دول مجلس التعاون الخليجي لا تزال تكافح من أجل تطوير نظام دفاع جوي متكامل

A US Army soldier performs an operational check on a MIM-104 Patriot Missile System mobile generator in Camp Arifjan, Kuwait. (US Army)

جندي من الجيش الأمريكي يجري فحصًا تشغيليًا على المولد المتحرك لنظام صاروخ الدفاع الجوي MIM-104 Patriot   في معسكر عريفجان في الكويت. (الجيش الأمريكي)

أبو ظبي — منذ سنتين وحتى الآن، لا يزال قادة الدفاع الجوي في الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي يدعون إلى تطوير نظام دفاع صاروخي متكامل في المنطقة، في الوقت الذي تكشف فيه إيران عن سلسلة جديدة من التجارب على الصواريخ الباليستية.

قال الخبراء في الدورة الرابعة من مؤتمر الشرق الأوسط للدفاع الصاروخي والجوي (MEMAD) الذي عُقد هنا الأسبوع الماضي، أن الفشل في تنفيذ هذا النظام يرجع إلى السياسات الدولية التي أعاقت التعاون بين القادة العسكريين.

وأخبر العميد الركن “ماجد النعيمي”، قائد لواء الدفاع الجوي والصاروخي في قيادة القوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، الحاضرين في المؤتمر أن قيود قابلية التشغيل بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول حلف الناتو والولايات المتحدة يمنع مشاركة البيانات وتحديد التدريب.

وقال “النعيمي” أن: “منع الدول الشريكة من مشاركة البيانات مع القوات الحليفة يؤثر على تطوير نظام متكامل. فالسياسات الحالية تحد من قدراتنا التدريبية، كما أن سياسة الإفصاح الخارجية تحتاج إلى مراجعة لتعزيز الاحتياجات التدريبية الثنائية.”

وأضاف أن التغيرات في سياسة قابلية التشغيل بين الدول سوف تعمل على تمكين القوات من ممارسة قواعد الاشتباك وتطوير التكتيكات والتقنيات والإجراءات داخل التحالف.

وأوضح “النعيمي” أن: “التهديدات الإقليمية حقيقية ومتزايدة، ولا يمكن تحقيق بناء نظام دفاع صاروخي متكامل في المنطقة بدون وجود قابلية للتشغيل بين القوات الإقليمية والحليفة لنا.”

وقال أيضًا: “يجب أن نعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا لإيجاد حل سريع بشأن قضايا الإفصاح والسياسات الخارجية، وتعزيز التدريبات لقيادة قواتنا للوصول إلى أعلى مستوى من الجاهزية والاستعداد. لذلك فإن احتياجات دول مجلس التعاون الخليجي إلى نظام تحذير مبكر بعيد المدى أصبح أمرًا أساسيًا.”

وأكد العميد البحري “جيمس لوبلين”، نائب قائد قوات القيادة المركزية للبحرية الأمريكية، على دعوة “النعيمي” بوجود منصة موحدة.

وقال “لوبلين” أنه: “يجب أن نكون قادرين على التكامل مع الدول الشريكة لنا لمواجهة خطر الصواريخ الباليستية.”

وأضاف: “ومن أجل القيام بذلك يجب علينا أولًا مشاركة المعلومات بين أجهزة الاستخبارات، والمراقبة والاستطلاع لمواجهة التهديدات غير المتماثلة في المنطقة.”

وأكد “لوبلين” أن الولايات المتحدة يجب أن تتقاسم مع الدول الشريكة المنصات الموجودة للمساعدة في تطوير نظام دفاع صاروخي متكامل وهذا يجب أن يتضمن على نظام معماري مشترك للقيادة والتحكم.

وفي الوقت الحالي، فإن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية هما الدولتان الوحيدتان في المنطقة اللتان تعملان بنفس النظام مثل القوات الأمريكية، وهو نظام لينك ” Link 16″. يسمح النظام للبلدين بتنسيق وتبادل البيانات والمعلومات فيما بينها والدول الأخرى التي تعمل بنفس هذا النظام.

في يوم الإثنين، أعلنت إيران انه تم تصميم واختبار سلسلة جديدة من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى.

وقال “أحمد رضا”، قائد القوات البرية الإيرانية، نقلًا عن وكالة أنباء فارس، إيران، أن الصواريخ الجديدة تمتلك مدى أكبر وتم تطوير جودتها مقارنة بالصواريخ الباليستية Naze’at-10 متوسطة المدى.

وأضاف أن: “عملية إنتاج هذه الصواريخ داخل المختبرات قد بدأ وتم اختبار صاروخ أو اثنين منهم في عملية الإطلاق.”

وقال “بوردستان” أنه سوف يتم الكشف عن الصواريخ الجديدة واستخدامها كفئة جديدة من الصواريخ.

وعلى الرغم من عدم وجود درع موحد للدفاع الصاروخي، إلا أن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك أسلوب متعدد الطبقات للدفاع الصاروخي، ولكن على المستوى الفردي. وتتقاسم دول مجلس التعاون الخليجي أنظمة Patriot وأنظمة Pantsir-S1 الروسية للصواريخ والمدافع المضادة للطائرات.

وبالإضافة إلى ذلك، قامت الإمارات بشراء وحدتين من نظام الدفاع في المناطق المرتفعة الذي يُعرف باسم ” THAAD” بقيمة 1.96 مليار دولار. وقد أعربت المملكة العربية السعودية عن اهتمامها بنظام ” THAAD”، حيث تتكون شبكة الدفاع الجوي لها من 49 صاروخ طراز PAC-2 Patriots وصواريخ من طراز MIM-23B Hawk المُطورة إلى جانب بطاريات صواريخ فرنسية من طراز AMX-30SA. كما اهتمت قطر أيضًا بشراء هذا النظام.

وقال الجنرال المتقاعد “خالد بو عينين”، القائد السابق للقوات الجوية والدفاع الجوي الإماراتي، أن شبكة الدفاع الجوي الموجودة حاليًا في المنطقة تحمي بعض دول مجلس التعاون الخليجي وليس كل الدول.

وأوضح “بو عينين” أنه: “ومع وجود هذه الشبكة يمكن الدفاع عن دول مثل البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وأجزاء من سلطنة عُمان والسعودية. ومع ذلك، فإن تنسيق الجهود الدفاعية بين دول مجلس التعاون الخليجي من شأنه أن يوفر الحماية للمنطقة طلها.”

ووفقًا لتصريحات “بو عينين”، وهو رئيس معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، فإن الإمارات العربية المتحدة لديها معدات لحماية ممتلكاتها ولكن التطور السريع للتهديدات الصاروخية المحتملة يُشكل تحديًا.

وأوضح أن: “أثر هذا التهديد على المصالح الحيوية دول مجلس التعاون الخليجي يتضمن الهجوم السريع، والضربات الدقيقة لمنشآت البنية التحتية الهامة والقدرة على إرباك الدفاعات.”■

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا