في الشرق الأوسط، حجم الطلب يتجاوز صناعة التدريب المتزايدة

On Target: A US Marine takes part in a pistol competition at Jordan's King Abdullah II Special Operations Training Center. Jordan is among the Middle East countries that invests heavily in modern training facilities. (Sgt. Alex Sauceda /US Marine Corps)

التصويب على الهدف: جندي من مشاة البحرية الأمريكية يشارك في مسابقة للتصويب بالمسدس في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة في الأردن. وتعتبر الأردن من بين دول الشرق الأوسط التي تستثمر بكثافة في منشآت التدريب الحديثة. (الرقيب “أليكس سوسيدا” / مشاة البحرية الأمريكية).

عمان، الأردن — ظلتبرامج التدريب والمحاكاة العسكرية في العديد من دول الشرق الأوسط — على وجه الخصوص، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة والأردن —تنمو بسرعة لمواكبة تحديث قواتها المسلحة.

مثل الموردين في القطاعات الأخرى، فإن مقدمي برامج التدريب والمحاكاة يتطلعون إلى منطقة الشرق الأوسط من أجل النمو الحالي والمستقبلي، وذلك فقًا لتحليل أجرته مؤسسة Avascent، وهي مؤسسة للاستشارات الاستراتيجية والإدارة في واشنطن.

تسيطر الولايات المتحدة على سوق التدريب والمحاكاة العالمي، سواء كعميل، وكمقدم للسلع والخدمات ذات الصلة. ولكن الطلب على منتجات التدريب والمحاكاة ينمو في مكان آخر، خاصة في المملكة المتحدة وفرنسا والشرق الأوسط.

ومع كل هذا التقدم في منطقة الخليج العربي، لا تزال هناك فجوات في التدريب لدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك فقً لما ذكره “أنتوني كوردسمان”، وهو مستشار سابق في الأمن الوطني، يعمل في معهد واشنطن.

وكتب “كوردسمان” في آخر تقرير عن التوازن العسكري في منطقة الخليج، أن: “العديد من الدول لا تقوم إلا بعمليات تدريب قليلة نسبيًا على نطاق واسع تحاكي العمليات القتالية الحقيقية، ولا تزال تمتلك الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي تدريب خارجي ومشترك محدود. وهناك أيضًا حاجة للتدريب المشترك الذي يأتي من خلال خطوط الخدمات. وهناك حدود لخيارات دول مجلس التعاون الخليجي للتعاون مع قوات من خارج منطقة الخليج. توجد قوة إقليمية إضافية وحيدة فقط التي يمكن أن تكون مرشحًا مناسبًا لهذا التدريب. انضمام الأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي سوف يضيف قوة عسكرية هامة، على الرغم من أنها قوة من دولة يعتبر فيها الاستقرار قضية هامة.”

وجعلت حملة التحديث في المملكة العربية السعودية هذه القوة عميل رئيسي للمحاكاة العسكرية. وعلى وجه الخصوص، تم تحديث الحرس الوطني السعودي بسرعة من ميليشيا إلى قوة حديثة متطورة مجهزة تجهيزًا جيدًا معتمدة لتأمين منشآت البنية التحتية الحيوية، ومكافحة الإرهاب المحلي وحماية العائلة الملكية.

وفي عام 2010، ذكر تقرير صدر العام الماضي من شركة Avascent، أنه تم تعيين الابن الأكبر للملك، الأمير “متعب بن عبد الله بن عبد العزيز”، كقائد. كما أمر الملك السعودي بإنفاق نحو 3 مليارات دولار لرفع مستوى معدات وقدرات الحرس الوطني — بما في ذلك معدات التدريب.

وفي الوقت نفسه، تقوم الإمارات العربية المتحدة بتطوير صناعة التدريب الناشئة بها. في عام 2011، أعلن مسؤولون من الإمارات العربية المتحدة عن خطط لإنشاء منشأة تدريب عسكري كبيرة تغطي 400 ألف متر مربع من الأراضي جنوب أبو ظبي.

وقال “مبارك الزعابي”، مسؤول في مدينة “جاهزية” للسلامة والأمن وإدارة الكوارث: “تهدف خطتنا إلى امتلاك منشأة بمواصفات عالمية لخدمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم كله.”

ومن المقرر افتتاح مجمع “جاهزية” في عام 2017، حيث يقوم بتوفير مكان للتدريب من أجل عمليات متعددة الأطراف للأفراد من القوات المسلحة ووكالات الدفاع المدني، والهيئات الصحية والإنسانية والمنظمات غير الحكومية. وسوف تشمل اثني عشر منطقة على أماكن لممارسة العمليات في البحرية، والمناطق الحضرية والصناعية والنووية والمناطق التي تحتوي على مواد خطرة. وسوف تشمل أساليب التدريب على الاستجابة لحالات الطوارئ والأزمات وإدارة الكوارث، وحالات تدمير محطة نووية وهمية. ومن المقرر أيضًا افتتاح أول محطة نووية إماراتية في عام 2017 في أبو ظبي.

وقال “الزعابي”: “تلقينا العديد من الاستفسارات من الحكومة التايلاندية والقوات الجوية الهندية والباكستانية يرجع ذلك إلى حقيقة أن التدريب المُقدم في مدينة “جاهزية” يتوفر غالبًا في أوروبا أو الولايات المتحدة. وترى هذه الدول أن التدريب مناسب وعملي نظرا إلى تقارب وفئة البرامج التي يوفرها.”

في الأردن، يوجد المركز الدولي للتميز والتدريب من أجل مكافحة الإرهاب، والذي كان يديره من قبل مسؤول عسكر سابق من ذو خبرة في مجال الأعمال التجارية وهيئة دعم مؤهلة، ويدير مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة. يمكن أن يوفر تدريب ما قبل الانتشار، والتدريبات العسكرية المشتركة. وتوفر المنشاة أرضية لمحاكاة ظروف العالم الحقيقي بما في ذلك المناورات بالذخيرة الحية. وقال متحدث باسم الشركة أنه يمكن ملاحظة الأداء وقياسه وتقييمه باستخدام أنظمة تقييم وتعليقات   مختلفة، بما في ذلك الكاميرات والميكروفونات التي توجد في جميع أنحاء المنشأة.

يتضمن مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة على 56 منشأة حضرية وقروية تحاكي الأحياء الواقعية، وسفارة، ومناطق سكنية وتجارية ومنشآت صناعية ومباني حكومية وساحة عامة وفيلات ومجمعات سكنية، ومركز اجتماعي، ومرآب، ومحطة وقود ومحلات تجارية وخزانات المياه. كما يحتوي على طائرة شاملة طراز A300 وبرج تحكم مع مهبط لطائرات الهليكوبتر.

ويقول المسؤولون في مركز الملك عبد الله الثاني لتدريب العمليات الخاصة أنه يتم استخدام المنشأة من قِبل قوات من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المملكة المتحدة ودول الخليج وشمال أفريقيا. ■

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com.

Read in English

...قد ترغب أيضا