مطالب الشعب الإسرائيلي ردًا على تهديد قذائف الهاون

عُرضة للهجوم: امرأة مصابة في هجوم صاروخي يتم نقلها من سيارة إسعاف عسكرية إلى سيارة إسعاف مدنية يوم 27 يوليو القرب من ناحال عوز، إسرائيل. (اندرو بيرتون / موقع جيتي إيميدجز)

عُرضة للهجوم: امرأة مصابة في هجوم صاروخي يتم نقلها من سيارة إسعاف عسكرية إلى سيارة إسعاف مدنية يوم 27 يوليو القرب من ناحال عوز، إسرائيل. (اندرو بيرتون / موقع جيتي إيميدجز)

الكيبوتس ناحال عوز، إسرائيل —مذعورون وغاضبون بسبب عدم قدرة حكومتهم على حمايتهم من الهجمات التي أطلقها غزة لمدة ثمانية أسابيع متتالية، يطالب السكان الإسرائيليون المتواجدون بالقرب من الحدود للاستفادة من نظام الدرع الصاروخي في القبة الحديدية، بحل دفاعي فعّال للتهديدات الصاروخية قصيرة المدى.

منذ بدء العملية الإسرائيلية، قامت قذائف الهاون والقذائف الأخرى بقتل 10 جنود و6 من المدنيين. وأسفر الهجوم الأخير في 26 أغسطس عن مقتل رجلين بالقرب من كيبوتس، من منسقي الأمن المتطوعين حيث فشلا في الوصول إلى الملاجئ في الوقت المناسب.

ووفقًا لإحصاءات الجيش الإسرائيلي، فقد سقط أكثر من 1400 صاروخ وقذيفة هاون في “غلاف” غزة التي تضم بلدة سديروت وعشرات من الأحياء الصغيرة ضمن سبعة كيلومترات من الحدود.

على الرغم من أن معظم الصواريخ سقطت في مناطق مفتوحة، إلا أن سكان مستعمرات الغلاف مطالبون بالبحث عن ملجأ مع أول صوت عالٍ لصافرات الإنذار. وفي أحسن الأحوال، يكون لديهم 15 ثانية.

وقالت مصادر هنا، أن هذا لا ينطبق إلا على صواريخ القسام قصيرة المدى المصنوعة في غزة، والتي تمكنت القبة الحديدية من اعتراض العديد منها، على الرغم من عدم وجود أي وقت للتحذير. ومع قذائف الهاون، يأتي الإنذار المبكر متأخر بشكل كبير إذا أتى من الأساس.

كان هذا هو الحال يوم 22 أغسطس عندما قتلت شظية من قذيفة هاون أصغر ضحية في هذا الحي، صبي يبلغ من العمر 4 سنوات، قبل أن يتمكن والداه من إنقاذه.

وقال ناتان يافا، وهو يسكن بالقرب من منطقة بري غان، أن: “قذائف الهاون عادة ما تأتي على حين غرة. نسمع الصافرة ولكن لا نعرف أين ستسقط هذه القذائف.”

حتى الآن، تقدمت 700 عائلة بطلب نقل إقامة ممول من الحكومة إلى المناطق الواقعة خارج نطاق قذائف الهاون حيث توجد بطاريات القبة الحديدية لاعتراض التهديدات القادمة.

ولكن آلاف الأُسر الأخرى ترفض الفِرار. كل يوم، يطلب المقيمون على الخطوط الأمامية لعملية الحافة الواقية بشكل متزايد حماية مماثلة لحماية القبة الحديدية ضد قذائف الهاون والصواريخ قصيرة المدى.

وقال ناتان: “لا أحد يجيبنا. لا الحكومة، ولا قوات الدفاع الإسرائيلية … ولكن مسؤوليتهم هي حمايتنا.”

وقال حاييم يلين، رئيس المجلس الإقليمي إشكول: “في هذه العملية، فقدنا ثقتنا في قادة الحكومة.”

 وقال موشي كوهين، أحد السكان الغاضبين هنا، أنه يرفض أن “أصبح لاجئًا في وطني”، مشيرًا إلى أن العملية الجارية كانت هي الأولى منذ حرب يوم الغفران في عام 1973؛ حيث أجبر تهديد العدو الأسر على القيام بإخلاء جماعي.

وأضاف كوهين: “إنهم يقولون لنا أنهم يدرسون الخيارات التكنولوجية للرد على هذا التهديد، ولكن نحن نعاني من تهديد الجانب الآخر لمدة 14 عامًا. لا يمكن للحكومة أن تتهرب من مسؤوليتها لحمايتنا. ليس هناك المزيد من الوقت للدراسة. نحن نحتاج إلى حقائق على أرض الواقع.”

وتقوم شركةRafael، وهي المطور والمقاول الرئيسي للقبة الحديد، بتطوير تقنية الليزر الكهربائي لنظام الاعتراض يُسمى الشعاع الحديدي.

في شهر فبراير، طُرحت المواد التسويقية في معرض سنغافورة الجوي، ووصفت الشعاع الحديدي باعتباره ليزر محمول، ذات طاقة عالية مصمم لتدمير الصواريخ القادمة والمدفعية وقذائف الهاون والطائرات بدون طيار بسرعة الضوء. وذكرت الشركة أن: “الشعاع الحديدي يدمر الهدف إما عن طريق تسخين سطحه في أضعف نقطة فيه وبالتالي تحبطه تمامًا … أو عن طريق الحرق من خلال الجسم لتدمير مكوناته الأساسية.”

وفي تصريح له لحصيفة Defense News، قال الرئيس التنفيذي لشركة Rafael “ديدي يعاري”، أن النظام لا يزال في مرحلة التطوير، ومن شأنه أن يحل مشكلة قذائف الهاون التي يعاني منها سكان في الجنوب.

وثمة خيار آخر هو الدرع الأزرق التي تنتجه الصناعات العسكرية الإسرائيلية. في بيان مُصاغ بعناية تم فحصه من قِبل أمن وزارة الدفاع، قالت الشركة أن منظومة الدفاع النشط تطلق إجراءات مُضادة وموجهه لضرب أهداف في نطاقات من مئات الأمتار إلى عدة كيلومترات، وتوفر الدفاع “في منطقة واسعة نسبيًا”.

وقالت إيلينا فيشلر، المتحدثة باسم إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء، أنه ثمة خيار ثالث “سري للغاية”. “كل ما يمكننا قوله هو أنه قيد التطوير لمواجهة التهديدات”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع أن قسم البحث والتطوير في الوزارة قدم مقترحات “من عدد من الشركات”، والعديد منها قيد النظر.

عشر سنوات من الإهمال

في ظل تقييم وزارة الدفاع للمقترحات التنموية التي تستهدف التهديدات قصيرة المدى، يلقي الضباط المتقاعدين والخبراء اللوم على مسؤولي وزارة الدفاع بسبب الإهمال الذي استمر لأكثر من عشر سنوات. ويصرون أن الحل كان متاحًا لسنوات استنادًا إلى مبلغ 300 مليون دولار استثمروا في مشروع ليزر اعتراض مشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

هاجم يوسي أرازي، وهو عقيد متقاعد في الجيش الإسرائيلي، وزارة الدفاع لتجاهل الاقتراح المقدم من شركة Northrop Grumman بتطوير منظومة للدفاع الجوي تُعرف باسم “حارس السماء”، وهي نسخة مصغرة ومحمولة ومطورة من ليزر نوتيلاس، وهو ليزر اعتراض كيميائي تم تطويره واختباره من قِبل وزارة الدفاع والجيش الأمريكي.

أُسقطت إسرائيل من البرنامج في عام 2006 بعد أن اقتطع الجيش حصته من التمويل لصالح المزيد من تكنولوجيا الأجسام الصلبة المدمجة. وبعد فترة وجيزة، قامت وزارة الدفاع بتسريع التمويل من أجل ما يعرف الآن باسم القبة الحديدية.

وقال أرازي أنهم: ” عرفوا بعد ذلك أنه ربما يكون ذلك ممكن من الناحية الفنية، إلا أنه كان من غير المحتمل من الناحية العملية أن القبة الحديدية ستدافع ضد قذائف الهاون وصواريخ القسام قصيرة المدى.”

 ومن أجل سد الثغرات الدفاعية النشطة، عمل أرازي وآخرون مع شركة Northrop Grumman لإنقاذ الاستثمار في ليرز نوتيلاس مع النظام الجديد “حارس السماء” وفقًا للاحتياجات الإسرائيلية. وبحلول يناير 2007، التزمت شركة Northrop Grumman بتسليم أول وحدة من منظومة الدفاع الجوي “حارس السماء” خلال 18 شهرًا بتكلفة 177 مليون دولار أو ثلاث وحدات في غضون 24 شهرًا بسعر محدد بقيمة 310 مليون دولار.

كتب “مايك ماكفاي”، نائب رئيس شركة Northrop Grumman لأنظمة الطاقة الموجهة، في 16 يناير 2007، رسالة إلى “شموئيل كيرين” الذي ترأس قسم البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإسرائيلية: “تستعد شركة Northrop Grumman للمضي قُدمًا على نفقتها الخاصة بشأن التزامها تجاه إسرائيل من أجل توفير الوقت. سنكون أكثر استعدادًا لقبول عقوبات الجدول الزمني (والحوافز) بحيث لا يجب أن يكون هناك أي تغيرات في مواعيد التسليم.”

وقال “أرازي” لصحيفة Defense News: “كل شيء حذرنا منه يحدث الآن، والأمر سوف يزداد سوءًا في الحرب القادمة. والشيء المُحزن هو أن الحل وُضِع بين أيديهم منذ سنوات، لكنهم رفضوا أن يأخذوه “.

لكن التكلفة التي تتحملها شركة Northrop لمدة سبع سنوات والتزامات الجدول الزمني لم تعد ذات جدوى؛ حيث قال “بروكس ماكيني”، المتحدث باسم الشركة: ” جميع تصوراتنا بشأن الليزر الدفاعي من هذه الفترة الزمنية كانت تستند على تكنولوجيا الليزر الكيميائية. ولم تعد شركة Northrop Grumman تقوم بتطوير الأنظمة القائمة على هذه التكنولوجيا. الخيار الوحيد الآن لتكنولوجيا الليزر الدفاعي هو ليزر الحالة الصلبة [الكهربائي] “.

وفي الوقت نفسه، قال الجنرال روي ريفتين، قائد سلاح المدفعية في الجيش الإسرائيلي، أن الجيش الإسرائيلي ينشر رادارات تكتيكية جديدة في مستوطنات غلاف غزة في محاولة لتوسيع وتعزيز الإنذار المبكر.

أحد هذه الرادارات تم تطويره من قِبل شركة Elta Systems التابعة لشركة إسرائيل لصناعات الطيران والفضاء بالتعاون مع قيادة القوات البرية الإسرائيلية. يُعرف الرادار الذاتي المحمول من قِبل الجيش الإسرائيلي باسم “درع الرياح” وفي السوق الدولي باسم “الصخرة الخضراء”، وقد تم تصميمه لكشف وحساب نقاط تصادم محددة من الصواريخ القادمة والمدفعية وقذائف الهاون.

 والآخر هو رادار RPS-40 تقوم بتصنيعه شركة Rada في مدينة نتانيا، صُمم من أجل الكشف عن قذائف الهاون والصواريخ الصغيرة. وبموجب عقد شراء في حالات الطوارئ، قام الجيش الإسرائيلي باستخدام ثلاث وحدات من هذا الرادار.

 البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا