استبدال قادة الدفاع السعودي بآخرين معتدلين

Changes at the Top: Saudi Arabia’s King Abdullah appointed a new deputy defense minister, chief of General Staff chief, and new heads of the Air Force and Navy, among others. (BRENDAN SMIALOWSKI/AFP/Getty Images)

تغييرات في القيادة: قام العاهل السعودي الملك “عبد الله” بتعيين نائب وزير دفاع جديد، ورئيس لهيئة الأركان العامة، ورؤساء جدد للقوات الجوية والبحرية، وتغييرات أخرى. (بريندان سملياوسكي/ إيه إف بي/ جيتي إيميدجز)

دبي ― إعادة تنظيم القيادة العسكرية العليا في المملكة العربية السعوديةالتي يجري فيها استبدال المتشددين بالمعتدلين — هو أحدث حلقة في سلسلة التغيرات في وضع الدفاع داخل المملكة، وتأتي في ظل تأكيد المملكة العربية السعودية لحلفائها أنها لا تزال قوية من الناحية الدفاعية.

وبعد إقالة رئيس الاستخبارات القوي للدولة الخليجية، الأمير “بندر بن سلطان”، في 15 إبريل، نظمت المملكة مناورة عسكرية ضخمة تسمى “سيف عبد الله” وظهرت فيها الصواريخ الباليستية في 29 إبريل. ثم في الأسبوع الماضي، ظهرت أنباء أن المملكة العربية السعودية سعت لدعوة وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” لزيارة المملكة، أعقب هذه الدعوة تعديل في القيادة الدفاعية.

والذين يتساءلون ما إذا كانت جميع هذه التغييرات سوف تعجّل أو تُعرّض صفقات دفاعية مع السعودية للخطر لا يجب أن يتوقعوا تغييرات في أي وقت قريب، أو أي تغيرات على الإطلاق، كما يقول الخبراء.

التغييرات، التي نشرتها كالة الأنباء السعودية، تتضمن نائب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ورؤساء القوات الجوية والبحرية وغيرهم.

وذكرت وكالة الأنباء، نقلًا عن المرسوم الملكي، أنه تمت إقالة الأمير “سلمان بن سلطان” من منصبه نائبًا لوزير الدفاع “بناءً على طلبه.”

وحل محله الأمير “خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود”، حاكم الرياض.

نائب الوزير المنتهية ولايته هو نجل الراحل ولي العهد الأمير “سلطان”، الذي شغل منصب وزير الدفاع منذ ما يقرب من خمسة عقود.

وذكرت وكالة الأنباء أن الملك “عبد الله” أقال رئيس هيئة الأركان العامة، الجنرال “حسين القبيل”، الذي تقاعد، وعين بدلًا منه الجنرال “عبد الرحمن البنيان”.

وقد تركز التعديل الوزير على الوزير الحالي للحرس الوطني، الأمير “متعب بن عبد الله”.

ووفقًا للمحلل العسكري في شؤون الشرق الأوسط “ماثيو هيدجز”، من معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري (INEGMA)، فإن التغييرات ذات أهمية خاصة فيما يتعلق بالأفراد من السلالة المباشرة للملك عبد الله.

وقال: “بدءًا من تعيين الأمير “متعب” كوزير للحرس الوطني، وهناك اتجاه يحدث داخل المنطقة حيث الحلفاء الكبار من الأسر الحاكمة والملوك يتم نقلهم من المنظمات العسكرية إلى المنظمات المدنية.”

“بعد مشاهدة استخدام القوة العسكرية ضد الأنظمة في الشرق الأوسط، فإن عدم وجود أعداء من الخارج أدى إلى استخدام الجيوش داخل حدود دول مجلس التعاون الخليجي.”

ويقول “هيدجز” أنه أصبح ذات أهمية متزايدة أن يتم منع القيادة العسكرية من الأسر الحاكمة وهنا تشهد المناصب الوزارية زيادة كبيرة لأعضاء العائلة الحاكمة في المنطقة.

وقال: “في السعودية، يتولى أبناء الملك عبد الله المناصب الوزارية في المجالات الرئيسية أو حلفاء من سلالته.”

يأتي تعيين الأمير “خالد بن بندر آل سعود”، الحفيد الأول للملك عبد العزيز، في مكان الأمير “سلمان بن سلطان”، نائبًا لوزير الدفاع بالتزامن مع خطوات أخرى التي شهدت قيام الملك عبد الله بتغيير أكثر الزعماء ليحا محلهم الزعماء الأكثر ميلًا إلى الاعتدال في الآراء السياسة داخل المملكة العربية السعودية، وذلك وفقًا لما ذكره “هيدجز”.

وقال المحلل السياسي “عبد الخالق عبد الله”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أنه كان هناك تراجع من معسكر المتشددين داخل الحكومة السعودية، والتي كان يديره رئيس المخابرات السابق الأمير “بندر”.

وأضاف “عبد الله” يجب أن تكون أدركت الحكومة السعودية أن الإجراءات المتخذة من معسكر المتشددين لم تساعد، وذكر سوريا كمثال على ذلك.

وقال أيضًا: “”لقد حدث تغيير في القيادة السعودية وخضع كل من المتشددين والمعتدلين لإعادة تنظيم السياسات.”

وقال “هيدجز” أن هناك إشارات على أن الملك يقوم بنقل المزيد من الأشخاص القريبين منه، ومنهم ابنه الأمير “تركي بن عبد” الله إلى مناصب أعلى مثل منصب حاكم الرياض لتدعيم موقفهم حيث يأتي النظام الحاكم القادم.

تحول العلاقات المدنية العسكرية في دول مجلس التعاون الخليجي يضع المؤسسات العسكرية تحت إشراف مدني.

وقال “هيدجز” أن: التغييرات في القيادات العسكرية مثيرة للاهتمام خاصة وأنه في السنوات الثلاث الماضية، تم تغيير جميع القادة السعوديين.”

“هذا يشير إلى تغيير قادم في القيادة داخل المملكة حيث يقوم الملك عبد الله بوضع حلفائه بالقرب منه حيث يمكنهم المساعدة في عملية انتقال من المحتمل أن يتولى فيها الأمير متعب مقاليد الامور.”

ووفقًا لمحلل الأمن القومي “انتوني كوردسمان” من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، فإن السلسلة العسكرية لترتيب القيادات في المملكة تأتي بعد الملك والديوان الملكي. ويعقب ذلك ولي العهد الامير “سلمان بن عبد العزيز” وزارة الدفاع والحرس الوطني للمملكة العربية السعودية ثم الأمير متعب.

ويأتي بعد وزير الشؤون الخارجية الأمير “سعود بن فيصل” ووزارة الخارجية، مجلس الأمن القومي برئاسة مؤقتة للجنرال “يوسف بن علي الإدريسي” الذي يحل محل الأمير “بندر”، الذي يصفه بعض الخبراء باعتباره مُطلع بشكل كبير على الاستخبارات السعودية.

الهيكل العسكري الجديد

نائب وزير الدفاع الجديد الأمير “خالد”، هو خريج الأكاديمية العسكرية الملكية (Sandhurst) وكان قائد القوات البرية الملكية السعودية.

في عام 2011، صدر مرسوم ملكي بترقيته إلى فريق وتعيينه قائدًا للقوات البرية.

مساعد وزير الدفاع الجديد الجنرال “محمد بن عبد الله العايش” هو قائد سابق في القوات الجوية الملكية السعودية حتى 10 مايو من العام الماضي، عندما تقاعد، وذلك وفقًا للسفارة السعودية في واشنطن.

وفي دوره الجديد بصفته مساعد وزير الدفاع، من المتوقع أن يلعب “العايش” دورًا رائدًا في تشكيل سياسة الدفاع، وإدارة القرارات اليومية في الوزارة.

الرئيس الجديد للأركان العامة هو “آل بنيان”، وهو المدير العام السابق لمكتب وزير الدفاع.

كما تمت ترقية نائب رئيس الأركان الجنرال “فياض الرويلي” من كونه قائد القوات الجوية الملكية السعودية.

القائد الجديد للقوات الجوية الجنرال “محمد الشعلان”، تمت ترقيته من منص النائب. وكان منصبه السابق حتى عام 2012 رئيس عمليات القوات الجوية الملكية السعودية.

كما تمت، مؤخرًا، ترقية اللواء البحري الركن “عبد الله السلطان” إلى رتبة فريق ركن وتوليه منصب قائد القوات البحرية، والذي كان يشغل منصب نائب قائد القوات البحرية الملكية السعودية، وقائد الأسطول الغربي، ورئيس الأركان لشؤون الاستخبارات، ورئيس هيئة الأركان للعلميات، بالإضافة إلى كونه قائد قاعدة الأسطول الغربي.

ساهمت في هذا التقرير وكالة فرانس برس.

Read in English

...قد ترغب أيضا