المملكة العربية السعودية تضيف مليار دولار إلى المعونة العسكرية اللبنانية

جنود الجيش اللبناني يقودوا ناقلات الجنود المدرعة في بلدة عرسال شمال لبنان على الحدود مع سوريا يوم الاربعاء. (إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز)

جنود الجيش اللبناني يقودوا ناقلات الجنود المدرعة في بلدة عرسال شمال لبنان على الحدود مع سوريا يوم الاربعاء. (إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز)

واشنطن — بعد أيام من القتال العنيف بين الجيش اللبناني ومقاتلي الدولة الإسلامية من سوريا بالقرب من بلدة عرسال اللبنانية، عرضت المملكة العربية السعودية مبلغ مليار دولار إضافي إلى المساعدات العسكرية للحكومة اللبنانية.

وجاءت حزمة المساعدات الأخيرة بقيمة مليار دولار إلى جانب ثلاثة مليارات دولار لشراء المعدات العسكرية الفرنسية التي تعهدت بها الحكومة السعودية في شهر ديسمبر. وتُضعف أرقام المساعدات من ميزانية الدفاع اللبنانية، والتي قُدرت بنحو 1.2 مليار دولار في عام 2013.

أعلن ” سعد الحريري” رئيس الوزراء اللبناني السابق عن التمويل الأخير ليلة الثلاثاء بعد قيامه بزيارة إلى الملك عبد الله في الرياض، بالمملكة العربية السعودية.

ونقل موقع وكالة الأنباء السعودية عن الحريري قوله بأن الأموال والمعدات سوف تساعد القوات المسلحة اللبنانية في “الحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان وهي دولة شقيقة للمملكة العربية السعودية.”

تتضاءل المساعدات التي يقدمها البنتاغون إلى لبنان على مدى السنوات القليلة الماضية، على الرغم من كونها مساعدات بسيطة، بالمقارنة مع التحركات السعودية الأخيرة. من عام 2009 إلى عام 2013، التزمت واشنطن بتقديم 671 مليون دولار إلى قوات الأمن اللبنانية، بجانب تدريب 7،104 جندي لبناني وضباط من الشرطة خلال الفترة نفسها، وذلك وفقًا لمكتب مساءلة الحكومة.

وقد أنفقت الولايات المتحدة أيضًا الملايين لتزويد القوات الخاصة اللبنانية بأسلحة صغيرة وبنادق قنص، ومركبات، وأجهزة للرؤية الليلية، وأنظمة عالمية محمولة لتحديد المواقع، وغيرها من المعدات.

ووفقًا لبيان الحقائق الذي يصدره البيت الأبيض، فإن واشنطن قدمت إلى لبنان نحو 100 مليون دولار في التدريب والمعدات لمكافحة الارهاب منذ عام 2006 وفي السنوات الأخيرة، قدمت الولايات المتحدة أيضا مركبات “همفي” وناقلات المشاة M113، وقاذفات وصواريخ مضادة للدبابات TOW؛ ومدافع howitzers عيار 155 مم؛ ومجموعة متنوعة أخرى من الأسلحة المضادة للدبابات.

ويأتي عرض المساعدة الجديد في ظل قيام المقاتلين الإسلاميين السُنة بزيادة غزواتهم في لبنان من سوريا، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين والشرطة اللبنانية و17 جندي على الاقل.

على مدى اليومين الماضيين، تدفقت كتائب من قوات الجيش اللبناني تقود مركبات الهمفي الأمريكية الصنع وناقلات المشاة M113 شرق البلاد لمواجهة هذه المخاطر، وبحسب ما ورد فقد حاصرت عرسال، تاركة ممر واحد مفتوح للمقاتلين الذين يريدون الفرار إلى سوريا.

وعلى الرغم من أن الحكومة اللبنانية قد نأت بنفسها عن الانخراط في الحرب الأهلية المستعرة في سوريا، ظلت إلا أن حركة حزب الله القوية في البلاد ظلت على الحياد.

وأرسلت الجماعة الشيعية بعض الجنود إلى سوريا لمساعدة الرئيس السوري بشار الأسد في التمسك بالسلطة في مواجهة التمرد التي تقوده الأغلبية السُنية. وخلال القيام بذلك، قام حزب الله مرة أخرى بعقد شراكة مع إيران الشيعية، التي لطالما استخدمت سوريا لتهريب الأسلحة إلى حزب الله.

حتى الآن، فر أكثر من مليون لاجئ من السُنة إلى لبنان هربًا من القتال في سوريا، وهو ما يمثل ربع عدد السكان في لبنان والذي يُقدر بنحو 4 ملايين مواطن.

كجزء من تقرير تقييم التهديد في جميع أنحاء العالم لعام 2014 والذي أُرسل إلى الكونغرس في وقت سابق من هذا العام، كتب جهاز الاستخبارات الأمريكية أن لبنان “سوف تستمر في مشاهدة العنف الطائفي بين اللبنانيين والهجمات الإرهابية من قِبل المتطرفين السُنة وحزب الله، والتي تستهدف مصالح كل طرف، محذرًا من أن هذه الهجمات من شأنها أن “تتحول إلى قتال متواصل وعلى نطاق واسع.”

Read in English

...قد ترغب أيضا