انتشار القوات الأمريكية في أفريقيا يثير العديد من القضايا

Diplomatic Issues: A US Marine demonstrates the proper way to detain a rioter March 19 during a week-long non-lethal weapons tactics course in Takoradi, Ghana. Experts worry that potential US troop rotations to Africa might become entangled with forces or governments connected to human rights abuses. (1st Lt. James Stenger/US Marine Corps

قضايا دبلوماسية: جندي من مشاة البحرية يوضح الطريقة الصحيحة للقبض على المتمردين في 19 مارس خلال أسبوع التدريب الطويل على تكتيكات الأسلحة غير القاتلة، في تاكورادي، غانا. يشعر الخبراء بالقلق من أن التناوب المُحتمل للقوات الأمريكية في أفريقيا قد يصبح متشابكًا مع القوات أو الحكومات المرتبطة بانتهاكات حقوق الإنسان. (الملازم أول “جيمس ستينجر”/ مشاة البحرية الأمريكية)

واشنطن — عندما قام وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” بجولة مكوكية للعديد من الحلفاء في أفريقيا الأسبوع الماضي، كانت قضايا الأمن والاستقرار على رأس جدول أعماله.

تزامنت زياراته إلى رؤساء الدول في أديس أبابا، إثيوبيا؛ وكينشاسا، جمهورية الكونغو الديمقراطية؛ ولواندا، أنغولا، مع وجود انحدار حاد في الوجود العسكري الأمريكي في مناطق رئيسية في القارة الأفريقية الكبيرة، والتي شهدت ليس فقط زيادة النشاط الجهادي ولكن العديد من الصراعات الداخلية التي امتدت خارج الحدود. وهناك أيضًا تداعيات ثورات الربيع العربي.

وفي الوقت الذي يناقش فيه “كيري” هذه القضايا الهامة في عواصم الدول، فإن الآلاف من أفراد الجيش الأمريكي ينتشرون في جميع أنحاء القارة لتدريب وتقديم المشورة للقوات المحلية لمحاربة الجهاديين. ويعود المقاتلون الإسلاميون من ساحات القتال، ويسعون إلى دمج الشكاوى المحلية مع قضيتهم.

ويتساءل بعض الخبراء عما إذا كان تدريب القوات المحلية من دون القيام بإصلاحات اجتماعية أخرى هي استراتيجية قابلة للتطبيق بالنسبة للولايات المتحدة.

وفي أي يوم، تجد أن هناك من 5 آلاف إلى 8 آلاف جندي من قوات الجيش الأمريكي على الأراضي الأفريقية، يشاركون في التمارين الكثيرة مع الشركاء المحليين في جميع أنحاء القارة.

ويمكن معرفة حجم وطبيعة القوات من خلال خبرة الجنرال “رايموند فوكس”، قائد فرقة مشاة البحرية الثانية، والذي قال إنه عندما تولى منصبه الحالي في يوليو 2012، كان هناك حوالي 150 جندي من مشاة البحرية على الأراضي الأفريقية. واليوم، يقول بأن هناك 2000 جندي على حسب تقديره.

وقال “فوكس” في مؤتمر صحفي عن الدفاع في واشنطن في 9 إبريل: “علينا أن نعتاد على العمل داخل أفريقيا، وعيم ان يعتادوا علينا أيضًا.”

وأضاف: “نريد أن تصبح قوات مشاة البحرية الأمريكية على دراية بأفريقيا كما هو الحال في العراق وأفغانستان. لا أريد أن تكون أول مرة يذهبوا فيها إلى هذا المكان عندما يكونون ذاهبين إلى هناك بالفعل. لذلك سوف نقدم مسارًا جديدًا حتى ترى أفريقيا الكثير منا ونرى المزيد منها أيضًا.”

جزء من السبب في النشاط المتزايد في أفريقيا هو خمود الحرب في العراق وأفغانستان، الأمر الذي سمح للقوات والجيش الأمريكي بالتركيز على مهمات أخرى. هذا بالإضافة إلى الهجوم على القنصلية الامريكية في بنغازي، ليبيا، في سبتمبر 2012 والذي أسفر عن مقتل السفير “كريستوفر ستيفنز” وثلاثة أمريكيين آخرين.

ومنذ ذلك الوقت، قام الجيش الأمريكي بتأسيس قوات خاصة للرد في شرق أفريقيا. وقد استخدم قوات مشاة البحرية قوات برية وجوية خاصة للقيام بأغراض خاصة داخل أفريقيا، وهي وحدة مُجهزة بطائرات MV-22 Osprey ذات الدوار المائل وطائرات التزود بالوقود الجوي المتمركزة في مورون، إسبانيا.

وقال “فوكس” أن قوات مشاة البحرية يستخدموا طائرات Osprey في أقصى الجنوب في السنغال من أجل التدريب، “ولكننا نحتاج إلى التحرك إلى أبعد من ذلك في الجنوب.”

وأضاف: “إن الأمر يبدو منطقيًا لو افترضنا أن أفريقيا مهمة بالنسبة للولايات المتحدة وأنه سوف توجد مشكلات متعلقة بالاستقرار داخل أفريقيا، وأننا نعمل ببطء في مناطق مثل السنغال وربما نذهب بعيدًا في الجنوب.

وقد أكد قادة مشاة البحرية الأمريكية والجيش مرارًا وتكرارًا أنهم لا يقومون بعمل أي شيء داخل أفريقيا أو في أي مكان آخر من دون التنسيق مع وزارة الخارجية وفرق العمل المحلية التابعة لها. ولكن تركيزهم على التدريب مع أكبر عدد ممكن من القوات المحلية، وفي أكبر عدد ممكن من المواقع، أثار بعض الدهشة!

المشكلة الكبرى تكمن في حقوق الإنسان. يجب أن يمر أي اشتباك عسكري بمراجعة من الكونغرس أولًا تؤكد ان الوحدة المحلية المعنية بالاشتباك لم تتورط في أي انتهاكات لحقوق الإنسان. ومع ذلك فإن الولايات المتحدة لا تزال في شراكة مع حكومات دول مثل نيجيريا وأوغندا ودول أخرى ليس لها تاريخ في احترام حقوق الإنسان.

وقال “جون كامبل”، وهو ضابط متقاعد في السلك الدبلوماسي لوزارة الخارجية له العديد من المنشورات رفيعة المستوى في أفريقيا، أن احترام سيادة القانون يجعلنا نتعاون مع هذه الحكومات، وهذا شيء يجب أن نكون مدركين له جيدًا.

وأوضح “كامبل” أنه: “عندما تتحدث عن (قيادة أمريكية داخل أفريقيا) تشارك في تدريب الجيوش الأفريقية فإن ذلك جزء من جرائم الأنظمة ليس فقط بسبب زيادة انتهاكات حقوق الإنسان، ولكن من خلال سوء الإدارة والابتعاد عن الأشخاص الذين من المفترض أن يحكموا، وكل ذلك له عواقب بالطبع.”

كما قال إنه على الرغم من وجود “مخاوف أمنية مشروعة”، والتي يجب أن تعالجها القيادة الأمريكية داخل أفريقيا، إلا أن مشكلتي الأساسية مع كل ما يحدث هو أنني أرى أن الأنشطة الجهادية مرتبطة بشكل مباشر بإخفاقات الحُكم والفساد، وانتهى الأمر بنا ونحن مرتبطين معهم.”

ويجادل البنتاغون بأن المساعدة من أجل إصلاح الهيئات العسكرية وهيئات تنفيذ القوانين في هذه الدول سوف يكون لها تأثير في أماكن أخرى.

وقالت “أماندا دوري”، نائبة مساعد وزير الدفاع للشؤون الإفريقية، أن: “وزارة الدفاع تلعب دورًا أساسيًا في وجود السلام والأمن، وسيكون لها دور أيضًا في القضايا الأخرى.”

وأضافت أنه في ظل تزايد الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية التي تصطنع وجود قضية مشتركة من أجل تمويل أنشطتها، فإنهم “يقوموا باستغلال الأراضي التابعة للحكومة والأراضي غير التابعة لها داخل القارة وفي المناطق المائية المحيطة بها. كما أن إمكانية تطور التهديدات بسرعة، خاصة في الدول الضعيفة، بما في ذلك الاحتجاجات الشعبية العنيفة والهجمات الإرهابية، من شأنه أن يُشكل تحديات بالغة الخطورة إلى مصالح الولايات المتحدة في هذه الدول.”

ولكن كيفية حماية هذه المصالح هو أمر يحتاج إلى تفسير. واعترف مسؤول سابق في وزارة الخارجية، وطلب عدم الكشف عن هويته، أن “الديناميكية بين الدولة ووزارة الدفاع والسفير في هذا المجال صعبة للغاية، وعندما يكون لديك دفاع قوي للغاية من حيث حجم التمويل الذي يمكن توفيره لمجموعة متنوعة من الأنشطة المختلفة، فقد يكون الأمر أكثر صعوبة بالنسبة (للفرق المحلية) أن تقول “لا”، أكثر مما قد يتصور البعض.

البريد الإلكتروني: pmcleary@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا