فرنسا والإمارات يقتربان من إتمام صفقة أقمار التجسس

تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى نقل التكنولوجيا كجزء من المحادثات بشأن شراء قمرين صناعيين من نوع الثريا. (التصور الفني للمركز الوطني لدارسات الفضاء)

تسعى الإمارات العربية المتحدة إلى نقل التكنولوجيا كجزء من المحادثات بشأن شراء قمرين صناعيين من نوع الثريا. (التصور الفني للمركز الوطني لدارسات الفضاء)

دبي وباريس — من المتوقع أن تنتهي الإمارات العربية المتحدة وفرنسا من وضع اللمسات الأخيرة بشأن صفقة أقمار التجسس “عين الصقر” في غضون الأسابيع المقبلة، كما تتطلع الإمارات إلى شراء 40 طائرة مقاتلة طراز داسو رافال.

وقال مصدر إماراتي قريب من المفاوضات لصحيفة Defense News، أنه تم الانتهاء من المناقشات بشأن الصفقة، ومن المتوقع أن يزور وزير الدفاع الفرنسي “جان إيف لو دريان” الإمارات قريبًا.

وذكر المصدر أنه: “من أجل استمرار صفقة أقمار التجسس “عين الصقر” فهناك حاجة لمستوى عالِ من نقل التكنولوجيا، ولهذا قمنا بالتفاوض حول إمكانية شراء 40 طائرة مقاتلة من طراز رافال مع تجديد أسطول طائرات ميراج 2000.”

وقد واجهت صفقة شراء الإمارات لقمرين صناعيين من نوع الثريا عالي الدقة والمزودان بخاصية المراقبة العسكرية معارضة من المسؤولين في أبو ظبي.  وبموجب الصفقة التي تُقدر بنحو 930 مليون دولار— التي وُقعت في 22 يوليو من العام الماضي من قِبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولو دريان — تم تحديد موعد الاستلام في 2018، جنبًا إلى جنب مع المحطة الأرضية.

هذه الصفقة هي أول عقد كبير يجمع بين فرنسا ودولة من مجلس التعاون الخليجي بشأن تكنولوجيا الأقمار الصناعية الاستخباراتية المتقدمة.

وتُقدم الأقمار الصناعية من قبل المقاول الرئيسي وهو قسم الدفاع والفضاء في شركة Airbus وشركة Thales Alenia Space التي تصنع حمولات الأقمار الصناعية، وكجزء من الصفقة سيتم تدريب 20 مهندس على استخدام المعدات الجديدة.

ظهرت أولى بوادر وجود مشكلة في يناير عندما قال مصدر إماراتي أن الأقمار الصناعية تحتوي على عنصرين محددين من الولايات المتحدة وهما بمثابة الطريقة غير المباشرة للبيانات الآمنة التي تنتقل إلى المحطة الأرضية، وهذا يعني أن كل البيانات يمكن أن تنتقل إلى طرف ثالث غير مسموح له بالحصول على مثل هذه البيانات.

ومنذ الإعلان عن هذا الاكتشاف، ووزير الدفاع الفرنسي “جان إيف لو دريان” يستمر في السفر بين باريس وأبو ظبي من أجل إبرام الصفقة.

وقال المصدر في شهر يونيو أن الامارات تُصر على نقل التكنولوجيا قبل استئناف المفاوضات مع فرنسا لشراء الأقمار الصناعية.

كما حدث تأخير في الحصول على رخصة لتصدير التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة، الأمر الذي يتطلب الوصول إلى حل لهذه المشكلة. عندما قام الرئيس “فرانسوا هولاند” بزيارة إلى أمريكا هذا العام، قال أنه تلقى تأكيدات من الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” بأنه سوف يتم إعطاء التصاريح. ولكن الموعد النهائي للصفقة انتهى، وتم إعادة المحادثات بين باريس وأبو ظبي حول بنود وشروط الاتفاق الجديد.

ومنذ ذلك الوقت منحت الولايات المتحدة رخصة التصدير لمكونات الأقمار الصناعية، الأمر الذي حل هذه المسألة.

وقال المصدر أنه كان من المتوقع وصول لو دريان في نهاية شهر أغسطس، ولكن تأجلت الزيارة بسبب مسائل “فنية”. وأكدت السفارة الفرنسية في أبو ظبي، على الرغم من ذلك، أن لو دريان ” سوف يأتي بالتأكيد في الأسابيع التالية.”

وقالت مصادر في الصناعة الفرنسية أن هناك آمال كبيرة للتوصل إلى اتفاق جديد. وقال المتحدث باسم قسم الدفاع والفضاء في شركة Airbus:”نحن على الطريق الصحيح. تم إعطاء الضوء الأخضر.”

ورفض المسؤولون في مجموعة Thales Alenia Space، وهي مشروع مشترك بين شركة Thales وشركة Finmeccanica، التعليق لأن قسم الدفاع والفضاء في شركة Airbus هو المقاول الرئيسي في الصفقة.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية: “كل شيء يسير على ما يرام.”  وقال أن هناك اتفاق بشأن التكنولوجيا والاقتصاد والقضايا السياسية. “لا توجد مشاكل. وأضاف أن: ” فرنسا ملتزمة التزامًا سياسيا بشأن إبرام العقد.”

وقال مسؤول تنفيذي في مجال الصناعة: ” تم إبرام عقد جديد، يجب على جميع الشركات أن توقع، ومن المتوقع أن يستغرق هذا التوقيع بضعة أسابيع. ونحن نستعد للاحتفال.”

لمدة عامين، عمل لو دريان بجد من أجل تجديد علاقات وثيقة مع الإمارات العربية المتحدة — والتي يُنظر إليها باعتبارها دولة إقليمية رئيسية مع إمكانية كبيرة للتصدير إليها — حيث تحتاج الصناعة الفرنسية المحاصرة إلى صفقات خارجية. باعت فرنسا معدات عسكرية صغيرة لدول الخليج منذ أن اشترت أبو ظبي الطائرة المقاتلة Mirage 2000-9 في فترة التسعينات.

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com ; ptran@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا