إسرائيل تتراجع عن مزاعمها حول العلاقات السورية الإيرانية

تل أبيب – بينما يتواصل النزاع في واشنطن بشأن توجيه ضربة عسكرية مُرتقبة لسوريا، فإن الخبراء الأمنيين الإسرائيليين يتراجعون عن الآراء السابقة، والتي أعلن عنها في البداية رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وتبناها الرئيس باراك أوباما والمؤيدين لإسرائيل داخل الكونجرس الأمريكي، بأن الإخفاق في اتخاذ إجراء ضد استخدام بشار الأسد للأسلحة الكيماوية سوف يزيد من التهديد النووي الإيراني.

وفي خطابه الذي وجهه للشعب الأمريكي في 10 سبتمبر، أكد الرئيس أوباما مجددًا على أن العلاقة السورية الإيرانية هي أحد الأسباب التي تدفعه لاتخاذ قراره باستخدام القوة العسكرية ضد سوريا.

وقد صرح أوباما قائلا "إن الإخفاق في الوقوف ضد الأسلحة الكيماوية سوف يُضعف عمليات الحظر ضد أسلحة الدمار الشامل الأخرى ويجعل إيران، حليفة الأسد، أكثر جراءة والتي يجب أن تقرر ما إذا كانت ستتجاهل القانون الدولي من خلال بناء سلاح نووي أو اتباع مسار أكثر سلمية".

وقد تبنت اللجنـة الإسـرائيلية الأمريكية للشـئون العـامة (إيباك)، والتي تمثل اللوبي الإسرائيلي المؤيد لرئيس الوزراء في واشنطن، لهجة مماثلة تقريبًا في طلبها لتفويض الكونجرس لمحاسبة الأسد من خلال استخدام القوة العسكرية.

وقد كتبت إيباك في رسالة بريدية جماعية للمشرعين "يجب على أمريكا أن ترسل رسالة حاسمة ليس فقط إلى سوريا، ولكن أيضًا لكل من إيران وحزب الله … إن الإخفاق في الموافقة على اتخاذ هذا القرار من شأنه أن يثير التساؤل بشأن رغبة أمريكا في تنفيذ تعهداتها لنا، بما في ذلك تعهد الرئيس والكونجرس بالحيلولة دون امتلاك إيران للأسلحة النووية".

وفيما يتعلق بهذا الجانب، فقد حذر نتانياهو مرارًا وتكرًا من أن "إيران تراقب عن كثب ما إذا كان العالم سيرد على الأعمال الوحشية التي ترتكبها الدولة العميلة لها في سوريا وكيف ذلك".

ولكن مع توقع عدم قدرة الرئيس أوباما على تأمين الدعم الذي يطلبه من الكونجرس لتنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا، فقد أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو أمرًا لوزراء الحكومة بعدم التدخل فيما يزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه شأن أمريكي داخلي.

وفي حين يزداد الجدل حول التصويت داخل الكونجرس، يصر أحد المسؤولين رفيعي المستوى بوزارة الدفاع وخبراء أمنيون هنا على أن سوريا ليست اختبار مصداقية بالنسبة لما يحدث في إيران، ويحذرون من الربط بين استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية والتهديد النووي الإيراني.

وأيًا كانت نتيجة تصويت الكونجرس وبغض النظر عن رد أوباما على الأعمال الوحشية التي يقوم بها الأسد، يقول الخبراء هنا أن التحرك أو عدم التحرك الأمريكي يجب ألا يُعتبر نموذجًا للتدخل المستقبلي المرتقب الذي تقوده الولايات المتحدة في إيران.

وقد صرح الجنرال، عاموس جلعاد، رئيس الشؤون السياسية والأمنية بوزارة الدفاع الإسرائيلية، قائلا، "سواءً كان هذا الأمر شائعًا أم لا، فإنني لا أوصي باستخلاص النتائج بشأن إيران من سوريا. لا يمكنك إقحام حالة واحدة في الأخرى".

وقد قال جلعاد في حديثه الذي ألقاه في 8 سبتمبر في مؤتمر عُقد بمعهد مكافحة الإرهاب والذي يقع مقره في مدينة حرزيليا أن القلق الاستراتيجي الذي يساور إسرائيل يتمثل في التهديد الظاهر للعيان من قدرة إيران النووية. وبغض النظر عن كيفية اختيار واشنطن للتعامل مع الأعمال الوحشية التي يقوم بها الأسد، يقول جلعاد أن رئيس الولايات المتحدة ملتزم بمنع إيران من الحصول على الأسلحة النووية.

وقد قال جلعاد، "أعتقد أنه يجب أخذ حديث أوباما على محمل الجد عندما يقول أنه لن يسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية".

وفي نفس السياق، حذر عوزي آراد، مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي السابق، من العواقب العارضة لضرب سوريا والتي يمكن أن تقوِّض من شرعية الولايات المتحدة، وتقيِّد من مساحة المناورة لاتخاذ إجراء عسكري في إيران في المستقبل.

وفي نفس السياق، حذر عوزي آراد مستشار الأمن الوطني الإسرائيلي السابق من العواقب العارضة لضرب سوريا والتي يمكن أن تقوِّض من شرعية الولايات المتحدة، وتقيِّد من مساحة المناورة لاتخاذ إجراء عسكري في إيران في المستقبل.

وقد انتقد المستشار الأمني السابق لنتانياهو اللوبي المؤيد لإسرائيل لدعمه تنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا والذي قد يضر في النهاية بالجهود المبذولة لمكافحة التهديد النووي.

حيث قال، "إن إيباك تستخدم التشابهات بشأن كيف ينعكس ذلك على إيران، غير أن الحالتين ليستا متماثلتان تمامًا".

وأضاف قائلا، "ليس هناك أدنى شك في أن إيران تمثل تهديدًا أكبر بكثير للمنطقة بالكامل، بما في ذلك أمريكا، من استخدام سوريا [لأسلحة الدمار الشامل]".

"لذا فإنه حتى خلال هذه الأزمة السورية، يجب ألا يتحول الانتباه عن التهديد الاستراتيجي الحقيقي من خلال المخاطرة بالتعقيدات ومصداقية الولايات المتحدة في عنصر دعم ثانوي لمحور إيران – سوريا – حزب الله".

وقد صرح عوديد عوران، وهو دبلوماسي إسرائيلي سابق وأحد الزملاء القدامى في معهد دراسات الأمن الوطني هنا، بأن نتانياهو كان حكيمًا عندما فرض سياسته الحالية بعدم التدخل في الحرب الأهلية السورية أو في الجدال الدائر في واشنطن.

وقد صرح إريان للصحفيين هنا الأسبوع الماضي بأنه، "في البداية، كان هناك نوع من الربط التلقائي لقضية الأسلحة الكيميائية السورية بالتهديد النووي الإيراني، غير أن هذه الأمور تمثل تشابهات سطحية".

وأضاف قائلا، "إنني أقترح بأن نأخذ نظرة أعمق وألا نقفز إلى النتائج السريعة بأن التعامل الأمريكي مع المسألة السورية نذير لما تتوقعه في إيران".

وفي مقابلة أجريت في نهاية أغسطس مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، أوضح الرئيس شيمون الدعم الغامض للحكومة لسياسة البيت الأبيض بشأن سوريا وإيران.

حيث قال بيريز، "أنا لدي إيمان كامل بالموقف العملي والأخلاقي للرئيس أوباما، وأوصي بالصبر وأنا على ثقة بأن الولايات المتحدة سوف تستجيب على نحو ملائم للوضع في سوريا. … يجب ألا نخلط بين الاكتراث والتردد".

وقد أصر بيريز على أنه يجب على إسرائيل ألا تكون في وضع اتخاذ قرار أو التأثير على الولايات المتحدة والتحرك الدولي في سوريا. "لأسباب عديدة، هناك إجماع ضد التورط الإسرائيلي. إننا لم نخلق الموقف السوري".

أما بالنسبة لإيران، فقد قال بيريز أنه يثق في كلام أوباما. "إنني لا أعتقد بأنه سيسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية".

Read in English

...قد ترغب أيضا