الشركات الإسرائيلية تجني المال بسبب اتفاقية السلام

Sales on Horizon? Three unidentified men look at the view Jan. 8 in the Jordan Valley. The Palestinian Authority reportedly has demanded full control of the valley, which Israel considers its eastern border. A number of Israeli companies hope to offer electro-optical sensors and other gear to secure the border. (AHMAD GHARABLI/AFP/Getty Images)

 مبيعات تلوح في الأفق؟ ثلاثة رجال مجهولون ينظرون إلى المشهد في وادي الأردن في 8 يناير. طالبت السلطات الفلسطينية بالسيطرة الكاملة علي الوادي الذي تعتبره إسرائيل حدودها الشرقية. وهناك عدد من الشركات الإسرائيلية تأمل في أن تقدم أجهزة استشعار إلكتروبصرية ومعدات أخرى لتأمين الحدود. (أحمد غربلي/ إيه إف بي/ موقع جيتي إيميدجز) 

تل أبيب يتطلع المديرون التنفيذن لشركات الدفاع هنا إلى مبيعات مُربِحة ومدعومة من الولايات المتحدة لأنظمة متقدمة في تأمين الحدود والتي يجب أن يُديرها وزير الخارجية الأمريكية “جون كيري” لحث الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني نحو اتفاق سلام بين البلدين.

وتمتلك أكثر من عشر شركات محلية عددًا لا يُحصي من العناصر الموجودة في الأرض والجو والفضاء لشبكة الاتصال C4I المزودة بأجهزة استشعار، والتي تم تطويرها من قِبل شركة ” Elbit” الإسرائيلية، لتحمي حدود إسرائيل.

وعلى طول محيطها، تقوم أجهزة الاستشعار الإلكتروبصرية طويلة المدي، والرادار، وأجهزة الاستشعار الصوتية الأخرى بإعطاء إنذار مُبكر قبل فترة طويلة وقبل أن يكون هناك فرصة للتهديدات المُحتملة أن تخترق الحواجز المادية. وفي مناطق أخرى، تكون أجهزة الاستشعار اللاسلكية التي تسقط من الجو أو المدفونة سراً تحت الأرض بمثابة أسلاك تعثر غير مرئية ضد التسلل، وتسد الثغرات التي توجد في التغطية والتي تسببها التضاريس القاسية.

وعلى الرغم من وجود العديد من الخلافات السياسية والأيديولوجية والأمنية والتي تُهدد بنسف مسيرة السلام التي تقودها الولايات المتحدة، يقول المسئولون هنا بأن العديد من الكفاءات التنفيذية يمكن أن تدعم اتفاق لإنهاء الصراع المُحتدم منذ فترة طويلة.

حتى وإن فشلت المحادثات، فإن المطالبات بتحصين الحدود مع لبنان، وسوريا، وغزة، ومصر، والحدود الطويلة مع وادي عربة في الأردن سوف تبقي في تصاعد مستمر، لتقوم بتمكين الشركات الإسرائيلية من تسخير وتنظيم قدراتها للسيطرة على هذه المناطق من أجل السوق العالمي.

 كنوز محلية

يعتبر أحدث نظام حماية للحدود معتمد للتصدير هو نظام (Elbit TREASURES) أو نظام الاستطلاع التكتيكي والمراقبة المُشددة، والتي تنوي شركة Elbit عرضه في معرض سنغافورة الجوي هذا الأسبوع.

تم تصميم النظام من وحدات تركيبية مترابطة من أجهزة الاستشعار المُصغرة، وذلك من أجل الكشف والتصنيف وتتبع الأهداف بشكل ذاتي في أي منطقة وفي جميع الأحوال الجوية.

وقال “حاييم ديلمار”، نائب رئيس شركة Elbit لأنظمة (C4ISR) ونظام القيادة والسيطرة C4I، أن: “نظام TREASURES سوف يوفر السيطرة على المنطقة دون الحاجة إلى التواجد المادي في البيئات المُعادية؛ حيث يمكن أن تسيطر ثلاثة فقط من أجهزة الاستشعار على منطقة مساحتها 200 في 200 متر، أو يمكن نشر الآلاف منهم للسيطرة على الحدود بالكامل.”

وهذه المحتويات المُصغرة — التي صُممت للانتشار بطريقة سرية وخلال سنوات من التشغيل بدون مراقبة — تحتوي على أجهزة استشعار صوتية حساسة لرصد الهزات الأرضية؛ وأجهزة استشعار تصويرية، بالإضافة إلى رادار تكتيكي يعمل بالطاقة الشمسية. وتشتمل العناصر الأخرى على رادار متعدد الاتجاهات غير مُراقب، وكاميرات تبث صور على مدار الساعة، بالإضافة إلى وحدات الاتصالات وجهاز تتابع يعمل على توسيع دائرة الاتصال لمسافة 20 كيلومتر.

وأضاف “ديلمار”: “في كل يوم يُظهر كل جهاز استشعار قدرات استثنائية، ولكن الأمر الأهم هو نظام القيادة والسيطرة الذي يسمح لهم بالتحدث إلي بعضهم البعض وربط كافة المعلومات التي يتلقونها. وهذا ما يوفر قدرات مُحكَمة للغاية لمراقبة الحدود وكأنها حلقة تكرارية مُغلقة.

احتمال ضعيف للنجاح

خلال المقابلات الصحفية هنا، أعرب المديريون التنفيذون عن شكوكهم القوية بشأن خطة “جون كيري” لتقديم أعلى مستوى من التكنولوجيا لدعم الأمن الإسرائيلي في المناطق المُراد التنازل عنها من أجل دولة فلسطينية في المستقبل.

ومثل وزير الدفاع الإسرائيلي “موشيه يعلون”، فمعظم المسئولين هنا يدعمون بصورة شخصية استمرار التواجد الإسرائيلي في وادي الأردن وفي أجزاء من الضفة الغربية.

كما ردد الكثيرون التحذيرات التي تحدث عنها “يعلون” بأن وعود التكنولوجيا وزيادة المساعدات الأمريكية لا يمكن أن تكون كافية من أجل عمق إقليمي ضروري لضمان تنفيذ عمليات في مطار “بن غوريون”، المعبر الجوي الوحيد لإسرائيل على العالم الخارجي.

وحتى أولئك الذين يدعمون التنازلات الإقليمية المتأصلة في خطة السلام المُقترحة من قِبل الولايات المتحدة يقومون بتقييم فرص النجاح والتي تكون بعيدة للغاية، نظرًا لعدم وجود قيادة وإرادة سياسية من طرفي الصراع.

ومع ذلك، فإن المسئولين التنفيذيين هنا ينتظرون بشغف تفاصيل الخطة الأمنية التي يطرحها الجنرال المُتقاعد في مشاة البحرية الأمريكية “جون ألن” والذي يشغل منصب المستشار الخاص لوزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، وذلك لقياس الفرص بعيدة المدي التي يعترف بها الجميع الناتجة عن اتفاق السلام في المستقبل.

وقال مسئول تنفيذي بارز في شركات صناعة الأسلحة: “إن الأمر سايق جدًا لأوانه لمناقشة دور الصناعة المحلية، ولكن عندما تكون القيادة السياسية مستعدة للتوصل إلى اتفاق، يمكن حينها أن تتأكد من أن الأنظمة الرئيسية سوف يتم صنعها في إسرائيل وفقًا لمتطلباتنا الأمنية الاستثنائية.”

كما يجري تنسيق التفاصيل التكنولوجية والبرمجية المرتبطة بالخطة الأمنية التي وضعها كل من “كيري” و”ألن” عن طريق مكتب البحوث والتنمية في وزارة الدفاع الإسرائيلية ومركز بحوث البنية التحتية لتكنولوجيا الأسلحة (Mafat)، ومديرية التخطيط في قوات الدفاع الإسرائيلية.

ويشارك في هذه المحاولة ما قريب من 160 خبيرًا أمنيًا أمريكي من وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون.”

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا