دول الشرق الأوسط تزيد من أدوار قوات العمليات الخاصة المهمات الجديدة تتطلب معدات C4ISR

زيادة الأدوار: تواجد جنود قوات العمليات الخاصة الأردنية على الشاطئ أثناء تدريب هجومي برمائي في خليج العقبة، الأردن، في العام الماضي.

زيادة الأدوار: تواجد جنود قوات العمليات الخاصة الأردنية على الشاطئ أثناء تدريب هجومي برمائي في خليج العقبة، الأردن، في العام الماضي.

دبي ― ذكر محللون أن القوات المُسلحة لدول الشرق الأوسط تستثمر بشكل كبير في قوات العمليات الخاصة من أجل مسايرة تتطور التهديدات الإقليمية. 

وقال “ماثيو هيدجز”، المحلل العسكري في معهد الشرق الأدنى والخليج العسكرية التحليل، أن العراق وبلاد الشام ودول شمال أفريقيا تركز على الحرب في المناطق الحضرية ومكافحة الإرهاب، بينما تتطلع دول الخليج العربي لمواجهة التهديدات في مناطقها الساحلية. 

وقال “هيدجز” أنه على مدى الخمس أو العشر سنوات الماضية، قامت دول مجلس التعاون الخليجي بزيادة الأدوار المنوطة بقوات العمليات الخاصة.

وأوضح المجلس أنه على الرغم من اعتبار هذه الأدوار جزءً من عمل قوات العمليات الخاصة في السابق، إلا أنه تم منحهم مسؤولية الإجراءات الأمنية الخاصة بالنظام وحماية منشآت البنية التحتية الحيوية أيضًا.

قال “ماثيو هيدجز”، أن قوات العمليات الخاصة في دول الشرق الأوسط قد طورت حالة المهمات التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة من أجل وضع مجموعة كبيرة من الأهداف لهذه المهمات، وهذا يأتي مع الثقة التي تم اكتسابها من عمليات التدخل السريع.

وقد تم إرسال قوات خاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة، على سبيل المثال، إلى مهمة في كوسوفو، والعراق وأفغانستان وأماكن أخرى، حيث تم تدريبهم مع نظرائهم من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى. 

وقال “هيدجز”، أن هذا التطور أدى إلى الحاجة إلى أسلحة ومعدات جديدة. وتزداد مشتريات قوت العمليات الخاصة من قِبل دول مجلس التعاون الخليجي، والتي ركزت على المعدات التكتيكية، في أقسام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بما في ذلك البرامج وأجهزة الاستشعار. 

وأوضح “هيدجز” أنه: “على سبيل المثال، أصبحت وسائل الإعلام الاستخباراتية مصدرًا هامًا للاستخبارات، وهو الأمر الذي يتم استغلاله بشكل كبير من أجل دعم المهمات التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة. كما أن التكنولوجيا المستخدمة في العمليات التي تقوم بها قوات العمليات الخاصة على المستوى التكتيكي أصبحت أصغر حجمًا، في ظل تكنولوجيا النانو التي يجري تطويرها لتعمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة صغيرة أخرى. 

كما ذكر “هيدجز”، أن: “الاتجاه العام للإنفاق على قوات العمليات الخاصة يهدف إلى تقليل عدد هذه القوات، ويتم الاستمرار في القيام بذلك من خلال تطبيقات المصادر الالكترونية.” 

وتشتمل المشتريات الأخرى على ناقلات جوية مثل طائرات النقل الجوي C-17، وطائرات Chinook، ومركبات الحماية المقاومة لألغام الكمائن (MRAP) لنقل الجنود. واشترت الإمارات 1000 مركبة MRAP من طراز Oshkosh، في معرض الدفاع الدولي في أبو ظبي العام الماضي، ومنذ ذلك الوقت، وهي مستمرة في تطوير مركبات الحماية المقاومة للألغام الكمائن الخاصة بها من طراز Nimr من اجل بيعها للدول المجاورة لها. 

وفي يناير، أرسل البنتاغون إخطارًا إلى الكونغرس الأمريكي بشأن عقد بقيمة 150 مليون دولار لتدريب وتقديم الدعم اللوجستي لقوات حرس الرئاسة في الإمارات العربية المتحدة. تم تأسيس قيادة حرس الرئاسة في الفترة ما بين عاميّ 2010-2011، وهي وحدة عسكرية تعمل خارج إطار القوات المسلحة التقليدية مثل القوات البرية والجوية والبحرية. ومن ضمن مهامها: مكافحة الإرهاب، ومكافحة القرصنة، وحماية البنية التحتية الحيوية والدفاع الوطني. 

تم تعيين الجنرال “مايك هندمارش”، الرئيس السابق لقيادة العمليات الخاصة في أستراليا والفرقة الجوية الخاصة، من أجل تنظيم القوة الهجومية، ليصبح مستشارًا للأمن القومي.

وفي عملية بيع مُحتملة للولايات المتحدة، أعلنت وزارة الخارجية في 17 إبريل عن موافقتها على عملية بيع عسكرية خارجية من خدمات الدعم إلى مجموعة تدريب قوات امن المنشآت والاستشارة (FSF-TAG) في الرياض. وتُقدر قيمة العقد بنحو 80 مليون دولار لمدة ثلاث سنوات من تقديم خدمات الدعم لمجموعة FSF-TAG من أجل مساعدة وزارة الداخلية في حماية منشآت البنية التحتية الحيوية.

تطور متفاوت 

وعلى الرغم من ذلك لا تقوم كل الدول في المنطقة بزيادة قدرات قوات العمليات الخاصة؛ حيث قامت بعض الدول بتقليص عدد قوات العمليات الخاصة وجعلتها وحدة عسكرية صغيرة العدد وقامت بإعادة صياغتها كقوات لرد الفعل السريع.

وقال “هيدجز”، أن: “القضايا السياسية عملت على تقييد قدرات قوات العمليات الخاصة في المنطقة إلى حد ما، مثل الوضع في لبنان والعراق ومصر.” 

ولا تزال هناك بعض الدول التي رأت أن تطوير قوات العمليات الخاصة يستغرق الكثير من الوقت، ولكنها عادت في العمل مرة أخرى على المسار الصحيح. على سبيل المثال، من المتوقع أن تكون قوات العمليات الخاصة اللبنانية من بين أول المستفيدين من منحة المساعدة العسكرية المُقدمة من المملكة العربية السعودية والتي تبلغ قيمتها 3 مليار دولار. 

تعتبر قوات العمليات الخاصة اللبنانية من بين أفضل القوات في منطقة الشرق الأوسط، فهي مكونة من 12 ألف جندي ولكنها “مُجهّزة بشكل متفاوت”، وهذا ما ذكره “رياض قهوجي”، المؤسس والرئيس التنفيذي لمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري. 

وقال “قهوجي”: “أتوقع أن تصبح القوات الخاصة الأولى التي يتم تسليحها بمعدات ذات تقنية عالية بالإضافة إلى أنظمة الاتصالات وأنظمة الدفاع الجوي قصيرة المدى.” 

وذكر “هيدجز” مثال آخر وهي العراق، والتي تتلقى مساعدات كبيرة من الولايات المتحدة، منها صواريخ Hellfire، وطائرات الأباتشي.

البريد الإلكتروني: 

amustafa@defensenews.com

 

Read in English

...قد ترغب أيضا