lockheed. علاوة على ذلك، فإن المصادر هنا تشير إلى أن أي تفاهمت تقوم بها IAI أو IMI مع KMW أو Rheinmetall تخضع لاتفاقيات نقل التكنولوجيا بين وزارتي الدفاع الألمانية والإسرائيلية.

وقد رفضت شركة IAI التعليق على حل المدفع المقترح أو التعليق على الشركاء الدوليين المحتملين.

جدير بالذكر أن أفي فيلدر، رئيس شركة IMI، قد صرح أن خبرات الشركة في الأسلحة والمركبات المدرعة، بالإضافة إلى استيعابها الدقيق لمفاهيم جيش الدفاع الإسرائيلي يجعلها مرشحًا قويًا لتلبية متطلبات القوات البرية في المستقبل.

كما صرح موري ليلاند، مدير تطوير الأعمال الدولية لوحدة الصواريخ والتحكم في النيران لشركة Lockheed Martin، صرح أن الشركة تستكشف العلاقات مع الصناعة الإسرائيلية للتعرف على أفضل حل لتلبية متطلبات جيش الدفاع الإسرائيلي. وفي نفس الوقت ذكر أن "الشركة تعمل مباشرة مع الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى أفضل حل لتلبية متطلبات المدفعية في المستقبل."

Read in English

...قد ترغب أيضا