القوات الجوية الأمريكية تُقيِّم عملية التخلص من طائرات الهليكوبتر طراز A-10 وKC-10 وF-15C وطائرات البحث والإنقاذ القتالي (CSAR) الجديدة

واشنطن – نظرًا لما تعانيه القوات الجوية الأمريكية من تخفيضات شديدة في الميزانية ورغبتها في الحفاظ على مبادرات الشراء الحالية في مسارها، تفكر القوات الجوية الأمريكية في التخلص من أسطولها بالكامل من الطائرات طراز A-10 النفاثة المُقاتلة وطائرات التزود بالوقود طراز KC-10، وذلك وفقًا لما ذكرته العديد من المصادر العسكرية ومصادر في وزارة الدفاع.

كما تقول هذه المصادر أن المجموعة التي من المخطط التخلص منها تتضمن طائرات F-15C النفاثة المقاتلة وإيقاف عملية شراء طائرات هليكوبتر جديدة للبحث والإنقاذ بمبلغ 6,8 مليار دولار أمريكي.

ورغم أن هذه العروض بعيدة تمامًا عن القرار النهائي، توضح الخيارات المعروضة حجم القرارات التي تواجهها قيادة القوات الجوية، حيث تعاني القوات الجوية من احتمالية قطع مليارات الدولارات من ميزانية الإنفاق المخطط خلال العقد القادم.

وقد صرح الجنرال مارك ويلش، رئيس أركان القوات الجوية، لجريدة Air Force Times الأسبوع الماضي "ستتحقق ادخارات كبيرة فقط إذا خفضت أسطولا بالكامل، يمكنك اقتطاع طائرة من أسطول، لكنك ستوفر مزيدًا من المال إذا قمت بتخفيض كل البنية التحتية التي تدعم الأسطول".

وعندما وجه إليه سؤالاً مُباشر بشأن الإلغاء التدريجي لأسطول الطائرات طراز A-10، امتنع ويلش عن التعليق على طائرة محددة.

وقد صرح ويلش قائلا، "إننا ننظر في أمر جميع المنصات الموجودة لدينا، وكل مهمة من المهام الخمس الأساسية هذه ونحاول اتخاذ قرار بخصوص أين يجب علينا إعادة الهيكلة المالية مقابل أين يمكننا التحديث".

إن خطة الإنفاق على القوات الجوية لعام 2015 ستكون على مكتب وزير الدفاع (OSD) بحلول يوم 23 سبتمبر.

إن جميع أفرع القوات العسكرية الأمريكية تقوم بوضع ميزانيتين لعام 2015 – واحدة تتضمن تخفيضات الإنفاق في الميزانية والأخرى تقوم على مقترح ميزانية البنتاجون لعام 2014، والتي تقدر بمبلغ 52 مليار دولار أمريكي بما يفوق غطاء تخفيض الإنفاق.

يجب على وزارة الدفاع اعتماد مقترحات ميزانية الأفرع أثناء سلسلة من المداولات التي تستمر خلال الأشهر القادمة قبل إرسال خطة إنفاق نهائية إلى الكونجرس في شهر فبراير.

في بيان مُرسل عبر البريد، قالت المتحدثة الرسمية عن القوات الجوية آن ستيفانيك أنه لم يتم صياغة قرارات نهائية في هذا الشأن.

وأضافت "حيث إن القوات الجوية تخطط للمستقبل مع تخفيض الإنفاق، فإننا نبحث في جميع الخيارات لإنجاز مهمتنا في إطار الموارد المتاحة، وفي هذا الوقت، تعد جميع الخيارات خاضعة للدراسة ولم يتم التوصل إلى قرار بشأنها".

التخفيضات الحادة في الميزانية

أعلنت وزارة الدفاع في شهر يوليو أن القوات الجوية تستطيع تخفيض ميزانية خمسة أسراب جوية تكتيكية، وذلك وفقًا لتقرير الإدارة والاختيارات الاستراتيجية (Strategic Choices and Management Review)، الذي أعدته وزارة الدفاع طوال أربعة أشهر وكان معنيًا بدراسة الوسائل التي يستطيع البنتاجون استخدامها لتعديل استراتيجيته العسكرية نتيجة لتخفيض الميزانية.

إن التقليصات المُقترحة في أعداد الطائرات، وخصوصًا أسطول الطائرات طراز A-10 المكون من 340 طائرة من المؤكد أن تواجه عملية فحص دقيق في الكونجرس. ويمتلك الحرس الوطني الجوي نصف أسطول الطائرات طراز A-10. وقد واجه اقتراح القوات الجوية بتقليص عدد 5 أسراب طائرات طراز A-10 معارضة شديدة العام الماضي في الكونجرس ومن حكام الولايات.

كما يُشغل احتياطي القوات الجوية أيضًا طائرات من طراز A-10، والتي كانت مُستخدمة بكثافة لتقديم الدعم للقوات البرية في أفغانستان والعراق. كما أن الطائرات طراز A-10 تتمركز أيضًا في كوريا الجنوبية.

تقول المصادر أن الجيش مهتم بالحصول على الطائرات طراز A-10 في حالة إذا ما قررت القوات الجوية سحب الطائرات النفاثة ذات المحركين والتي كانت في الخدمة منذ سبعينيات القرن الماضي.

تقوم القوات الجوية بتشغيل 59 طائرة من طراز KC-10 وفقًا لما ورد في إحدى صفحات بيانات الخدمة. وتمثل الطائرة النفاثة ثلاثية المحركات، والتي تعتمد على الطائرة النفاثة الضخمة McDonnell Douglas DC-10 التجارية، العنصر الرئيسي في أسطول التزود بالوقود للقوات الجوية.

إن طائرات التزود بالوقود – المجهزة بأنظمة إرشاد الطائرة وأنظمة إعادة التزود بخرطوم ومرساة – يمكنها تزويد القوات الجوية بالوقود والبحرية والطائرات العسكرية الدولية في طلعة جوية واحدة.

كما يتضمن الجدول عددًا غير محدد من التخفيضات في أسطول الطائرات Boeing F-15C Eagle. تمتلك القوات الجوية 250 طائرة نفاثة مقاتلة تقريبًا والتي إلى جانب الطائرة F-22 Raptor تشكل ترسانة المقاتلات الجوية في الخدمة.

وقد قال ريتشارد أبو العافية، محلل مجموعة Teal Group التي يقع مقرها في ولاية فيرجينا إن خطة القوات الجوية بتقليص أسطول الطائرات طراز A-10 أمرًا لا يدعو للدهشة. وذلك لأن القوات الجوية كانت تحاول استئصال المنصة منذ سنوات. ولكن بالرغم من أن ضغط الكونجرس قد أنقذ الطائرات في الماضي، فإن حقائق الميزانية قد تجعل عمليات التقليص حقيقية لأول مرة.

وعلى العكس من ذلك، فإن أبو العافية يصف عمليات التقليص المرتقبة لأسطول الطائرات طراز KC-10 "بالأمر المحير"، مستشهدًا بالعمر القصير نسبيًا للطائرة وأهميتها للحركة عبر المحيط الهادئ. وقد خمن بأن تضمين الطائرات طراز KC-10 قد يكون محاولة من القوات الجوية للإقناع بتأثير تقليل الإنفاق والتخفيضات في الميزانية، حيث إن البرنامج مازال يوفر عددًا من الوظائف التي يرغب عدد من أعضاء الكونجرس في الحفاظ عليها.

إن قادة القوات الجوية مازالوا منهمكين في مناقشة عاطفية بشأن ما إذا كان سيتم نقل الطائرات والموظفين إلى الحرس الوطني الجوي والاحتياط أم لا. ويقول المؤيدون لهذا النقل أن الادخارات المتحققة يمكن أن تسمح للقوات الجوية بالاحتفاظ بالطائرات في المخزون.

عمليات الإنقاذ الجديدة مازالت حائرة

تقول المصادر أنه على الرغم من أن مقترح ميزانية خفض الإنفاق للقوات الجوية يلغي برنامج طائرات هليكوبتر الإنقاذ أثناء العمليات القتالية (CRH)، فإن هناك مقترح ميزانية منفصل لعام 2015 – وهو ذلك المقترح الذي يدعم خطة ميزانية البنتاجون لعام 2014 – ويمول تلك الجهود.

إن شركة Sikorsky هي الشركة الوحيدة التي أعلنت عن مناقصة في برنامج هليكوبتر الإنقاذ أثناء العمليات القتالية. وكان من المتوقع إرساء عقد هذا الشهر غير أنه تم تأجيله إلى الربع الأول من السنة المالية 2014 والتي تبدأ في 1 أكتوبر.

في حالة إلغاء برنامج هليكوبتر الإنقاذ أثناء العمليات القتالية، فإن الخدمة العسكرية قد تتخلص من مخزونها من الطائرات طراز HH-60 Pave Hawks ربما بعملية شراء محدودة لاستبدال الخسائر.

ساهم في إعداد هذا التقرير جيف سكوجول.

Read in English

...قد ترغب أيضا