وبعد مرور عامين، البنتاجون لا زال يوضح الدور المحوري لآسيا

US Defense Secretary Chuck Hagel speaks in Munich on Feb. 1. Allies are questioning America’s commitment to their regions in the wake of the Asia “pivot.” (US Defense Department)

وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيجل” يتحدث في ميونيخ في الأول من فبراير. الحلفاء يتساءلون حول التزام أمريكا في مناطقهم وذلك في أعقاب زيادة الدور المحوري لقارة آسيا. (وزارة الدفاع الأمريكية)

وارسو ―   لقد مضى أكثر من عامين منذ أن أعلنت إدارة أوباما بأن الجيش الأمريكي سوف يتمحور حول — أو كما يقول البنتاجون “يعيد التوازن” – لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ولقد سافر كبار المسئولين الأمريكان لعشرات الآلاف من الأميال عبر المحيط الهادي لعقد لقاءات ثنائية في أكثر من اثني عشر بلدًا منها ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والفلبين وكمبوديا.

وكانت ثلاث من تسع رحلات خارجية قام بها وزير الدفاع الأمريكي “تشاك هيجل” في منطقة آسيا والمحيط الهادي. ولا يزال، يأخذ هيجل جهدًا كبيرًا في القول بأنه لا يتجاهل المناطق الأخرى.

وقال “هيجل” في اجتماع في 30 يناير في وزارة الدفاع البولندية بأن: “إعادة التوازن للوجود الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادي لا يعني الانسحاب من بقية المناطق في العالم وخصوصًا الانسحاب من قارة أوروبا.”

ولكن على الرغم من هذا ومن كثير من البيانات المماثلة من قِبل “هيجل” وغيره، لا يزال القادة في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا يقضون الكثير من الوقت في القلق علانية بشأن الالتزام الأميركي إلى مناطقهم. فهذا التحول الاستراتيجي يتلقى مناقشات متكررة من قِبل وسائل الإعلام في الخارج، والصحفيين الأجانب كثيرًا ما يسألوا المسئولين الأمريكان حول هذا الموضوع.

كما بدأ حلفاء الولايات المتحدة في التعبير عن مخاوفهم بعد فترة قصيرة من الرحلة غير المسبوقة التي قام بها الرئيس الأمريكي “باراك أوباما” عبر نهر “بوتوماك” من أجل تقديم بيان موجز للبنتاجون حول محور استراتيجيته.

وكان من بين أكثر الأصوات تعبيرًا عن مخاوفها هي دول شرق أوروبا القلقة بشأن نوايا روسيا. وتستمر هذه المخاوف؛ حيث ظهرت إعادة التوازن خلال الاجتماعات الأخيرة في مدينة وارسو بين كبار المسئولين الأمريكان والبولنديين. وأثناء مؤتمر صحفي ثنائي وتقليدي، حيث سُمح لكل من الصحافة الأجنبية والصحافة المحلية بسؤالين، كان الدور المحوري لآسيا هو السؤال الأول.

وسأل مراسل بولندي: “أنت قلت بأن الولايات المتحدة مصممة على دعم المشاركة واستمرارها في أوروبا، في بولندا، بالرغم من ذلك، نحن نتحدث كثيرًا عن محور الاستراتيجية الأمريكية تجاه آسيا. ما تعليقك على هذا الأمر؟”

وقال مسئول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية بأن الحكومة البولندية تفهم ذلك وتدعم التركيز المتزايد من قبل الولايات المتحدة نحو منطقة المحيط الهادي.

وأكمل المسؤول: “يجب على الغرب بصفة عامة أن يتجه نحو منطقة آسيا والمحيط الهادي حيث يكون معظم اقتصاد العالم، وهذا بالتأكيد يكفي للتواجد هناك من منظور أمني نحتاج إلى أن نعطيه جميعًا الاهتمام. فنحن جميعا متصلون مع بعضنا البعض.”

وكانت هذه نفس الرسالة التي ألقاها وزير الدفاع السابق “ليون بانيتا” منذ ما يقرب من عام.

وقال “بانيتا” في خطاب له في يناير 2013 في “كيلة الملوك” -Kings College في لندن: “ونحن أيضًا يجب أن نوسع نطاق المناقشات حول أمن حلفائنا خارج أوروبا وخارج القضايا الإقليمية. وخاصة، أنا أعتقد أن أوروبا يجب أن تنضم إلى الولايات المتحدة في زيادة وتعميق مشاركة قوات الدفاع الخاصة بنا مع منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أخذ “هيجل” نفس الرسالة إلى مؤتمر الأمن في ميونيخ، الذي يتواجد فيه قادة السياسة الخارجية والأمن في العالم.

كما قال أحد كبار المسئولين في وزارة الدفاع: “أعتقد أن حلفائنا الأوروبيين يعرفون جيدًا أهمية منطقة آسيا والمحيط الهادي فهم يتفهمون ذلك كما أنهم داعمين لرغبتنا الواضحة لإعادة التوازن هناك. ولكن يجب على كل طرف أن يقوم بذلك بطريقته الخاصة ويستثمر ذلك بقدر ما يمكن.”

تخطط بعض الدول الأوروبية بالفعل لمزيد من المشاركة العسكرية في منطقة المحيط الهادئ. فالسُلطات الفرنسية، على سبيل المثال، سوف تُرسل لأول مرة سفينة حربية إلى تدريبات RIMPAC السنوية للبحرية الأمريكية في غرب المحيط الهادي.

وكان الإعلان الرسمي لهذا التحول في وثيقة وثيقة الإرشادات الخاصة بالاستراتيجية الدفاعية في يناير 2012: “ونحن بالضرورة سوف نعيد التوازن تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي”

وفي وقت لاحق، بدأ المسؤولون في الحكومة وخارجها استخدام كلمة “محور”، مما أثار استياء كاتبي الرسائل في البنتاجون. فالمشكلة في كلمة محور هي أنها تجعلك تدير ظهرك إلى القديم في الوقت الذي تركز فيه على الجديد.

وقال السيناتور الديمقراطي تيم كين من ولاية فرجينيا، أثناء اجتماع التحالف العالمي للقيادات في الولايات المتحدة في 27 يناير المنعقد في مدينة ريتشموند، ولاية فرجينيا أن: “اللغة تخلق العديد من التحديات. لدينا بعض العمل للقيام به بشكل عاجل للتواصل مع حلفائنا في منطقة الشرق الأوسط وأننا لن نذهب بعيدًا عن المنطقة.”

وقال “كين” أنه كان “في بعض المواقف حيث كانوا يضغطون علينا للخروج من المنطقة، ليس فقط عسكريًا، حيث يتحدث المسئولون هناك بأن الولايات المتحدة أصبحت مستقلة في مجال الطاقة. كما أن دول الشرق الأوسط، وخاصة المملكة العربية السعودية، تعتبر من أكبر الموردين للنفط للولايات المتحدة.

وأكمل “كين” قائلًا: “كنت أتمنى صراحة لو أن الإدارة لم تتحدث عن دور آسيا المحوري وإعادة التوازن هناك، لأن هناك حاجة ماسة لتركيزنا على آسيا، ولكن بمجرد أن تقول ذلك، فأي شخص ليس في آسيا يقول، “أعتقد بأننا لم نعد بهذا القدر من الأهمية بعد الآن.”

ووجهة النظر هذه توجد في الشرق الأوسط، حيث قامت الولايات المتحدة بتخفيض حجم مشاركتها في العراق وأفغانستان بشكل كبير ولكنها ما زالت تبقي على عدد كبير من قواتها هناك.  وقال العميد البحري “جون كيربى”، السكرتير الصحفي للبنتاجون أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال منطقة مهمة ومحورية بالنسبة للبنتاجون وأشار إلى أن حاملة الطائرات البحرية لا تزال في المنطقة.”

والكثير من ذلك ينطبق على أوروبا. حيث قدمت القوات العسكرية الأمريكية الدعم للاستخبارات، والنقل الجوي والتزود بالوقود كما دعمت بشكل مباشر العمليات التي قام بها حلف الشمال الأطلسي “الناتو” في أفريقيا.

بالإضافة إلى ذلك، فقد قال هيجل وغيره من المسئولين، أن الضغوطات التي تفرضها الميزانية تدفع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين لضمان أن قدراتهم القتالية تكمل بعضها البعض الآخر.

وقال “هيجل” في الأول في الأول من فبراير في ميونيخ أن: “الولايات المتحدة سوف تشارك الحلفاء الأوروبيين للتعاون بشكل أوثق، وخاصة في المساعدة في بناء قدرات الشركاء العالميين الآخرين. نحن نعمل على تطوير استراتيجيات لمواجهة التهديدات العالمية ونحن نبني المزيد من القدرات المشتركة مع القوات العسكرية الأوروبية.

وأضاف هيجل: “في مواجهة قيود الميزانية هنا في هذه القارة، وكذلك في الولايات المتحدة، يجب علينا جميعًا أن نستثمر على المستوي الاستراتيجي لحماية القدرة والجاهزية العسكرية.”

البريد الإلكتروني: mweisgerber@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا