محلل: دول الخليج العربي قد تقيم علاقات أوثق مع روسيا

Bringing Assurance: US Defense Secretary Chuck Hagel speaks to the press as Gulf Cooperation Council Secretary General Abdul Latif bin Rashid Al-Zayani watches May 14. (MANDEL NGAN/AFP)

للتأكيد: وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” يتحدث، في مؤتمر صحفي، ويشاهده الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي “عبد اللطيف بن راشد الزياني”، في 14 مايو. (ماندل نغان/ إيه إف بي)

دبي ― على الرغم من التطمينات التي شهدها الاجتماع الوزاري للدفاع بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الأسبوع الماضي في جدة، إلا أن دول الخليج العربي لا تزال تتطلع إلى علاقات قوية مع الكرملين.

وقال وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيغل” لنظرائه في مجلس التعاون الخليجي أن التحديات الأمنية التي تواجه منطقة الخليج تتطلب من الدول توحيد جهودها، مؤكدًا التزام الولايات المتحدة بتعزيز التعاون الدفاعي المشترك.

ومن بين الموضوعات التي ناقشها “هيغل” في جدة، كانت إيران والدفاع الصاروخي والتنسيق بشأن الأمن الإلكتروني. ومع ذلك، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تتطلع إلى ما هو أكثر من ذلك، وفقًا لــ “تيودور كاراسيك”، مدير الأبحاث والتحليل في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري.

وقال “كاراسيك” أن: “هذه الإدارة ترتكب حماقة في الكثير من القضايا بشأن السياسة الخارجية.”

كما ذكر أن زيارة “هيغل” لن تزيل الشكوك بين دول الخليج العربي بشأن تقاعس الولايات المتحدة في سوريا ورضوخها للمبادرات الإيرانية.

وقال: “لقد نجح الروس في البحث عن أسواق مثل الإمارات العربية المتحدة والعراق الجزائر من بين أسواق أخرى، ويتطلعوا إلى توسيع وجودهم في المنطقة. وأعتقد أن العلاقات بين بعض دول الشرق الأوسط ودول شمال أفريقيا والكرملين قوية جدًا، نظرًا لسياسة الكلام فقط التي تتبعها أمريكا.”

وأشار إلى أن بعض هذه الدول قد تتحالف بشكل أقرب مع الروس لأن موسكو كانت أكثر فعّالية.

وقال أن: “دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ترى أن السياسة الخارجية الأمريكية في أوكرانيا هي سياسة خاطئة؛ فهم من المرجح أن يقفوا بجانب موسكو في مسألة العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.”

وفي الأسبوع الماضي، كرر “هيغل” تصريحات وزيرة الخارجية “جون كيري” في نوفمبر، بشأن البرنامج النووي الإيراني، بدعوى أن المفاوضات لا تعني المخاطرة بالأمن الإقليمي، مؤكدًا على أن التزام الولايات المتحدة بأمن الخليج لن يتأثر.

وردًا على ذلك، أعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي “عبد اللطيف الزياني” عن حرص دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة لتعزيز العلاقات طويلة الأمد، واصفًا واشنطن بأنها حليف مهم لدول مجلس التعاون الخليجي تلعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة.

كما دعا ولي عهد المملكة العربية السعودية من أجل تعاون عسكري قوي لأن أمن منطقة الخليج تحت التهديد.

وقال ولي العهد الأمير “سلمان بن عبد العزيز”: “نجتمع اليوم في ظل التهديدات المستمرة للأمن والاستقرار في المنطقة، الأمر الذي يستلزم التنسيق في السياسة واستراتيجيات الدفاع عن بلادنا. “إن أمن بلادنا وشعوبنا في خطر.”

وذكر تحديدًا المخاوف بشأن “الأزمات السياسية” في بعض الدول العربية، فضلًا عن “محاولات الحصول على أسلحة الدمار الشامل والتدخل من بعض الدول” في الشؤون الداخلية للآخرين، وذلك في اشارة واضحة الى إيران.

وأكد على أن “العلاقات التاريخية والاستراتيجية” بين دول مجلس التعاون الخليجي وواشنطن “ساهمت في ترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة.”

وكتب السفير الأمريكي السابق “ريتشارد لو بارون”، وهو زميل بارز في (مركز رفيق الحريري) في الشرق الأوسط و(مركز برنت سكوكروفت) في المجلس الأطلسي، في بريد إلكتروني: “ويبدو الأمر غريبًا، نظرًا لمساهمة الولايات المتحدة الكبيرة في أمن منطقة الخليج، فوجود جميع وزراء دفاع دول مجلس التعاون الخليجي الست في نفس الغرفة مع نظيرهم الأمريكي لم تكن مهمة بسيطة. لم يحدث ذلك منذ عام 2008.”

كما أخبر “هيغل” الصحفيين، وهو في طريقة ليستقل الطائرة إلى الرياض، أنه اعتزم التركيز على “تعزيز قدرات دول مجلس التعاون الخليجي” في مجال الدفاع الصاروخي، والأمن الإلكتروني، والأمن الجوي والبحري. وذلك وفقًا لبعض الأخبار.

وقال “لو بارون” في البريد الإلكتروني: “لم تظهر أي إعلانات عن هذه الملفات المحددة من اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتأكيد لم يظهر شيئًا جديدًا على مجلس التعاون الخليجي الداخلي بشأن هذه المناطق.”

وكتب “لو بارون”: “بقدر ما تتحدث الولايات المتحدة عن طريقة دول مجلس التعاون الخليجي متعددة الأطراف، فإن التركيز الحالي هو على الصفقات الثنائية — بيع أنظمة دفاع رئيسية إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على الرغم من أن “هيغل” اقترح أيضًا، في ديسمبر، أن الولايات المتحدة ستبيع معدات دفاعية لدول مجلس التعاون الخليجي كمنظمة موحدة. وكان القصد من ذلك هو تشجيع دول مجلس التعاون الخليجي في التفكير في هذه الفكرة، وليس بيع أي شيء في الواقع إلى المنظمة التي لا يوجد لديها أي توكيل حالي أو قدرة على شراء المعدات الدفاعية.”

وأضاف “لو بارون”، أنه في مراجعة لقائه مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجي، أشار “هيغل” إلى ضرورة “الاستمرار في طمأنة شركائنا” بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عنهم.

كما كتب “لو بارون”: “ومن المفترض أن تقدم جلسته مع نظرائه بعض الشيء من الاطمئنان، ولكن حان الوقت للبدء بتقديم الضمانات من طرفي المعادلة. وهذا يعني، أنه إذا كانت الولايات المتحدة سوف تترك 35 ألف جندي في منطقة الخليج في المستقبل القريب، إذا كانت سوف تقوم بنشر الطائرات المتطورة إلى المنطقة مع 40 سفينة، إذًا، ما الذي سوف يساهم به شركائنا؟ ما أنواع الضمانات التي نحتاجها منهم؟”

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا