تحليل: إسرائيل تستخف بتكتيكات حماس الغير متكافئة

تغير القوة: الأردنيون يرفعون الأعلام الفلسطينية خلال احتجاج ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة ودعمًا لسكان غزة في الأول من شهر أغسطس. وعلى الرغم من المكاسب العسكرية الإسرائيلية، إلا أن الأمر لم يستغرق الكثير بالنسبة لمقاتلي حماس لتحقيق انتصارات في ساحة الرأي العام. (خليل مزرعاوي / إيه إف بي / موقع جيتي إيميدجز)

تغير القوة: الأردنيون يرفعون الأعلام الفلسطينية خلال احتجاج ضد الهجوم العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة ودعمًا لسكان غزة في الأول من شهر أغسطس. وعلى الرغم من المكاسب العسكرية الإسرائيلية، إلا أن الأمر لم يستغرق الكثير بالنسبة لمقاتلي حماس لتحقيق انتصارات في ساحة الرأي العام. (خليل مزرعاوي / إيه إف بي / موقع جيتي إيميدجز)

تل أبيب — وسط تصاعد عدد القتلى والاتهامات المتبادلة بشأن فشل المرة المحاولة السادسة لوقف إطلاق النار في حربهم المستمرة، واصلت إسرائيل وحماس في نهاية الاسبوع الماضي القتال على جبهات متوازية: تحت رمال غزة وفي ساحة الرأي العام.

إنها معركة من سرديات متضاربة — سباق ممتد للدعم العام وانتصار متوقع ولازم من أجل ردع الجانب الآخر في الجولة المقبلة من القتال.

ولكن في هذه المعركة غير المتكافئة حيث المكاسب العملية للطرف الأقوى تميل لصالح الطرف الضعيف، ويبدو أن إسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها.

ولأكثر من 25 يومًا في عملية الحافة الواقية، تقع إسرائيل تحت ضغط كبير لتحقيق النجاح الاستراتيجي من إنجازاتها التكتيكية الكبيرة على أرض الواقع.

وما بدأ كعملية محدودة على أرض معروفة ضد قوة يصل حجمها بالكاد حجم لواء إسرائيلي أصبحت حرب استنزاف، مما سمح لحماس تعزيز موقفها وتأكيده مع كل يوم يمر.

منذ يوم الجمعة، فقدت إسرائيل 63 جندي وثلاثة مدنيين في الحملة الجارية، وأكثر من أربعة أضعاف عدد الوفيات الناجم عن هجومها على غزة الذي استمر لمدة 22 يومًا في أواخر عام 2008-2009.

ورغم وجود أدلة كثيرة تدعم المزاعم الإسرائيلية التي تقول بأن حماس تستخدم المدنيين كدروع بشرية، إلا أن الدعم الدولي لحقها في الدفاع عن النفس أصبح في تضاؤل ​​مستمر. يركز العالم بشكل متزايد على عشرات الآلاف من النازحين و1،418 شهيد وفقًا لما صرحت به وزارة الصحة الفلسطينية نتيجة لأكثر من 4،215 هدف للهجوم الإسرائيلي.

ولكن عامل تغير قواعد اللعبة المحتمل في الحرب الدائرة كان فشل إسرائيل في إحباط هجوم الأول من أغسطس والذي سمح لحماس باختطاف ضابط إسرائيلي، والذي يُشاع أنه أحد أقرباء وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون.

وتقول مصادر هنا، إن هجوم المقاتلين وأعمال القتل والانتحار تحت الأرض على قوات مشاة لواء جفعاتي أدى إلى قتل جنديين بالإضافة إلى اختطاف ضابط إسرائيلي، وهذا بمثابة انتكاسة استراتيجية لقوات الدفاع الإسرائيلية.

وقال “تساحي هنغبي”، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي للصحفيين هنا، إن: ” الحافة الواقية بدأت باعتبارها عملية، ولكننا في إسرائيل الآن نقول إنها حرب؛ حرب تورطنا فيها ضد إرادتنا.”

وقال “هنغبي” إن إسرائيل تبذل “جهودًا استثنائية فيها خطر كبير على جنودنا” في محاولات للحد من الضرر الواقع على المدنيين غير المتورطين في غزة. وأضاف: “لكن لدينا مشكلة. عندما نُظهر ضبط النفس والاعتدال أو أي علامة من التعقل، يعتبر الجانب الآخر هذا ضعفًا.”

وفيما يتعلق بهجوم الأول من أغسطس، تم قصف إسرائيل في جنوب غزة حيث وقع الهجوم وقامت نخبة من قوات الكوماندوز بمهمة الانقاذ.

وعلى الرغم من أن الأحداث هنا في حالة تغير مستمر، هناك شيء واحد واضح من الكمائن الموجودة تحت الأرض والهجوم الانتحاري للمقاتلين: في معركتهم للسرديات المتضاربة، يمكن لنجاح واحد باهر تحققه حماس أن يعادل آثار التفوق الإسرائيلي.

وعلى الرغم من دفاعات إسرائيل الغير عادية على مدى 25 يومًا ضد ما يقرب من 3 آلاف صاروخ وقذائف الهاون وعشرات من الصواريخ المضادة للدبابات، يمكن ادعاء النصر من خلال صورة لجندي واحد في أيدي حماس.

وقال “شاؤول شاي”، وهو عقيد متقاعد في جهاز المخابرات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي والنائب السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي: “يمكن لحماس أن تدعي النصر من مجرد حقيقة أنهم يمكنهم الوقوف في وجه الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة من الزمن.”

وقال “شاي” في مقابلة له في الأول من أغسطس قبل تأكيد إسرائيل لحادثة اختطاف الجندي، قال “شاي” أن قدرة حماس على الحفاظ على القيادة والسيطرة على قواتها وتوفير مئات الصواريخ في الاحتياطي لإطلاق ضد إسرائيل يؤيد الرأي الذي يقول إنها تسعى إلى ترسيخ نفسها هنا. وقال إن عملية وقف إطلاق النار الأخيرة التي سمحت إسرائيل لإخلاء قطاع غزة تعزز موقف حماس بشكل كبير.

وأوضح أنه: “بمجرد حصولهم على صور دبابات جيش الدفاع الإسرائيلي الأخيرة التي عبرت الحدود، سوف يزعمون أنهم انتصروا في الحرب، بغض النظر عن خسائرهم والنتيجة النهائية. هذه هي حقيقة هذه الحرب غير المتكافئة.”

في المقابلات الصحيفة هنا، يعترف ضباط الجيش والخبراء بأن إسرائيل استخفت بمتاهة الأنفاق التي تُستخدم لدعم الهجمات تحت الأرضية التي تقوم بها حماس.

ويُصر اللواء “سامي ترجمان”، رئيس قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي التي تقود الحرب، أنه على علم مسبق بشبكة الأنفاق التابعة لحماس وبالتالي فهي لا تشكل مفاجأة. واعترف، على الرغم من ذلك، أنه تم اكتشاف عشرات الأنفاق ونقاط الوصول أثناء القتال.

وقال في حديث للصحفيين الإسرائيليين يوم الأربعاء، إن جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بدقة تحت تهديد الصواريخ المضادة للدبابات ومدافع الهاون والعبوات الناسفة يدوية الصنع لتدمير ما تبقى مما يزيد عن 30 نفق وما يقرب من 70 نقطة وصول مختلفة تؤدي إلى إسرائيل من غزة.

وقال: “إنه تحد كبير على المستوى التشغيلي والهندسي … أستطيع أن نعد أننا سوف نُدمر كل الأنفاق التي نجدها خلال العملية.”

وقدّر “ترجمان” أن مهمة تدمير الأنفاق سوف تستغرق يومين أو ثلاثة أيام أخرى حتى يتم الانتهاء منها.

وقال “شاي” الذي يشغل حاليًا منصب رئيس قسم الدارسات في معهد السياسات والاستراتيجيات التابع لمركز هرتسليا، أن ترجمان والعديد من المسؤولين الإسرائيليين الأخرين محقين في إصرارهم على أن خطر الأنفاق لم يكن مفاجئًا. ولكن مثل صواريخ “”صقر” المصرية المضادة للدبابات المستخدمة ضد إسرائيل ذات الآثار المدمرة في حرب عام 1973، ما لم يكن متوقعًا هو الكمية والطريقة التي تمكنت من خلالها حماس استخدام تلك الأنفاق المفخخة بطريقة مخادعة في كثير من الأحيان ليكون لها تأثير استراتيجي.

“في عام 1973، علمنا بشأن صواريخ صقر المصرية. كنا نعرف المدى، وقدراتها على الاختراق. ولكن معرفة كيف كانت تستخدم ضدنا كانت فوق التوقعات، وخلقت نوع من المفاجأة الاستراتيجية.”

وقال “شاي”: “نفس الشيء حقيقي فيما يتعلق بالأنفاق في قطاع غزة. كان هذا الأسلوب التكتيكي معروف لنا منذ 10 سنوات، ولكن أثره الاستراتيجي كان مفاجأة بالنسبة لنا.”

وفي مؤتمر صحفي يوم الخميس، قال عقيد في جهاز الاستخبارات العسكرية لجيش الدفاع الإسرائيلي أن حماس استنفدت حقيبتها الاستراتيجية من الحيل. وأشار إلى أن إسرائيل أحبطت محاولات حماس للهجوم عن طريق الضفادع البشرية والطائرات بدون طيار أو حتى الحمير المفخخة.

وأصر العقيد أن أقل من ثلث ما يقرب من 9 آلاف من الصواريخ التي تحتفظ بها الجماعات في غزة في بداية الحرب لا تزال في أيدي المقاتلين، معظمهم من الصواريخ قصيرة المدى. وعلى نحو مماثل، قال إن إسرائيل أثبتت براعتها في التصدي لخطر الأنفاق وكانت على وشك الانتهاء من مهمة تدمير الأنفاق.

وأضاف: “أود أن أقول إنهم الآن يحاولون فقط البقاء على قيد الحياة … إنهم لا يقاتلون وجهًا لوجه مع قواتنا. نحن لا نجد الكثير من الاحتكاك على الأرض.”

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا