الشركات الأوروبية تتصارع على الطائرات بدون طيار المشتركة

ألمانيا تستأجر طائرات دون طيار طراز Heron 1 من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية — أثناء عرضها في معرض برلين الجوي — لكن العديد من الشركات الأوروبية ترغب في التعاون بشأن طائرات بدون طيار متوسطة الارتفاع محلية الصنع، وولديها قدرة التحمل لفترة طويلة. (يوهانس إيسيل/ موقع جيتي إيميدجز)

ألمانيا تستأجر طائرات دون طيار طراز Heron 1 من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية — أثناء عرضها في معرض برلين الجوي — لكن العديد من الشركات الأوروبية ترغب في التعاون بشأن طائرات بدون طيار متوسطة الارتفاع محلية الصنع، وولديها قدرة التحمل لفترة طويلة. (يوهانس إيسيل/ موقع جيتي إيميدجز)

 

برلين وروما — تقعالدول الأوروبية في قبضة الرغبة المستمرة في الحصول على طائرات بدون طيار، والتي تمنحهم القدرة على إضافة خاصية الاستطلاع والقدرة على الهجوم بتكلفة أقل ومخاطر أقل لأعضاء القوات العسكرية.

ولكن على الرغم من امتلاء معرض برلين الجوي، الأسبوع الماضي، بمجموعة كبيرة من الآلات الصغيرة غير المجهزة بالرجال، فإن الشركات الأوروبية لم تتمكن حتى الآن من إنشاء طائرة بدون طيار التي تناسب احتياجات ارتفاع متوسط وقدرة تحمل طويلة، التي توفرها طائرة MQ-9 Predator أو طائرة Reaper أمريكية الصنع.

ومع ذلك أعلنت ثلاث شركات أوروبية عن اتفاقها على برنامج الأعمال المشتركة بشأن قدرات الارتفاع المتوسط وقدرة التحمل لفترة طويلة MALE في عام 2020.

وتستخدم المملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا طائرات Predator، وتدرس القوات الجوية الالمانية شراء هذه الطائرات عندما ينتهي عقد خدمتها مع الأنظمة الإسرائيلية، ولقد وقعت هولندا بالفعل عقد شراء اثنتين من هذه طائرات.

ومع الموجة المتزايدة من الدول التي تستخدم طائرات Predator تأتي المخاوف من الاعتماد على المورد الأمريكي نظرًا لقيود التصدير التي يمكن أن تعقد عمليات الشراء وتحد من الوصول إلى التكنولوجيا وراء بعض من هذه الأنظمة. وتستمر إيطاليا وفرنسا في محاولة إيجاد الحل من خلال عملية تسليح طائرات Predator، وهو الشيء الذي يجعله القانون الأمريكي معقدًا بشكل جزئي لأن تسليح الطائرات بدون طيار يعني أن الطائرة يتم تصنيفها على أنها صواريخ من فئة cruise.

وقال مصدر من الشركة الإيطالية Alenia Aermacchi أن: “القضايا المطروحة تشمل على السيادة الأوروبية التشغيلية والاستقلال في إدارة المعلومات والاستخبارات وكذلك الاستقلال الصناعي الأوروبي في الحفاظ على الكفاءات والوظائف الرئيسية داخل أوروبا. وهذا غير ممكن مع الطائرات بدون طيار المصنوعة خارج أوروبا.”

وتعتبر شركة Alenia Aermacchi واحدة من العديد من الشركات التي تدفع حكوماتهم لتطوير برنامج الطائرات بدون طيار الجديدة ذات القدرة على الارتفاع المتوسط والتحمل فترات طويلة، بما في ذلك شركة Airbus وشركة Dassault.

 

 

وقال المصدر من داخل شركة Alenia Aermacchi أن الشركات الثلاثة تأمل في الحصول على التزامات من رؤوس الأموال بحلول نهاية عام 2014.

وقال المصدر: “يمكن أن تؤدي مرحلة التعريفات إلى مرحلة التنمية ابتداءً من يناير عام 2017، وتوقيع أول اتفاق في عام 2014. وهذا من شأنه تجهيز الطائرة بدون طيار بحلول عام 2020.”

وتتوقع الشركات الثلاثة أن تستمر مرحلة التعريفات لسنتين إضافيتين، من 2015 إلى 2016، وخلال هذه الفترة سوف تقوم الحكومات بتحديد متطلباتها. وذكر أحد المصادر الصناعية أن هذه الفترة ستتكلف ما يقرب من 50 مليون يورو (68 مليون دولار أمريكي)، مع تكلفة مشتركة بين ألمانيا وفرنسا وإيطاليا. كما وضعت الشركات الثلاث أيضًا اتفاق بشأن حصة العمل على ما يسمى برنامج MALE في عام 2020.

تم الإعلان عن الخطة من قِبل الشركات يوم 19 مايو، قبل فترة قليلة من معرض برلين الجوي، حيث كان موضوعًا مثيرًا للجدل. وفي هذا اليوم أيضًا، قالت وزيرة الدفاع الألمانية “أورسولا فون دير لين” للصحافة، أنه “في الوقت الراهن ليس هناك أي ضغط لاتخاذ القرار.” من المفترض أن تعقد المناقشات البرلمانية والعامة هذا الصيف، والتي يمكن أن تكون عملية ممتدة بسبب النفور العام من الأنظمة غير المأهولة بسبب الاعتماد الشديد لأمريكا على الطائرات بدون طيار.

وقد عانت أوروبا لسنوات عديدة في محاولة للتوصل إلى خطة فعّالة ومؤثرة لدخول سوق برنامج MALE والذي يسيطر عليه بالفعل المنتجين من أمريكا وإسرائيل.

كما تضاءل الاهتمام الإنجليزي-الفرنسي المشترك من أجل التنمية المشتركة بعد التفاؤل الأوليّ أن برنامجًا قد يظهر في هامش معاهدة الدفاع في عام 2010 الذي وقعتها لندن وباريس.

تم تسليم دراسة المشروع بقيادة شركة BAE Systems وشركة Dassault Aviation إلى الحكومتين في عام 2012. ومنذ ذلك الحين والخطة متوقفة في ظل عمل الجانبان معًا لتنفيذ مشروع الطائرات المشتركة المقاتلة من دون طيار.

وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية أن الخيارات المتاحة لطائرة بدون طيار ذات ارتفاع متوسط وقدرات تحمل لفترات طويلة كجزء من مشروع Scavenger جميعها قائمة ومستمرة.

وضعت شركة Airbus وشركة Dassault وشركة Finmeccancia أسمائهم على خطاب مفتوح نُشر قبيل معرض باريس الجوي في عام 2013، يناشدوا حكوماتهم من أجل التعاون في تطوير التكنولوجيا في أوروبا الخاصة في مجال الدفاع.

وبعد ما يقرب من 12 شهرًا، حسنت الصناعة عروضها ولكن الحكومات لا تزال مترددة بشأن التسجيل في البرنامج الذي تنفق فيه ​​موارد ميزانية الدفاع المنخفضة الخاصة بها.

وقال أحد المسؤولين التنفيذيين في بريطانيا أن: “هناك الكثير من التشجيع للمشروع من قِبل الشركات الصناعية وعلى ما يبدو طلب دعم قليل من الحكومات.”

وعلى الرغم من أن التصورات العامة بشأن المركبات غير المجهزة بالرجال هي جزء محتمل المشكلة، فإن تكلفة برنامج التنمية الأساسي تلعب دورًا أيضًا في ذلك.

وقال مصدر في وزارة الدفاع الإيطالية أن الحكومة تناقش الاقتراح مع شركة Alenia Aermacchi. “وهناك مناقشات جارية ومستمرة.”

وقال المصدر بشركة Alenia، أن شركة Airbus وشركة Alenia وشركة Dassault سوف يتقاسمون حصص العمل بالتساوي، على الرغم من أن قسم الدفاع والفضاء في شركة Airbus سيقود مرحلة التعريفات.

وتركز الشركات بالفعل على منح قدرات جمع المعلومات الاستخباراتية للطائرات بدون طيار، بعيدة المدى والقدرة على المناورة بسرعة، بما في ذلك التغيرات السريعة للارتفاع، والتي ستكون هامة وأساسية أثناء العمل في المجالات الجوي المتفاوتة. كما سيتم تصميم الدفع لتعزيز السلامة أثناء تحليق الطائرات بدون طيار على المناطق المأهولة بالسكان في أوروبا.

وذكر المصدر في شركة Alenia أنه سيتم طرح النظام مع كافة المتغيرات الممكن دمجها في مرحلة ما قبل التصميم الأساسي، مع إمكانية التسليح في كل الاحتمالات.

وقال: “علاوة على ذلك، فإن التحليق في الجال الجوي غير المنعزل فوق الدول الأوروبية يتطلب تعريفًا محددًا منذ البداية، مما أدى إلى نوع محدد من المؤهلات والتوثيقات، والتي لا يمكن للطائرات بدون طيار غير الأوروبية أن تحققها.”

كما أصبحت مسألة التوثيق مشكلة مع برنامج Eurohawk المتوقف حاليًا، حيث أعربت الحكومة الألمانية عن مخاوفها من قدرتها على استخدام الطائرات بدون طيار بعد أن ألغت البرنامج. والكثير من برامج الطائرات بدون طيار الأوروبية الأخرى فشلت، ولكن يبقى الاهتمام الأساسي في إيجاد حل غير الاعتماد على الولايات المتحدة.

وقال المصدر من شركة Alenia، أنه: “يمكن ضمان السيادة والاستقلال الأوروبي في إدارة المعلومات والاستخبارات من خلال أنظمة مرنة ضد الهجمات الإلكترونية. وعلاوة على ذلك سوف يكون البرنامج الموجه لتعزيز تطوير اللوائح التنظيمية للتداول الدولي للأسلحة والتقنيات المتقدمة والمجانية والمساهمة في الحفاظ على الكفاءات والوظائف الرئيسية داخل أوروبا.”

وقال “فرانك بايس”، رئيس مجموعة أنظمة الطائرات في شركة General Atomics التي تنتج طائرات Predator، أن المخاوف بشأن اللوائح التنظيمية للتداول الدولي للأسلحة وقابلية التصدير أثرت على المبيعات الأوروبية الحالية لطائرات Predator. ولكن هناك بعض الأمل في الأفق، في شكل سياسة تصدير أكثر وضوحًا للطائرات بدون طيار والتي يتوقع “بيس” أن يتم توقيعها من قِبل الرئيس “باراك أوباما” في الأسابيع المقبلة.

وذكر “بايس” أن: ” أحد الأشياء التي أدت إلى تماسك الأمور هي استمرار هذه السياسة، فهي سياسة تصدير شاملة للطائرات بدون طيار. ومن شأن هذه السياسة وضع حدود حول أي فئة من الطائرات يمكننا تصديرها وأين. وقبل هذا لا أحد يعرف ما يمكنهم شراءه. أعتقد أن هذا يضر بنا الآن في أوروبا.”

وكانت أكبر مشكلة هي أي من الدول يمكنها تسليح الطائرات بدون طيار الخاصة بها، وأي من الدول لا يمكنها القيام بذلك. وعلى الرغم من أن طائرة Predator B أصبحت الطائرة الأساسية في أوروبا، إلا أن المملكة المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها إذن لتسليح الطائرات بدون طيار، مع دخول فرنسا وايطاليا في مفاوضات مطولة حول تسليح طائراتهم. وقال “بيس” أنه بمجرد توضيح قواعد التصدير، فهو يعتقد أن الدنمارك والنرويج وإسبانيا وتركيا والعملاء المحتملين، والايطاليين والفرنسيين من المرجح أن يزيدوا من مخزونهم.

وقال “بيس” أن: “ألمانيا، بالرغم من المخاوف العامة وكل شيء، لا تتحدث الآن عن وضع أسلحة على متن الطائرة، ولكن في يوم من الأيام من الممكن أن تفكر في هذا الأمر. أعتقد أن هذا يؤثر على فرنسا. ولكنها تؤثر بالتأكيد على إيطاليا.”

وقال “بيس” أنه يعتقد انه لا معنى بالنسبة للدول الأوروبية أن تنفق الأموال على نظام MALE والذي من شأنها تكرار معظم ما تمتلكه طائرة Predator بالفعل.

وقال أيضًا: “أن هذه الدول تمتلك بالفعل طائرات Predator، ويتم تدريب الطيارين عليها بالفعل، ولديهم قطع غيار لهذه الطائرات. ويقدر أن برنامج جديد من المرجح أن يكلف أكثر من مليار دولار. ولا يجب على هذه الدول بناء طائرة Predator B مماثلة. ولكن يجب عليهم بناء الطائرة الشبح، والتي لن يكونوا قادرين على استيرادها من الولايات المتحدة. أعتقد أنه سوف تكون هناك حاجة ماسة لذلك ربما بعد 10 سنوات من الآن. وهذا النوع من البرامج ربما يأخذ 10 سنوات لتطويره. إنه شيء منطقي بالنسبة لهم للقيام به، لاتخاذ الخطوة المقبلة وتطوير نوع من الطائرات عالية السرعة مع رادار منخفض ومقطع عرضي.”

وفي الوقت نفسه، يجب على ألمانيا معرفة ما الذي سوف تقوم به عندما ينتهي عقدها مع الجيش الألماني وشركة Airbus لاستئجار ثلاث طائرات بدون طيار من فئة Heron 1 من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية مزودة بنظام MALE التي يتم استخدامها لمهمات الاستطلاع في أفغانستان، في عام 2015.

 

 

وفي يوم 21 مايو، أعلن قسم الدفاع والفضاء في شركة Airbus وشركة صناعات الفضاء الإسرائيلية عن اتفاق جماعي لمواصلة توفير الأنظمة الجوية بدون طيار للجيش الألماني. وتقدم الشركتان اقتراحًا لحل المشكلة وسد الفجوة لحين وصول طائرة بدون طيار أوروبية الصنع في عام 2020. ويستند عرضهم على طائرات بدون طيار من فئة Heron TP مزودة بنظام MALE وسيكون هناك خيار لشراء الطائرات بالإضافة إلى استمرار نظام التأجير.

وتعتبر الطائرة من فئة Heron هي المنافس الرئيسي للطائرة Predator في الوقت الحالي، ولكن إلى جانب الأوروبيين، فإن هناك آخرون يحاولون أيضًا تسويق هذه الطائرة. وفي معرض برلين الجوي، عرضت شركة صناعات الفضاء التركية الطائرات بدون طيار من فئة Anka. وحتى الآن لا يوجد منها الكثير من الأسواق الدولية. بدأت الشركة عملية بيع الطائرة إلى مصر، إلا أنها اضطرت للتراجع عن الصفقة بعد تغيير الحكومة في العام الماضي.

وسوف يُظهر العام المقبل ما إذا كانت أي من الدول الأوروبية الأخرى يمكن أن تصبح منافسة في طائرات Predator.

 

ساهم في إعداد هذا التقرير كل من “أندرو شتر” من لندن و”ألبريشت مولر” من برلين.

 

 

 

 

Read in English

...قد ترغب أيضا