المملكة العربية السعودية تتخذ موقفًا صارمًا في ظل مكاسب المقاتلين

تم تعيين الأمير "خالد بن بندر بن عبد العزيز"، في الوسط، كرئيس المخابرات السعودية، يوم الثلاثاء، بعد أن أقاله الملك من منصب نائب وزير الدفاع يوم السبت. (فايز نور الدين / إيه إف بي)

تم تعيين الأمير “خالد بن بندر بن عبد العزيز”، في الوسط، كرئيس المخابرات السعودية، يوم الثلاثاء، بعد أن أقاله الملك من منصب نائب وزير الدفاع يوم السبت. (فايز نور الدين / إيه إف بي)

 

دبي — يمثلتعيين المملكة العربية السعودية لنائب وزير الدفاع كرئيس المخابرات الجديد يوم الثلاثاء — أيام بعد إقالته — وتعيين رئيس المخابرات السابق الأمير “بندر بن سلطان” مبعوثًا خاصًا، عودة إلى السياسة المتشددة من قِبل المملكة مع اقتراب المقاتلين من حدودها.

في يوم الاحد، تمت إقالة الأمير “خالد بن بندر بن عبد العزيز” من منصبه بشكل غير متوقع بعد 45 يوم فقط من توليه مهام عمله من قِبل الملك عبد الله بناءً على طلب من وزير الدفاع، وولي العهد الأمير “سلمان بن عبد العزيز.”

ولم يتم تقديم أي سبب لإقالته من منصب كنائب وزير الدفاع، ولكن ذكرت وكالة الأنباء السعودية صباح يوم الثلاثاء أن الأمير خالد قد تم تعيينه “رئيس المخابرات العامة مع رتبة وزير” بموجب مرسوم ملكي.

قال “ديفيد واينبرغ”، الزميل البارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: “لا شيء يجذب الاهتمام مثل وجود تنظيم القاعدة [أو ما يعادلها] على حدودكم.”

وأضاف: “إن الأزمة في العراق هي تذكير صارخ للسلطات السعودية أنها تعيش في جوار مضطرب يزداد اضطرابًا وعنفًا. وإذا كانت الرياض ستتخذ موقفًا سلميًا ومعتدلًا في وقت متأخر، فإنه سيتم اختبار موقفها بعنف الآن في ظل انتقال الحرب الأهلية في سوريا إلى العراق في اتجاههم.”

وكان إعادة التنظيم التي أجرته المملكة العربية السعودية لكبار القيادة العسكرية والذي تم فيه استبدال القيادات المتشددة بأخرى معتدلة في شهر مايو، هو الأحدث ضمن سلسلة من التغييرات في وضع الدفاع في المملكة.

وبعد إقالة الأمير بندر بن سلطان في 15 إبريل، رئيس المخابرات القوي، نظمت المملكة مناورة عسكرية ضخمة تسمى “سيف عبد الله” وظهرت الصواريخ الباليستية في 29 إبريل. وفي أوائل شهر مايو، أعلنت المملكة عن تعديل وزاري كبير في قيادة الدفاع، وتعيين الأمير خالد بن بندر نائبًا لوزير الدفاع.

الأمير خالد تخرج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، وكان برتبة فريق وقائد القوات البرية الملكية السعودية.

ومن العناصر الرئيسية للموقف الجديد هو التقارب في العلاقات مع الحليف النووي الرئيسي للمملكة العربية السعودية وهي باكستان. وقام الرئيس الباكستاني “آصف زرداري” بتقليد الأمير خالد وسام هلال للامتياز العسكري الذي يُمنح في باكستان للشخصيات العسكرية الأجنبية المتميزة مما يدل على علاقته مع المؤسسة العسكرية الباكستانية.

وقد تم تعيين رئيس المخابرات السابق، الأمير بندر، “مستشار الملك ومبعوثه الخاص”، في يوم الثلاثاء، بعد ظهور شائعات في الصحافة السعودية بأنه كان المسؤول عن الملف القطري خلال فترة التغيير.

وقال واينبرغ أن: “الشائعات التي تقول بأن الأمير بندر هو المسؤول عن الملف القطري الآن لا تزال في هذا الوقت تبدو مجرد شائعات. ومع ذلك، فإن وضع شخص ما في مسؤولية التعامل مع ملف الدوحة والذي، وفقًا للتقارير، هاجم نظام آل ثاني حيث أن وجود 300 شخص مع محطة تليفزيونية لن يكون عمل تصالحي بشكل بارز من جانب السعوديين. ومن ناحية أخرى، فإن الملك عبد الله والأمير تميم على ما يبدو أنهم تبادلا رسالة ودية ومكالمة هاتفية هذا الأسبوع، ربما تكون ضد البداهة، وفي الواقع فإن الأمور تتحسن بين الدوحة والرياض.”

أكد “واينبرغ” أن الحقيقة الوحيدة الثابتة في لعبة الكراسي الموسيقية التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مايو هي أن الملك قد قام بنجاح بعمل سلسلة من التغييرات الجذرية للموظفين من أجل وضع أبنائه في مناصب ذات أهمية أعلى.

وأضاف: “إن أي تحول فيما يسمى الاتجاه المعتدل ربما يتم محوه الآن.  وحتى الان لا يزال ابن الملك عبد الله في وضع مريح كحاكم الرياض الجديد.”

وذكر واينبرغ أن: “التغيير الجذري الأخير للموظفين هو خبر سيء بالنسبة لقطاع الدفاع في المملكة العربية السعودية.”

“وفي الوقت الذي تقوم فيه مدينة مجاوره مثل أبو ظبي بخطوات كبيرة نسبيًا في مجال الدفاع، يمكن أن يقوم ولي العهد الأمير سلمان بالتنفيذ الفعلي لكثير من سياسة الدفاع بنفسه، ولذلك هذا يترك منصبًا فارغًا والذي في جوهره أكبر من كونه وزير الدفاع بالوكالة مما هو عليه كمنصب النائب.”

“لقد مرت المملكة العربية السعودية بمناقشة الأمور المتعلقة بنائب لوزراء الدفاع في العامين الماضيين، وبوضوح، لم يذهب الأمير بندر إلى أي مكان في المقام الأول.”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا