وزير الدفاع الأمريكي السابق: يجب إشراك إيران في المفاوضات السورية

واشنطن ذكر هارولد براون، وزير الدفاع في إدارة جيمي كارتر أنه يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تفكر في إشراك إيران في أي مفاوضات سلام سورية أو بشأن الأسلحة الكيماوية.

قال براون في مقابلة واسعة النطاق يوم 16 سبتمبر أن "يجب إعداد مائدة تفاوض تتضمن… [الولايات المتحدة]، الروس، الإيرانيين، والسعوديين، ومن الضروري مشاركة الحكومة السورية وبعض أطراف المعارضة ولكن بطرق ثانوية،"

كما قال بروان أن المفاوضات قد تتضمن الرئيس بشار الأسد.

وأضاف قائلا، "إنني أشك أن يحدث ذلك …نظرًا لأن مصالح كل طرف مختلفة جدًا،"

لقد كانت الولايات المتحدة تهدد بالقيام بضربة عقابية ضد الحكومة السورية، والتي يقول عنها الحلفاء الغربيون أنها مسؤولة عن استخدام أسلحة كيميائية قتلت ما يزيد عن 1500 شخص مدني.

وقال وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في 18 سبتمبر أن تقرير الأمم المتحدة كشف عن أن بشار الأسد استخدم غاز السارين في هجوم أغسطس. وتعاني سوريا من الخراب نتيجة لحرب أهلية مشتعلة منذ أكثر من عامين.

وقد تم تعليق عملية توجيه ضربة عسكرية تقودها الولايات المتحدة – استجابة للهجمات الكيميائية المزعومة – في حين تم السعي إلى إيجاد حل دبلوماسي.

لقد توصلت الولايات المتحدة وروسيا إلى صفقة قد تسمح بالرقابة الدولية والتدمير النهائي لمخزون الأسلحة الكيميائية السورية.

غير أن بروان قال أنه غير متفائل بنجاح هذه الجهود بالكامل ويشك أن الرئيس الأسد سيتعاون.

قال براون "لا يمكن القيام بهذا الأمر في عام… [و] هناك حرب مشتعلة". "من سيقوم بمهمة الفحص، ثم يتخلص من مخزون الحرب الكيميائية، والفحص الشخصي لجميع المواقع، والتخلص منها بالفعل، والتي تعتبر مهمة معقدة وخطيرة في وسط الحرب؟"

لقد دافعت روسيا عن الأسد وقدمت الأسلحة للجيش السوري.

وقد ذكر ريتشار مورفي، سفير الولايات المتحدة في سوريا في فترة السبعينيات، في 19 سبتمبر خلال اتصال مع صحفيين أن "[الأسد] ليس هو الزعيم الأكثر جاذبية لمواصلة الدفاع عنه، بالرغم من أنني أعتقد أن الروس في [المستقبل] القريب سوف يستمرون في الدفاع عنه،" "وهناك الآن سؤال أكثر إلحاحًا بشأن الموقف الإيراني، والذي سنرى كيف سيكون دوره."

لقد قال براون أنه يشعر بأن المضي قدمُا في المسار الدبلوماسي الحالي يعد أفضل من قيام الولايات المتحدة بتوجيه ضربة عقابية لسوريا. وقال براون أنه ما زال يفضل تسليح القوات المعارضة للأسد؛ ومع ذلك فسيكون هناك صعوبة في تحديد الفصائل التي يتم تسليحها.

وأضاف قائلاً "أعتقد أنه يمكننا تقديم بعض الأسلحة لبعض الأشخاص ممن يحظون بالثقة،" "غير أنني أشك في أنهم سيكونوا أقوياء بالقدر الكافي الذي يمكنهم من أن يكونو الفائزين في نهاية المطاف."

بوتن "الواثق"

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتن في 19 سبتمبر بأنه واثق ولكن ليس متأكدًا بنسة 100 في المائة أن سوريا سوف تنفذ تعهداتها والتزاماتها بتدمير مخزون أسلحتها الكيمائية بموجب اتفاقية بين روسيا والولايات المتحدة.

"هل سننجح في القيام بهذا الأمر؟ في مقابلة بنادي الحوار الدولي بفاليدي مع سياسيين غربيين وصحفيين في منطقة نوفجوراد شمال غرب روسيا، صرح الرئيس بوتين "لا يمكنني قول ذلك بنسبة 100 في المائة، غير أن كل ما شاهدناه مؤخرًا، في غضون الأيام القليلة الماضية، يزيد الثقة بأنه من الممكن القيام بذلك،"

كان نظام الأسد قد بدأ بالفعل في تنفيذ الاقتراحات التي أعلنا وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الروسي سيرجي لافاروف في جينيف في 14 سبتمبر. وتطالب اتفاقية إطار العمل التي وافقت عليها كلا الدولتين سوريا بتسليم جميع أسلحتها الكيميائية لتدميرها بحلول منتصف عام 2014.

وقد صرح بوتن قائلا، "إنني لا أعرف ما إذا كنا سننجح في إقناع الأسد أم لا؟" "غير أنه حتى الآن يبدو كل شيء كما لو أن سوريا قد وافقت تمامًا على العرض الذي قدمناه ومستعدة للتصرف وفقًا للخطة التي تم وضعها من قبل المجتمع الدولي بالأمم المتحدة."

وأضاف بوتن أنه في خطوة أولى، أعلنت سوريا بأنها ستلتزم ببنود الحظر الدولي المفروض على الأسلحة الكيميائية، "هذه خطوات عملية قد اتخذتها الحكومة السورية بالفعل."

لقد أصرت الولايات المتحدة على أن التهديد بالقوة يجب أن يظل على المائدة في حال فشل سوريا في الالتزام بالاتفاقية.

وقد أقر بوتن بذلك قائلاً، "إذا لم تنجح المحاولات لحل المشكلة سلميًا، فإن هذا سيكون أمرًا سيئًا للغاية،"

غير أنه أصر على أن مجلس الأمن بالأمم المتحدة وحده هو من يمكنه مناقشة مسألة ما إذا كان يجب استخدام القوة ضد سوريا أم لا.

لقد أصر الزعيم الروسي، والذي تمثل حكومته أقوى حليف لسوريا، على أنه لم يثبت من وراء الهجوم بالأسلحة الكيميائية والذي وقع يوم 21 أغسطس في الغوطة وأودى بحياة مئات الأشخاص، من بينهم أطفال.

وقال بوتن، "من الواضح أنه قد تم استخدام الأسلحة [الكيميائية]. … غير أنه ليس من الواضح من قام بذلك،". "إننا نتحدث طوال الوقت عن مسؤولية نظام الأسد في استخدم هذه الأسلحة. ولكن ماذا سيحدث إذا ما استخدمتها المعارضة؟ لا أحد يقول ماذا سنفعل مع المعارضة حينئذ، وهذه ليس سؤالاً مثاليًا."

كما حذر بوتن واشنطن من دعم القوات المعارضة، قائلا أنه سيتعين عليها التعامل مع عواقب مساعدة المقاتلين المرتبطين بالقاعدة.

ساهم في إعداد هذا التقرير Agence France-Presse .

Read in English

...قد ترغب أيضا