مقابلة مع: نائب الأميرال “جون ميلر”، قائد الأسطول الخامس الأمريكي

Vice Adm. John Miller is commander, US Naval Forces Central Command, US 5th Fleet/Combined Maritime Forces. (Christopher P. Cavas)

الأميرال “جون ميلر” هو قائد قوات القيادة المركزية للبحرية الأمريكية، وقائد الأسطول الخامس الأمريكي/القوات البحرية المشتركة. (كريستوفر. ب. كافاس)

بعد ما يقرب من عامين وهو على رأس جهود البحرية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، شهد نائب الأميرال “جون ميلر” الشد والجذب في العلاقات الدولية في جميع أنحاء منطقة الخليج.

وقد أدى استعداد إيران للحرب مؤخرًا إلى مزيد من الأوضاع غير الظاهرة والخطيرة في نفس الوقت، حتى مجلس التعاون الخليجي المُتقلّب والذي يشتمل على دول الخليج — الكويت والسعودية والبحرين وقطر والامارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان — يتصارع مع قطر بسبب دعم الإخوان المسلمين.

ومن مقر القيادة في البحرين، قاد “ميلر” جهود الولايات المتحدة للحفاظ على استقرار وتوازن وتعزيز العلاقات بين الشركاء من دول مجلس التعاون الخليجي.

س: كيف ترى الدور الأمريكي في منطقة الخليج العربي؟

ج: أعتقد أن دورنا الأهم هنا هو توفير نموذج القيادة. وقد تزايد هذا الدور على مدى العامين الماضيين، وأعتقد أنه سوف يستمر في التزايد.

نحن نقدم قدرًا معينًا من الخبرات الفنية، وبالتأكيد، نجلب كمية معينة من الذخيرة والأسلحة من اجل القيام بدور الأمن البحري — وهذا النوع من الدعم مهم للغاية. ولكن نموذج القيادة الذي نقدمه يسمح لدول مجلس التعاون الخليجي بمواجهة المشكلات التي لا مفر منها في أي نوع من العلاقات بين الدول.

س: هل سيتم معالجة هذه الأزمة وتعود الأمور كما كانت من قبل؟

ج: بالتأكيد، وسوف نترك قضايا دول مجلس التعاون الخليجي للدول نفسها حسب مقتضيات الوضع، ولكننا سوف نستمر في توفير نموذج القيادة الذي نقدمه بشكل دائم.

ما رأيته خلال العاميين الماضيين اللذين قضيتهما هنا هو أن الكثير من الدول تتهافت على القوات البحرية المشتركة. وأعتقد أن الدولة المُقبلة التي سوف تنضم ستكون من شمال أوروبا.

س: هل يمكنك ذكر اسم الدولة؟

ج: أفضل عدم ذكر اسم الدولة، لأني أعتقد أن الدول يجب أن تتحدث عن نفسها، لكننا نعتقد أن هناك عدة دول من أمريكا الجنوبية التي ترغب في أن تصبح جزءً من القوة البحرية المشتركة. يمكنهم أن يساهموا في الأمن البحري في هذه المنطقة ويمكنهم القيام بذلك من خلال سُلطاتهم الوطنية. يمكنهم القيام بذلك من خلال طرق يمكنهم التحدث عنها كثيرًا أو قليلًا كما يريدون. كما أنهم يدركون أننا سوف نقدم لهم نموذج القيادة والذي يعمل على توفير التماسك الذي من شأنه أن يحافظ على فاعلية ومساواة القوات البحرية المشتركة.

س: هل ترى تطور دول مجلس التعاون الخليجي مع قيادات هذه الدول؟

ج: بالتأكيد. فهم يدعون إلى ذلك. ويقومون بهذا الأمر الآن من خلال إطار تم تقديمه من خلال القوات البحرية المشتركة.

وفي نهاية الأمر، هل سينعكس هذا على زيادة قوة المهمات البحرية لدول مجلس التعاون الخليجي؟ آمل ذلك، وأعتقد أننا يمكن أن نوفر نموذج القيادة الذي يساعد على زيادة وتعزيز تلك القوة. أعتقد أن هذا هو بالضبط نوع النشاط الذي يجب أن نشارك فيه.

س: لقد قمت بعمل بعض التحسينات في مرافق دعم الأنشطة البحرية الأمريكية في البحرين، هل اكتمل هذا العمل؟

ج: سوف يكون دائمًا هذا العمل في مرحلة التنفيذ، وإذا نظرت إلى تاريخ هذه القاعدة عامًا تلو الآخر، ستلاحظ أنها تتغير وتزداد أيضًا.

لقد رأينا الإضافة التي تم وضعها على الجسر الذي يربط بين الجزء الأساسي من وكالة الأمن القومي بالفرع الثاني من الوكالة، على جانب الواجهة البحرية للقاعدة. وسيتم الانتهاء من ذلك في غضون بضعة أشهر. كما نحاول التفاوض مع السُلطات البحرينية من أجل عقود إيجار إضافية، وأعتقد أننا سوف نرى تزايد مستمر ودعم هناك. كما نرى أيضًا أن لدينا فرص للانضمام إلى شركاء آخرين لدعم بعض أنشطة الصيانة.

وتوضح الاتجاهات إلى أن هناك وجود دائم لنا هنا. وبعض التعديلات التي نقوم بها الآن سوف تساعدنا في تجهيز القاعدة لوصول السفن القتالية الساحلية، والتي نعتقد أنها سوف تبدأ بحلول عام 2018. وسوف تخدم هذه السفن القوات البحرية الأمريكية وسوف تخدم هنا في هذه المنطقة حتى منتصف هذا القرن. فنحن لن نستثمر في البنية التحتية إذا لم نكن نخطط من أجل البقاء هنا. ولكن هذا يوضح أيضًا أننا نخطط للقيام بذلك ليس فقط كسلاح البحرية الأمريكية، ولكن في بيئة حليفة لنا هنا.

س: أحد الأسباب الرئيسية لوجودك هنا هو أن كل ما يحدث في إيران يؤثر على المنطقة بأسرها، ولكن يبدو أن التوترات أقل في الوقت الحالي. أين الأشياء التي تواجه إيران في منطقة الخليج؟

ج: أولاً، إنه أمر مثير للاهتمام دائمًا أن نستمع إلى ما تقوله إيران. والأكثر أهمية من ذلك هو مشاهدة ما تفعله إيران. وهذان النشاطان في أغلب الأحيان ليس لهما علاقة ببعضهما البعض، لذلك فإن ما يقولونه ليس له علاقة بما يفعلونه.

وفي الوقت الحالي، فإن النشاط يعتبر مستقرًا وثابتًا، والبيئة البحرية آمنة نسبيًا. وأعتقد أن الإيرانيين مهتمون بالتأكد من جعل أنشطتهم في البيئة البحرية واضحة للجميع وأنها لا تخلق فرصًا لسوء الفهم؛ فالأمر الذي يجعلهم ينضموا لأنشطتنا الثابتة، هو أننا لا نخلق فرصًا لسوء الفهم.

ما أراه من الإيرانيين في الوقت الراهن هو الالتزام بالمفاوضات مع مجوعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة P5+1 حول استراتيجية إيران النووية، والسماح بأي نتيجة مهما كانت، بحيث لا يقوموا بعمل شيء يبعدهم عن التركيز على الجهود المبذولة في هذه المفاوضات.

س: لكنهم لا يزالوا يفعلون ما يفعلونه دائمًا. لا تزال السفن والطائرات الخاصة بهم تقوم بعمل دوريات.

ج: بالتأكيد، فهم لديهم قوات عسكرية كما نمتلك نحن أيضًا قوات عسكرية، لذلك فهم سوف يقوموا بعمل ما تفعله القوات العسكرية.

الأمر المهم هو أنهم يقوموا بذلك بطريقة مسؤولة، وما رأيناه على وجه الخصوص هو عدم وجود هذا النوع من الأنشطة المثيرة التي شهدناها بمرور الوقت.  وهذا أمر مريح للغاية. فإننا لم نشهد هذا الأمر منذ عدة شهور — وتحديدًا، منذ نوفمبر، عندما بدأت تسير هذه العملية بشكل جاد.

س: لقد قمت بإجراء عملية تعديل على قوة كاسحات الألغام وعودتهم إلى أربع سفن، كما تقوم بزيادة قوة خاصة من السفن الدورية الساحلية تصل إلى 10 سفن. هل وصلت إلى حالة مستقرة مع القوة البحرية الخاصة بك هنا؟

ج: لست متأكدًا من أننا سنكون أبدًا في حالة مستقرة، لأننا قوة تتغير وتتجدد باستمرار.

وسوف تكون سفينة ” Ponce” هي قاعدتنا العائمة الأمامية في الوقت الحالي. وسوف تحل محلها قاعدة أمامية عائمة جديدة.

س: هل تعرف السفينة التي سوف تحل محل ” Ponce”؟

ج: ليس لدي موعد محدد لذلك حتى الآن، والمرجح أنها ستكون منصة هبوط متحركة، ولكن هذا هو الحل المحتمل.

ما تعلمناه من السفينة ” Ponce” هو أنه يجب علينا أن نمتلك قاعدة أمامية عائمة، ولا شلك في هذا.

وسوف تكون لدينا 10 سفن ساحلية هنا بحلول فصل الخريف. فقد انتهينا للتو من عملية اختبار السفن الساحلية المنتشرة إلى الأمام والتي تمتلك نظام صواريخ ” Griffin”. وقمنا بهذا الاختبار باستخدام الطريقة الرباعية، لذلك فنحن سعداء للغاية بذلك. وفي نهاية الأمر فإن كل العشر سفن الساحلية سوف يتم تثبيت نظام صواريخ ” Griffin” عليها.

لقد تخلينا عن 4 كاسحات ألغام MCM، ولكننا نمتلك نفس القدرات الآن عندما جلبنا أربع كاسحات أخرى منذ عامين. لقد استبدلنا القدرات الخاصة بثماني كاسحات ألغام بأربعة منهم مع إضافة بعض التقنيات الجديدة، وتحديدًا مركبات تحت الماء الغير مأهولة من طراز Mark 18، ونظام البحث عن الألغام ” Sea Fox”، ولدينا أنظمة أخرى قادة عن طريق الإنترنت.

س: لديكم أيضًا تدريب على الإجراءات الأساسية الأخرى المضادة للألغام هذا العام، كم عدد الدول المشاركة في هذا التدريب؟

ج: كان عدد الدول المشاركة في آخر تدريب هو 40 دولة، وتوقعاتنا أن يصل عدد الدول على الأقل إلى هذا العدد المرتفع. قمنا بعمل مؤتمر بشأن التخطيط الأوليّ للتدريب ونتطلع إلى مؤتمر آخر لعرض باقي التخطيط هنا في أقرب وقت، ولكن هناك الكثير من الاهتمام من مختلف أنحاء العالم.

س: هل يمكن القول بأن هناك أكثر من 40 دول سوف تشارك في هذا التدريب؟

ج: ربما. قد تشارك القوات البحرية من أمريكا الجنوبية وآسيا وأوروبا الغربية والأجزاء الشمالية من أوروبا. كانت لدي فرصة للحديث مع قائد القوات البحرية العراقية، ونحن نتوقع مشاركة جيدة منهم، أكثر من مجرد طائرة دورية. وكان لديهم سفينة بحرية في عام 2013 بالإضافة إلى العديد من الغواصين.

س: هل ستشارك إيران؟

ج: ليس لدي أي اعتراض على ذلك. وأعتقد أنه من المهم أن تشارك في هذا النوع من التدريبات.

إذا كانوا يريدون المساهمة بطرق إيجابية في الأمن البحري، سواء كان هنا في منطقة الخليج أو في مناطق مكافحة القرصنة في حوض الصومال، وبهذه الطريقة يمكنك الانضمام إلى باقي الدول في العالم — من خلال المساهمة بشكل إيجابي في تدريبات مثل مكافحة القرصنة والأمن البحري ومهمات مكافحة الألغام البحرية.

أعد هذا التقرير “كريستوفر. ب. كافاس” و”عوض مصطفي” في الدوحة، قطر.  

Read in English

...قد ترغب أيضا