الدولة الإسلامية تعتمد على الفرق الانتحارية

تهديد جديد: صورة مأخوذة من شريط فيديو دعائي تم تحميله يوم 11 يونيو من قِبل الدولة الإسلامية يظهر مجموعة من المقاتلين أثناء القيادة في العراق. (إيه إف بي / جيتي إيميدجز)

تهديد جديد: صورة مأخوذة من شريط فيديو دعائي تم تحميله يوم 11 يونيو من قِبل الدولة الإسلامية يظهر مجموعة من المقاتلين أثناء القيادة في العراق. (إيه إف بي / جيتي إيميدجز)

دبي — يقول خبراء أن مقاتلي الدولة الإسلامية يعتمدون بشكل كبير على التكتيكات الإرهابية والفرق الانتحارية، وكان هذا الأسلوب ركيزة أساسية في عملية الاستيلاء الأخيرة على واحدة من أكبر القواعد الجوية السورية.

استولى مقاتلو الدولة الإسلامية على قاعدة الطبقة الجوية في محافظة الرقة بعد قتال شرس منذ 19 أغسطس، وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان إن أكثر من 170 من جنود القوات الحكومية وما يزيد عن 346 مقاتلاً من تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا في هذه المعركة.

وقد أظهرت أسابيع القتال للسيطرة على قاعدة الطبقة الجوية استراتيجية إرهابية من قِبل مجموعة خاصة من مقاتلي الدولة الإسلامية يعرفون باسم “انغماسي”، أو المتسللون، الذين يعملون وفقًا لعقيدة “مستعد للموت”، وهذا ما ذكره حسن حسن، خبير الشؤون السورية وباحث مشارك في معهد دلما في الإمارات العربية المتحدة القائمة.

وقال “حسن”: “خاض النظام معركة جيدة للغاية لكن الدولة الإسلامية استولت على جميع المنشآت المحيطة بالقاعدة الجوية في محافظة الرقة. وفي ظل عزلة القاعدة، قادت الدولة الإسلامية بتعيين 100 من الانغماسين الانتحاريين الذين أضعفوا الدفاعات.”

وقال حسن أن فريق انغماسي الانتحاري يصل إلى أماكن قريبة من الخطوط الأمامية. “وإذا نجحوا ينتقلون من منطقة إلى أخرى. وإذا فشلوا في الاختراق، يفجرون أنفسهم ومعارضيهم، ويخلقوا ثغرات في خطوط العدو.”

لا تستطيع قوات الحكومة السورية أن ترسل الدعم للقاعدة بسبب استمرار تدفق المقاتلين الانغماسين، فهذا من شأنه أن يستنزف مواردهم الممتدة بالفعل.

وأضاف “حسن” أن هناك أراء قوية ظهرت حول هؤلاء المقاتلين. “عندما يدخلون ساحة المعركة فإن القوات الحكومية تنسحب بعد أن تستحوذ الدولة الإسلامية على 50 إلى 60 % من الأرض بسبب الخوف من إلقاء القبض عليهم وقطع رؤوسهم أو صلبهم”.

كمت انتشرت الموجة الأخيرة من أشرطة الفيديو والصور التي يطلقها مقاتلو الدولة الإسلامية في وسائل الإعلام عبر الكوكب في نطاق واسع، بما في ذلك القوات السورية نفسها.

وبالإضافة إلى ذلك، فق صاحب التطور الذي أحرزه المقاتلين في المناطق السُنية من العراق هذا العام مستويات مروعة من الوحشية، وهذا ما ذكره “نايجل انكستر”، مدير العمليات السابق في جهاز الاستخبارات البريطاني MI6 ومدير قسم التهديدات العابرة للحدود والمخاطر السياسية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

كما كتب في مقال نُشر على موقع المعهد: “الجماعة — التي بدأت بتنظيم القاعدة في العراق قبل تسمية نفسها الدولة الإسلامية في العراق والشام — قامت بعمل عرض للذبح وصلب مئات المعارضين.”

وأضاف: “هذه الوحشية هي جزء من استراتيجية محسوبة تهدف إلى غرس الخوف في المعارضين المحتملين وتقديم صورة لا تقهر عن الدولة الإسلامية. لكن حتى هذا الاسبوع اجتذبت هذه الصورة اهتمام قليل نسبيًا من وسائل الإعلام الغربية.”

دعوة للمحترفين للانتقال إلى العراق وسوريا الصادر عن النفس أعلن الأمير أبو بكر البغدادي الخلافة الإسلامية في يوليو توسعت أيضا المشاكل.

وقد أدت الدعوة التي أطلقها الأمير “أبو بكر البغدادي”، الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين، في يوليو، من أجل هجرة المهنيين إلى العراق وسوريا، إلى العديد من المشاكل.

وقد دعا زعيم جماعة المقاتلين المسلمين ممن لديهم مهارات عسكرية أو طبية أو إدارية للانضمام إلى الدولة الإسلامية، وقال: “يجب على أولئك الذين يستطيعون الهجرة إلى الدولة الإسلامية أن يهاجروا إليها، فالهجرة إلى دار الإسلام باتت واجبًا.”

 وقال “حسن” إن تدفق المقاتلين الذين تعلموا في الغرب وانضمامهم إلى صفوف المقاتلين ذوي الخبرة، من شأنه أن يزيد من قدرات الدولة الإسلامية.”

وذكر أيضًا أن: “مقاتلي الدولة الإسلامية، على مدار سنوات، اكتسبوا خبرة كبيرة في قتال القوات الأمريكية. فقد استولوا على مخازن الأسلحة حيث تم تعليمهم وتدريبهم بشكل جيد.”

كتب “انكستر” أن قضية التطرف الإسلامي في أوساط الأقلية المسلمة في الغرب هي قضية مستمرة منذ وقت طويل، وبشكل خاص فهي قضية قابلة لإثارة المخاوف في وسائل الإعلام العالمية. ومع ذلك، فإن المشكلة هي حقيقية وليست قابلة للحل بسهولة.

وكتب “انكستر”: “كثير من الشبان المسلمين، لسبب أو لآخر، يجدون الحياة في الغرب مملة وغير مجزية وينجذبوا بسهولة لسحر وإثارة الحياة كمقاتلين من أجل قضية يؤمنون بها، مهما كانت هذه القضية خاطئة في نظر الأخرين.”

“عامة، فإن الأعداد لا تزال صغيرة، ويجري الكثير من العمل من قِبل الحكومات من أجل السيطرة على المجتمعات الإسلامية للحد من مخاطر حدوث مزيد من العدوى. ولكن يجب التفكير في اقناع الجهاديين الشباب الذين يصابون بخيبة أمل من الجهاد أن هناك مخرج لهم لا يؤدي بالضرورة إلى السجن لفترات طويلة.”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا