متشددون يكثفون هجماتهم على الرئيس الإيراني

الرئيس الإيراني حسن روحاني يلقي خطابًا في يونيو وخلفه صور القائد الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي، على اليسار، ومؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني. ومن المتوقع أن تضر الانقسامات السياسية الداخلية روحاني بسبب مساندته لدول الخليج العربية، الذي يريد أن يبني معها علاقات أفضل. (عطا كناري / موقع جيتي إيميدجز)

الرئيس الإيراني حسن روحاني يلقي خطابًا في يونيو وخلفه صور القائد الايراني الأعلى آية الله علي خامنئي، على اليسار، ومؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني. ومن المتوقع أن تضر الانقسامات السياسية الداخلية روحاني بسبب مساندته لدول الخليج العربية، الذي يريد أن يبني معها علاقات أفضل. (عطا كناري / موقع جيتي إيميدجز)

دبي — يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني معركة صعبة في كسب ثقة جيرانه العرب بسبب الصراع السياسي المحتدم بين إدارته والمتشددين السياسيين في طهران. ولكن لا تزال لديه اليد العليا في المحادثات النووية على الصعيد المحلي، وذلك وفقًا لما يقوله الخبراء.

كثف المتشددون السياسيون في إيران هجماتهم عن طريق الإطاحة بوزير العلوم والأبحاث، والتكنولوجيا رضا فرجي دانا وسط صراع على سياسة روحاني في القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

في الأشهر الأخيرة، قادت مجموعة أساسية من البرلمانيين المتشددين الذين ينتمون إلى جبهة المقاومة المعارضة ضد فرجي دانا. وفي الصيف الماضي، قامت نفس المجموعة بمنع مرشح روحاني السابق، جعفر توفيقي، من شغل نفس المنصب، بسبب أنه قد شغل نفس المنصب في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي.

ويعتقد المحللون في إيران أن المعركة بين المعسكرين قد أضعفت صورة روحاني في الشرق الأوسط.

وقالت آريان الطبطبائي، زميل في برنامج ستانتون للأمن النووي في مركز بلفر للعلوم والشؤون الدولية، أن روحاني جعل من الواضح أن البداية الجديدة في علاقات إيران مع جيرانها هي أحد الأولويات الرئيسية لحكومته، وأن الدول العربية في الخليج لها أهمية خاصة.

وقالت الطبطبائي أن: “الأمر يعتمد على الدول العربية. سوف تستمر بعض الدول في عدم الثقة في إيران، ومن المرجح أن تفصح عن رأيها صراحة إذا تم التوصل إلى اتفاق [نووي] في نوفمبر. وهذا هو الحال في المملكة العربية السعودية “.

وقال دينا اسفندياري، باحثة مشاركة في برنامج منع الانتشار ونزع السلاح مع المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن المعارك الداخلية تجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لروحاني لكسب ثقة جيرانه العرب.

وأضافت أن: “قادة دول مجلس التعاون الخليجي يروا أن روحاني عاجز وغير قادر على السيطرة على أعدائه الداخليين. إنهم لا يرون أي جدوى من وجود علاقات جيدة مع جزء من الحكومة، وخاصة مع الجزء الذي يجري الهجوم عليه باستمرار.”

وعلى الرغم من ذلك، فقد عمل السفير الإيراني المعين حديثا في الرياض، حسين صادقي، كدبلوماسي في دولة الكويت والإمارات العربية المتحدة خلال إدارة خاتمي.

 كانت زيارة مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في 26 أغسطس هي أول قرار له في جدول أعماله، وهي الزيارة الأعلى مستوى لدبلوماسي إيراني منذ انتخاب روحاني.

وقال محمد السليمي، خبير الشؤون الإيرانية المقيم في الرياض، لقناة العربية الإخبارية في 25 اغسطس أنه يتوقع أن تركز مناقشة عبد اللهيان مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل على الدولة الإسلامية والمتمردين الحوثيين في اليمن.

وأضاف أن ” كلا الجانبين لديه مواقف متضاربة بشأن الوضع في سوريا والعراق ولبنان.”

وقالت الطبطبائي أن قضية الدولة الإسلامية ستدخل حيز المحادثات، حيث أن جميع الدول في المنطقة مهتمة بوقف هذه المجموعة.

وأضافت أنه: حتى الآن، هم غير قادرين على تنسيق جهودهم، ولكن إذا استمرت [الدولة الإسلامية] كما هي الآن، في حشد عشرات الآلاف من المقاتلين والاستيلاء على بلاد الشام، فإنه سوف يتوجب على كل من السعودية وإيران، على وجه الخصوص، أن يفكرا بجدية في جهود تعاونية لمنعهم بغض النظر عن المصالح الاستراتيجية المختلفة بينهما بشكل كبير.”

فيما يتعلق بالمحادثات النووية لمجموعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد ألمانيا (P5+1)، فإنه سوف يكون للمتشددين تأثير أقل، وهذا وفقًا لما ذكرته الطبطبائي واسفندياري.

وقالت الطبطبائي أنه: “مع دعم القائد الإيراني الأعلى للمحادثات النووية، فإن المتشددين لم يتمكنوا من الضغط على الحكومة بالقدر الذي يريدونه بشأن هذه القضية.”

وقالت اسفندياري، أنه على الرغم من ذلك، فإن الهجوم من قِبل المتشددين على إدارة روحاني والأنشطة التي يقوم بها سوف يزداد في الأشهر القليلة المقبلة حتى الموعد النهائي للمفاوضات في نوفمبر.

وذكرت أيضًا أن: “المتشددون في طهران لديهم القدرة على إعادة تجميع صفوفهم بعد هزيمتهم في الانتخابات الأخيرة ويهدفوا إلى تشويه سُمعة الرئيس وفريقه، وعرقلة المحادثات النووية لأنهم المستفيدون من الوضع الراهن. وقد كسب المتشددون بعض التأييد في الأسابيع القليلة الماضية، لكن، على سبيل المثال، لم يُمنع روحاني وإدارته من متابعة المحادثات النووية.”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا