إسرائيل تستخدم أسلوبًا عدوانيًا لاستهداف عملية وقف النار الأخيرة في غزة

أساليب عنيفة: هذه الصور توضح مبنى سكني يجري ضربه بالصواريخ قبل أن ينهار خلال غارة جوية إسرائيلية في قلب مدينة غزة في يوم 23 أغسطس. ويقول مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن مثل هذه الأساليب ناتجة عن عملية وقف إطلاق النار الأخيرة. (محمد عثمان / إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز)

أساليب عنيفة: هذه الصور توضح مبنى سكني يجري ضربه بالصواريخ قبل أن ينهار خلال غارة جوية إسرائيلية في قلب مدينة غزة في يوم 23 أغسطس. ويقول مسؤولون في الجيش الإسرائيلي أن مثل هذه الأساليب ناتجة عن عملية وقف إطلاق النار الأخيرة. (محمد عثمان / إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز)

تل أبيب — ذكر أحد الضباط هنا، أنهبعد فشل إحدى عشر عملية لوقف إطلاق النار في 50 يومًا من الحرب، اضُطرت إسرائيل للقيام بأعمال “تصعيدية استثنائية”، وذلك لإجبار حماس على قبول الهدنة الاخيرة بوساطة مصرية والتي تعد بإنهاء عملية الحافة الواقية.

وقال الضابط، وهو عضو في الأركان العامة لقوات الدفاع الإسرائيلية، أن إسرائيل ربما لا تعرف أبدًا ما هي العوامل التي أجبرت حماس على قبول هدنة 26 أغسطس والتي كانت شروطها “متطابقة إلى حد ما” للشروط التي عُرضت في الأيام الأولى من الحرب.

من الناحية العملية، خمّن الضابط أن سلسلة “الهجمات الجوية المذهلة” التي دكّت ما لا يقل عن ثلاثة أبراج فاخرة وأعقبها عملية قتل لشخصيات بارزة من ​​كبار قادة حماس هي التي كانت بمثابة نقطة تحول في العملية الأطول لإسرائيل منذ حرب الاستقلال عام 1948.

وقال أيضًا: “”تمكنا من توثيق كيف تم استخدام هؤلاء الأشخاص وهذه الأماكن لشن هجمات إرهابية ضدنا. وأدرك العدو في النهاية أن لا شيء خارج الحدود، لا المدارس، ولا المساجد. لا شيء. كما قال رئيس الوزراء، “لا أحد في مأمن.”

وكان يشير الى تحذيرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أعقاب تدمير أحد المباني المرتفعة في مدينة غزة في 23 أغسطس، والذي زعمت إسرائيل أنه يضم مركز قيادة حماس. وحذر نتنياهو: “أدعو سكان غزة لإخلاء المكان فورًا والخروج من كل مواقع حماس التي تنفذ أنشطة إرهابية.  كل واحد يتواجد في هذه الأماكن هو هدف بالنسبة لنا.”

يعزو ضباط هنا التراجع الكبير لحماس إلى مقتل محمد ضيف في 19 أغسطس، وهو القائد المراوغ في الجناح العسكري لحركة حماس. وبعد يومين، أدت الغارات الجوية إلى مقتل ثلاثة من كبار القادة، من بينهم مهندس شبكة الأنفاق في غزة.

ويقول الضباط هنا أنه كان بعد عملية الهجوم في 23 أغسطس مباشرة، وفي مقدمة الآثار التراكمية للستة أسابيع من الحرب، بدأت حماس تتردد بشأن مطالب وقف إطلاق النار.

وبعد يومين، في 25 أغسطس، دمر الجيش الإسرائيلي برجين أخرين، بالإضافة إلى أكثر من 50 هدفًا في جميع أنحاء قطاع غزة.

 وخلال 24 ساعة، دخلت عملية وقف إطلاق النار الأخيرة حيز التنفيذ.

في تقريرها التي نشرته في 26 أغسطس، هاجمت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى في غزة، الجيش الإسرائيلي بسبب الهجمات المكثفة التي يشنها على قطاع غزة لما لها من آثار نفسية شديدة.

وينص التقرير على: “يواصل الجيش الإسرائيلي تدمير مباني سكنية وتجارية مختارة في جميع أنحاء قطاع غزة. يسبق هذه الضربات تحذيرات من خلال النشرات والرسائل النصية أو المكالمات الهاتفية، وبعضها مُسجلة مُسبقًا، والبعض الآخر مرسلة من أرقام هواتف محمولة من سكان من خارج غزة قبل دقائق من الهجوم … والآثار النفسية لهذه الممارسة شديدة للغاية.”

وقال الجنرال المتقاعد غابي اشكنازي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الذي قاد عملية الرصاص المصبوب على غزة في 2008-2009: “كان يجب علينا استخدام العنف قبل ذلك بكثير.”

وأضاف: “إذا قاتلوا في الأسبوعين الأولين بنفس الطريقة التي قاموا بها في الأسبوعين الأخيرين، لما استمرت عملية الحافة الواقية لمدة 50 يومًا.”

وفي مقابلة له في 27 أغسطس، ألقى اشكنازي اللوم على نتنياهو لاستخدامه المتأخر للأساليب العنيفة، والتكتيكات الصارمة التي عجّلت بالهزيمة المُنكرة الأخيرة في القتال.

وأضاف أن حماس لم تتأثر بوعود نتنياهو المتكررة خلال الأسابيع الستة الأولى من الحرب لوقف القتال في مقابل وقف الهجمات التي تطلقها غزة.

وقال أيضًا: “الهدوء في مقابل الهدوء لا يجدي نفعًا مع هذا العدو. الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تُحبط بها ميزة العدو الغير متماثلة هي تطبيق عدم التماثل العكسي. لا شيء خارج الحدود. ويجب أن يتم توضيح ذلك في البداية إلى أكبر قدر من التأثير.”

وقال الجنرال موتي ألموز، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن العدو تتضرر من الأثر التراكمي لعمليات جيش الدفاع الإسرائيلي التي استمرت لأكثر من 50 يومًا، ولكن هذا التصعيد الذي أدى إلى عملية وقف إطلاق النار الأخيرة قد يكون عجّل ما كنا جميعًا نأمل فيه هنا على أنه علامات نهاية الحرب.

وقال ألموز على القناة العاشرة الإسرائيلية: “لقد ضربنا عدد كبير من الأهداف التي لم يتوقعوها. لا أعتقد أن تكون حماس خططت أو فكرت في أننا سنبدأ بمثل هذا العمل الكبير.”

وفيما يتعلق بعملية وقف إطلاق النار في 26 أغسطس، ذكرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن هناك 2،086 قتيل فلسطيني في الحملة الحالية، 1،454 منهم — حوالي 70 % — من المدنيين.” وقالت الوكالة أنها ترعى 289,109 نازح فلسطيني.

وترفض إسرائيل هذه الأرقام وتزعم أن ما يقرب من نصف القتلى في عملية الحافة الواقية هم من المسلحين أو من المُصنفين على أنهم أهداف مشروعة.

ووفقًا للجيش الإسرائيلي، هاجمت إسرائيل 5،222 هدف خلال العملية. وأحصت 4،791 صاروخ وقذائف هاون تم إطلاقهم من غزة، سقط 3،823 منهم في إسرائيل، وتم اعتراض 772 منهم من قِبل أنظمة القبة الحديدية.

  البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا