استبدال الطائرة طراز C-17 يمكن أن يزيد الإنتاج

واشنطن إذا لم تتمكن شركة Boeing من بيع المزيد من طائرات النقل العسكرية طراز C-17 إلى العملاء الدوليين أو إبرام صفقة جديدة مع القوات الجوية الأمريكية لاستبدال الطائرت القديمة بطائرات جديدة، فإن الشركة سوف تنهي إنتاج طائرات الشحن العملاقة في عام 2015 بعد 20 عامًا من التشغيل.

تقول المصادر والمحللون أن استبدال الطائرات طراز C-17 القديمة بأخرى جديدة – مثلما تفعل القوات الجوية مع الطائرات طراز C-130J التي تنتجها شركة Lockheed Martin – يمكنه تمديد خط المنتجات عدة أعوام. وبدلاً من إحالة الطائرات للتقاعد، مثلما تفعل القوات الجوية مع الطائرات طراز C-130 الأقدم، فإن القوات الجوية يمكنها إعادة طائراتها طراز C-17 التي استلمتها قبل ذلك إلى شركة Boeing، والذي قد تجددها لتتمكن من بيعها في الأسواق العالمية.

مع تقليص الإنفاق العالمي على الخطط الدفاعية، من غير الواضح في ظل الظروف المالية الحالية إذا كان من الممكن تنفيذ مبدأ الاستبدال. خلال العقدين الماضيين، نجحت شركة Boeing في تمديد إنتاج طائراتها طراز C-17 لمدة ست سنوات، غير أن البنتاجون يواجه الآن تخفيضًا يبلغ 52 مليار دولار أخرى في ميزانيته القادمة.

لقد صُممت الطائرات طراز C-17 الأقدم التابعة للقوات الجوية في أوائل التسعينيات وقد سجلت آلاف ساعات الطيران، وما زال الكثير منها بالخدمة في الحرس الوطني الجوي وقوات احتياط القوات الجوية.

وقد صرحت شركة Boeing في 18 سبتمبر أنها قد تغلق مصنع التجميع النهائي للطائرة طراز C-17 في لونج بيتش، بولاية كاليفورنيا، في عام 2015، بعد الانتهاء من 22 طائرة للعملاء الدوليين.

وستبدأ الشركة في تخفيض قوة العمل لديها في عام 2014. فبشكل عام، يعمل حوالي 3000 شخص في مرافق في كاليفورنيا، وأريزونا، وميسوري وجورجيا في صناعة الطائرات طراز C-17. وعندما يتم تحليل سلسلة الإمداد، نجد أن حوالي 20000 شخص يدعمون برنامج الطائرات طراز C-17.

وقد صرحت نان بوتشارد، مدير برنامج طائرات Boeing طراز C-17 قائلة أنه من بين عدد 22 طائرة يتم تصنيعها الآن، يوجد 13 طائرة ليست في قائمة "طلب بيع ثابت".

وأضافت قائلة، "إننا نتوقع أن تذهب هذه الـ [13] طائرة إلى مزيج من العملاء الجدد والحاليين"

حيث تقوم ست دول، إلى جانب القوات الجوية الأمريكية، بتشغيل الطائرة طراز C-17: وهي كندا، أستراليا، المملكة المتحدة، قطر، الهند والإمارات العربية المتحدة. كما يُشغل اتحاد شركات من 12 دولة – 10 أعضاء في الناتو واثنين شركاء – ثلاث طائرات بصورة مشتركة.

غير أن الطلبات الدولية كانت تأتي في الغالب بكميات صغيرة.

وصرحت بوتشارد قائلة، " هناك الكثير من الاهتمام بهذا الطراز من الطائرات، غير أن توقيت الطلبات لم ينتظم بالنسبة لنا" " لقد كنا نحمي خط الإنتاج من خلال تمويل طويل المدى."

وتعد الطائرة طراز C-17 طائرة النقل العسكرية الوحيدة واسعة الجسم التي يتم إنتاجها في الولايات المتحدة. وتقوم شركة Lockheed بتصنيع الطائرة طراز C-130J في ماريتا، بولاية جورجيا، كما تقوم أيضًا بتحديث طائرة النقل العسكرية C-5 Galaxy الضخمة.

وقد صرح ريتشار أوبلافيا، محلل في المجموعة الاستشارية Teal Group التي يقع مقرها في ولاية فيرجينيا قائلا، "إننا في موقف فريد هنا، نظرًا لأنه لم يكن هناك سوق للتصدير من قبل لطائرة من هذه الفئة قبل الطائرة طراز C-17، "إنها فكرة ذكية، غير أنه من غير المحتمل نجاحها. لقد نجحوا في تحقيق معجزة من خلال زيادة الإنتاج من خلال طلبات دولية هذا العام. ولكن ما الذي يمكنهم القيام به عندما يكون العملاء الوحيدين لديهم غير موجودين في الأوقات المناسبة، مثل المملكة العربية السعودية؟ تذكر أن الثلاثة عشر طائرة الأخرى يتم تصنيعهم حسب المواصفات."

لقد قالت الشركة أنها قد تنتج عدد 13 طائرة إضافية والتي لم يتم بيعها حتى الآن قبل إغلاق خط الإنتاج. وقد قال أبوالعافية أنه يعتقد أن تلك الطائرات يمكن تشغيلها في الهند، وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية. لقد اشترت الهند بالفعل طلب سابق لطائرات طراز C-17، وقد كانت كل من كوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية مشترين محتملين.

من الممكن دائمًا أن تتمكن مجموعة المستخدمين الحالية من رؤية ذلك كطلب أخير وتقدم طلبات إضافية قبل إغلاق الخط. وقد قال أبوالعافية أن دولاً مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت ومن المحتمل قطر يمكنها القيام بهذه الخطوة. وقد تكون اليابان مشارك آخر محتمل والتي قد تطور برنامج الطائرات طراز C-2 المحلي الخاص بها ببطء.

ومن غير الواضح ما إذا كان هذا الموقف يفتح فرصًا بالسوق للطائرة طراز Airbus A400M، والتي يُنظر إليها باعتبارها أكبر منافس للطائرة طراز C-17.

ويقول أبوالعافية، "تكمن المشكلة مع الطائرة طراز A400M في أننا لا نعرف ماذا سيكون السعر، "حيث سيكون هناك سوق للتصدير، لكن من غير الواضح إذا كان هو نفس سوق الطائرات طراز C-17. إن المسألة لا تتعلق بالسعر، ولكنها السياسة وما إذا كان يمكنك تحمل القدرة ككل. ضع في اعتبارك أنه لم تكن هناك أي مبيعات جديدة للطائرة طراز A400M خارج اتحاد الشركات الذي طور الطائرة، بخلاف ماليزيا.

"إن ما تحتاج إليه شركة Boeing حاليًا هو عنصر الوقت. الوقت لمعرفة ما إذا كانت الشركات السعودية ستقدم طلبات. الوقت لمعرفة ما يحدث لبرنامج طائرة الشحن الوطنية اليابانية طراز C-2. الوقت لأن تدرك الولايات المتحدة أنها تستبعد قدرة صناعية قيِّمة سوف تفتقدها في غضون خمس سنوات."

وقد قالت المصادر أنه إذا ما قامت القوات الجوية باستبدال طائرتها الأقدم، فإنها من المحتمل أن تستحوذ على الطائرات الجديدة بتخفيض كبير من السعر الرسمي البالغ 225 مليون دولار من مزود الطائرة.

كما أن الطائرة الجديدة سوف تتضمن أيضًا ميزات حديثة غير موجودة في الطائرات الأقدم من طراز C-17. يجب أن تمر الطائرة الأقدم عبر عملية فحص دقيق منفصلة حتى تتمكن من استيعاب هذه التحديثات. وتمتلك شركة Boeing عقدًا لدعم القوات الجوية وتتولى تحديث الطائرة في سان أنطونيو. ويمتد هذا العقد حتى عام 2017 ويتمتع بخيارات تمديد حتى عام 2021.

وقالت بوتشارد أنه من المتوقع أن تستمر الطائرة في الطيران في الولايات المتحدة والخارج "لعدة عقود قادمة".

وأضافت بوتشارد أن شركة Boeing تعتقد أن برامج التحديث الخاصة بها والدعم سوف يساعد الشركة في الاحتفاظ بخبرتها الفنية للمنافسة في مشروعات نقل عسكرية مستقبلية في عام 2020. وقالت أن الشركة لا تخطط للضغط للحفاظ على خط الإنتاج مفتوحًا.

وإذا ما قامت القوات الجوية باستبدال طائرتها القديمة، فإنها تزيد من احتمال المبيعات الدولية. إن Boeing يمكنها بيع الطائرة في السوق الدولية بسعر منخفض وتنافس بصورة مباشرة بدرجة أكبر مع الطائرة العسكرية طراز Airbus Military A400M.

إن الطائرة طراز C-17 تعمل من خلال أربعة محركات نفاثة طراز Pratt & Whitney، في حين أن الطائرة طراز A400M تعمل من خلال محركات ذات مروحة توربونية طراز Europrop.

وبالرغم من أن القوات الجوية يقال أنها وجدت الصفقة جذابة، فإن التوقيع على عقد شراء الطائرة قد يعوقه التخفيضات في ميزانية الولايات المتحدة الفيدرالية – والتي تتصدرها مجموعة من أولويات الشراء، من بينها طائرة النقل العسكرية طراز KC-46A من شركة Boeing، والطائرة المقاتلة F-35 من شركة Lockheed وطائرة جديدة قاذفة للقنابل بعيدة المدى. وهذا يعني أن الكونجرس قد يحتاج إلى تشريع قانون نتيجة لذلك، والذي يبدو أنه من غير المحتمل في ظل مناخ الميزانية الحالية.

وقد أشار العديد من أعضاء وفد برلمان كاليفورنيا إلى أنه في عصر التخفيض في الإنفاق من المحتمل أن يعارض الكونجرس قرار القوات الجوية.

وقد قال رئيس لجنة الخدمات المُسلحة الوطنية هاوارد "بوك" مكيون، ممثل كاليفورنيا أنه لم يدرس الموضوع بعمق.

غير أنه تهكم عندما سُئل عن خطة القوات الجوية لإنهاء عملية تصنيع الطائرة طراز C-17: "هل تقصد أن نحتفظ بجميع خطوط الإنتاج مفتوحة للأبد؟"

وقد قال ممثل كاليفورنيا الديموقراطي جون جاراميندا – وهو أيضًا عضو بلجنة هيئة الخدمات المُسلحة – أنه يدعم خطط القوات الجوية.

وقد صرح خلال إحدى المقابلات قائلا، "لقد أنجزت القوات الجوية مشترياتها من الطائرة طراز C-17،"

وعندما سُئل إذا ما كان يعتقد أن الولايات المتحدة تمتلك طائرات Globemaster كافية، رد جارمندي قائلا: "نعم. إلا إذا عثرت على عدة مليارات أخرى من الدولارات في مكان ما."

لقد بدأت شركة Boeing في عام 2006 في اتخاذ تدابير لإغلاق خط إنتاج الطائرة طراز C-17 في عام 2009، لكن الكونجرس أضاف العشرات من طائرات القوات الجوية وقد تم وضع العديد من الطلبات الدولية أيضًا.

— ساهم جون تي بينت وإيرون ميهتا في إعداد هذا التقرير.

Read in English

...قد ترغب أيضا