القوات البحرية الباكستانية والإيرانية تجري تدريبات مشتركة

A Pakistan Navy frigate docks at Port Sudan, in the Red Sea, in 2012. Pakistan and Iranian ships have conducted joint naval exercises this week. (Ashraf Shazly/Agence France-Presse)

إحدى السفن الحربية الباكستانية تدخل إلى رصيف ميناء بورت سودان في البحر الأحمر، في 2012. قامت السفن الباكستانية والإيرانية بمناورات بحرية مشتركة هذا الأسبوع. (أشرف شاذلي/ إيه إف بي)

إسلام آباد — شاركت القوات البحرية الباكستانية والإيرانية في مناورات بحرية مشتركة لمدة أربعة أيام شرق مضيق هرمز هذا الأسبوع في محاولة لتحسين التعاون الأمني ​​بين البلدين.

وتشمل السفن الحربية الباكستانية المُشاركة، والتي وصلت إلى ميناء بندر عباس يوم 5 مارس، على الغواصة Hashmat من فئة Agosta-70، والقوارب الصاروخية محلية الصنع طراز Quwwat. وهذه السفن عائدة من مشاركتها في معرض الدوحة الدولي للدفاع البحري، الذي عُقد في قطر.

كما التقى كبار الضباط من كل من القوات البحرية أيضًا في ميناء بندر عباس خلال الزيارة.

السفن الإيرانية المشاركة في التدريبات ليست معروفة، ولكن المناورات المشتركة التي تقوم بها مع باكستان أعقبتها عملية مماثلة بمشاركة القوات البحرية العُمانية يوم الاثنين.

وتزيد إيران في نفس الوقت من وجودها البحري بالقرب من باكستان تزامنًا مع الإعلان الذي أصدرته في فبراير بأنها سوف تبني قاعدة جديدة في خليج جواتر، بالقرب من الحدود مع باكستان.

وقال المتحدث باسم البحرية الباكستانية هنا، العميد البحري “عرفان الحق” أن وجود السفن الباكستانية بالقرب من إيران هو جزء من “زيارة طبيعية” في نهايتها سوف يتم إجراء تدريب على مرور السفن.

ويتفق المحللون مع ذلك، ولكنهم غير مقتنعين بأن العلاقة البحرية بين إيران وباكستان من الممكن أن تمتد إلى أبعد بكثير من المستوى الحالي.

وقال المحلل العسكري “عثمان شبير” من الاتحاد العسكري الباكستاني التابع لمراكز الأبحاث والدراسات “ Think Tanks” أن: ” هذه ليست سوى مناورات وتدريبات روتينية جيدة لبناء الثقة وليس أي شيء آخر.”

ومع ذلك، عندما توضع هذه التدريبات في سياق الجهود الإيرانية والباكستانية الكبيرة لتحسين التعاون الأمني​​، فإن هذه التدريبات تصبح أكثر أهمية إلى حد ما.

وأضاف “شبير” أن: “هذه المناورات والتدريبات ضرورية لبناء علاقات أفضل، حتى أنها الآن أكثر أهمية نظرًا إلى الهجمات عبر الحدود من جانب المتمردين في بلوتشستان.”

وتوترت العلاقات بين إيران وباكستان خلال الأشهر الأخيرة ويرجع ذلك بشكل رئيسي، ولكن ليس تمامًا، إلى تردي الوضع الأمني على طول حدودهما المشتركة. وذلك اتهمت إيران باكستان بأنها لا تقوم بما يكفي من أجل تأمين حدودها ضد المهربين والمسلحين الذين قاموا بمهاجمة أفراد الأمن الإيرانيين.

وكانت آخر هذه الحوادث التي شهدتها إيران هي حادثة اختطاف خمسة مجندين من حراس الحدود الإيرانيين من قِبل جماعة مُسلحة تعرف باسم ” Jaishul Adl” في فبراير. وتم إعدام أحد الجنود الشهر الماضي، وتم إطلاق سراح الأربعة الناجين يوم الجمعة الماضي، حيث تم استبدالهم بثمانية من أعضاء هذه الجماعة كانوا محتجزين في سجن “زاهدان” في إيران. وتدعي إيران أن الحراس تم احتجازهم في باكستان، وهو ما تنفيه إسلام آباد.

وعلى الرغم من ذلك، فقد وافق المشرّعون في إيران على مشروع قانون لتحسين الأمن بين إيران وباكستان.  ومن بين أمور أخرى، يتناول مشروع القانون تحدد مجالات التعاون، وتفويض المسؤوليات إلى مختلف الوزارات بجانب القضايا المالية.

ويأتي ذلك بعد توقيع اتفاقية أمنية لمكافحة الإرهاب بين البلدين في فبراير 2013 والتي اشتملت على اتفاقيات لمكافحة تهريب المخدرات والاتجار بالبشر والإرهاب.

وعلى الرغم من اعترافها بأنها غير معتادة على وجود “غرامة مطبوعة”، قالت “سلمى مالك”، أستاذ مساعد في قسم الدراسات الدفاعية والاستراتيجية، في جامعة “قائد أعظم”، في إسلام آباد، أن هذه الاتفاقية هي ” تطور جيد جدًا، كنا في حاجة ماسة إليه.”

وأضافت: “إيران دولة مهمة للغاية وصديق جيد جيدًا. والآن تحولت شروط التقرّب بين البلدين إلى مواجهة، والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية هما أكبر المستفيدين من ذلك.”

وبسبب تأثير المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على باكستان، فإنها غير متأكدة بشأن مدى عمق التعاون الأمني المشترك بين إيران وباكستان وإلى أي مدى ممكن أن يصل. ومع ذلك، فقد سلطت الضوء على أن باكستان بحاجة ماسة إلى الاستقرار المحلي والإقليمي، وإيران هي جزء أساسي لضمان ذلك.

وتقول “سلمى مالك” في النهاية، أن: “باكستان تريد أن يكون الوضع الداخلي لها مستقرًا وسلميًا وقويًا في نفس الوقت. ولذلك يجب أن تكون لدينا علاقات واقعية وقوية مع جيراننا المباشرين، ومنهم إيران والتي تعتبر دولة محورية في غاية الأهمية بالنسبة لنا.”■

البريد الإلكتروني: uansari@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا