الجيل الجديد من الطائرات بدون طيار: مُسلحة، نموذجية وأصغر حجمًا

أورلاندو، فلوريدا ― بمجرد السير في معرض المؤتمر السنوي للجمعية الدولية لأنظمة المركبات غير المأهولة (AUVSI)، يمكنك أن ترى الأنظمة الإلكترونية — أو الطائرات بدون طيار، إذا كنت تريد أن تثير الحضور — بجميع الأشكال والأحجام، المناسبة لجميع أنواع المهمات.

توجد العديد من الخيارات أمام المشترين المميزين، ما إذا كان أحدهم يريد جهاز إطلاق محمول وصغيرة الحجم يمكن للجندي أن تحمله في حقيبة الظهر الخاصة به أو نظام ضخم قادر على إسقاط صاروخ محدد على ارتفاع آلاف الأقدام.

ولكن هذا الاختيار الحالي، يجعل البعض يتساءل ما هو شكل الجيل القادم من أنظمة الطائرات بدون طيار.

وعند سؤاله عن اتجاهات السوق التي يراها في المستقبل، أخبر “مايكل بليدز” المحلل بمؤسسة Frost & Sullivan، الحضور أن القدرة على دفاع الطائرات عن نفسها في بيئة متنازع عليها هو رقم واحد في قائمته.

وقال “بليدز”: “لا أعرف ما إذا كانت جميع الطائرات بدون طيار سرية أم جميعها إجراءات مُضادة، ولكن أيًا كان ما يمكننا أن نفعله من أجل هذه الطائرات في المستقبل فإنه سوف يكون لديها نوع من القدرة على الطيران في المناطق الجوية المتنازع عليها. فأنت عليك أن تتواجد في بيئة متنازع عليها لأن الناس المعاديين لنا سوف يكون لديهم إمكانية الوصول إلى منصات لصواريخ أرض-جو أو صواريخ جو-جو. هناك بعض الدول الآن تقوم بتطوير صواريخ جو-جو للأنظمة الجوية غير المأهولة من أجل إسقاط الطائرات.”

وأكمل: “لذلك يجب أن يكون لديك نوع من القدرات الدفاعية السرية — أجهزة استشعار سرية، يمكنك أن ترى بها الأشياء دون أن يدري الأخرون أنك ترى هذه الأشياء، بالإضافة إلى وصلات اتصالات آمنة. هذه هي التقنيات التي نحتاج إليها في المستقبل.”

وخلال كلمته في المعرض، أضاف “بليدز” شيء آخر نحتاج إليه في المستقبل.

قال: “أي شيء يمكن تسليحه، سوف يتم تسليحه.”

ويتوقع العقيد “كينيث كالاهان”، مدير قسم الطائرات الموجهة عن بُعد في القوات الجوية، أن يكون نظام الجيل القدام من الطائرات بدون طيار نظامًا نموذجيًا.

وقال “كالاهان”: “ليس لدينا الموال من اجل قدرات متخصصة. لذلك أعتقد أن النظام سوف يكون متعدد الأدوار، وهنا تظهر نموذجية النظام. أريد أن أكون قادر على وضع حاويات في الداخل والخارج تكون قادر على حمل أشياء مختلفة. أريد أن أكون قادر على وضع الأسلحة وخزانات الوقود الإضافية في الداخل والخارج، إذا كان هذا مفيدًا من أجل أي شيء أقوم باستخدام النظام لأجله.”

وأضاف: “نحن دائما نحب الأسلحة السريعة والأكثر فتكًا. فهذه هي الأشياء التي سوف تتطور مع كل منصة جديدة. ليس لدي شك في أننا سوف نتحدث عن الطائرات الموجهة عن بُعد التي يمكن أن تطير لعدة أيام وليس لساعات.”

ويشير “كالاهان” أيضًا إلى الاتصالات السرية وجوانب النطاق الترددي باعتبارها هامة للغاية بالنسبة “لمنصات الجيل القادم في المستقبل” بنفس أهمية تصميم النظام نفسه.

وعند سؤاله ما هو الإطار الزمني المتوقع لصناعة هذا النظام؟ رد “كالاهان”: “إذا نظرتي إلى الأمر من منظور قواعد العمل العادية، فإننا سوف نبدأ في عام 2020 بالبحث عن أنظمة الجيل القادم. لقد أدركنا أنه يجب علينا القيام بذلك في أقرب وقت، لأنه سوف يكون تطور هائل في مجال التكنولوجيا وسوف نحتاج إلى مسايرة هذا التطور.”

وقال الكولونيل “جون مكوردي”، مدير برامج الطائرات الموجهة عن بُعد في أكاديمية القوات الجوية، أنه مع التكنولوجيا الجديدة تظهر أساليب جديدة حول كيفية استخدام الأنظمة غير المأهولة. وفي كلمته التي ألقاها في المعرض، قام بتحديد العمليات المستقبلية للطائرات الموجهة عن بُعد.

وأوضح “مكوردي”: “أرى أن الطائرات الموجهة عن بُعد تقوم بجميع الأدوار القتالية التي تقوم بها الطائرات المأهولة.” ولكن هذا لا يعني أن الامور سوف يتعين القيام بها بطريقة تقليدية. كان يتصور عالم يمكن فيه ربط الطائرات المأهولة بأسطول كبير من الأنظمة غير المأهولة، قادرة على العمل كمنفذ يقوم بتوفير كم هائل من البيانات وكنظام وقائي للطائرات المأهولة، وكمركبات للقيادة، كل ذلك بطريقة شبه ذاتية.

وتساءل “مكوردي” قائلًا “كم عدد الطائرات بدون طيار اللازمة للفوز ضد طائرات F-22؟ بالتأكيد عدد أقل مما سيتطلب للفوز على طائرة F-22 محمية بسرب من الطائرات بدون طيار.”

ولجعل هذا السرب حقيقة واقعة، فإن البنتاغون بحاجة إلى الاستثمار في الأنظمة غير المأهولة صغيرة الحجم — وفي التكنولوجيا الداعمة الجديدة.

وقال “مكوردي” أن: “المركبات الصغيرة هي سرية بطبيعتها ويجب تصميم معظم الطائرات بدون طيار القتالية مع أخذ ذلك في عين الاعتبار. بعبارة أخرى، لا نريد أن يزداد حجم المركبات أو الطائرات أكثر وأكثر. وللاستفادة من المواصفات الموجودة في الطائرات بدون طيار فإن هذا يعني أن نجعلها أصغر في الحجم. ولكنها تحتاج أيضًا إلى إظهار قوة تحمل لفترات طويلة ومقاومة، مما يعني القدرة على التزود بالوقود أو إعادة شحن في الجو. فإعادة الشحن عن بُعد سوف يكون أمرًا مثاليًا، ربما عن طريق نوع من أجهزة النقل الموجهة للطاقة.”

وذكر “كالاهان” أنه يمكن تصميم منصة في المستقبل من اجل أغراض أخرى.

وقال: “أعتقد أنه يمكننا فعل ذلك. ولكن المشكلات التي بدأت تواجهنا هي إذا كانت القوات البحرية تحاول إطلاقها خارج الناقل فإنه يجب بناء بعض الأشياء لتعزيز المنصة، والتي ربما لا نكون في حاجة إليها أو لا نريد أن ندفع لأجل هذه الأشياء. ولكن أعتقد أن الأجزاء سوف تكون متشابهة. أعتقد أنه سوف يكون لدينا تصميم مشترك.”

وأشار “كالاهان” إلى فرقة Global Hawk في القوات الجوية وفرقة Triton في القوات البحرية كمثال؛ حيث تستخدم الفرقتين نفس المنصة ويتبادلان الأجزاء، الأمر الذي نتج عنه توفير في الصيانة. وهذا الأمر ينطبق على أجهزة الاستشعار والأسلحة التي يمكن أن تكون مشتركة.

وأضاف: “إذا كنت تستطيع الحصول على أجهزة استشعار يمكن تركيبها على منصات مختلفة، سواء كان ذلك في الجيش والبحرية والقوات الجوية، أو مشاة البحرية، أو أيًا كان ذلك، فأنت تشتري أجهزة الاستشعار وجميع الأجزاء ثم مجرد شراء محول مشترك وبعدها يمكن لأي شخص استخدام هذه الأجهزة.”

وعلى المدى القصير، يمكن أن يعمل التوافق بين الخدمات على مضاعفة القوة لأسطول الطائرات بدون طيار التابع بوزارة الدفاع. وبالطبع، فإن إمكانية التشغيل المتداخل تعني شيئًا مختلفًا للغاية عن وجود رجل يعمل على الأرض.

وقال العقيد في الجيش الأمريكي “كيث هوك”: “الجندي يريد هذه المعلومة لذلك يمكنه اتخاذ القرار بشأن ذلك. لا يهم حقًا فيما يفيد ذلك، أو من أين تأتي هذه المعلومة. فهو فقط يريدها حتى يتمكن من استخدامها.”

البريد الإلكتروني: amehta@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا