تأكيد صفقة بيع صواريخ هيلفاير (Hellfire) وطائرات أباتشي إلى العراق

An AH-64D Apache Longbow Block III, the newest variant of the Apache helicopter. The US wants to send Apache attack helicopters to Iraq, along with hundreds more Lockheed Martin-made Hellfire missiles and more than 50 new surveillance drone aircraft. (Photo courtesy of PEO Aviation)

طائرة أباتشي من طراز AH-64D block III، في أحدث شكل لطائرات الأباتشي. تريد الولايات المتحدة إرسال طائرات الأباتشي المقاتلة إلى العراق، مع مئات صواريخ Hellfire من إنتاج شركة ” Lockheed Martin” وأكثر من 50 طائرة بدون طيار جديدة من أجل المراقبة. (الصورة مقدمة من مشروع PEO للطيران).

واشنطن في حين يدفع العنف الطائفي العراق نحو الهاوية السياسية، فإن معركة الحكومة ضد المقاتلين من السُنة أصبحت بمثابة نعمة لأصحاب شركات الأسلحة الأمريكية.

 تقع الحكومة المركزية في العراق والتي تديرها الشيعة في خضم معركة دامية ضد الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (ISIL)، وهي مجموعة انفصلت مؤخراً عن القيادة المركزية لتنظيم القاعدة. وفي الوقت الذي تحارب فيه الحكومة العراقية من أجل البقاء في السُلطة، فقد أوضحت إدارة أوباما يوم الأربعاء أنها سترسل إلى دول الشرق الأوسط الكثير من أحدث الأسلحة النارية للقيام بذلك.

 كما أخبر “برت ماكورك”، نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون العراق وإيران، لجنة الشؤون الخارجية في الكونجرس أنه بسبب شعور الإدارة أن “المصالح الحيوية للولايات المتحدة على المحك في العراق” فهي مستعدة لإرسال طائرات الأباتشي المقاتلة من طراز Boeing إلي بغداد، ومئات من صواريخ Hellfire من إنتاج شركة ” Lockheed Martin” وأكثر من 50 طائرة بدون طيار جديدة من أجل المراقبة.

 وقال “ماكورك” أن: “افتقار العراق إلى طائرات الهليكوبتر المُدرعة كان مثالاً صارخاً. فالطيارون العراقيون، على مدار عام 2013، كانوا يحلقون بطائرات هليكوبتر ذات هيكل خارجي رقيق نحو مخيمات الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام التي يتم الدفاع عنها بواسطة الرشاشات ومنصات مضادة للطائرات. والنتيجة كانت عبارة عن طائرات يتم إطلاق النار عليها وأطقم الطائرات (وكثير منهم قمنا بتدريبه) يعاني من جروح خطيرة. وكان الوضع غير مُحتمل على هذا النحو، لذلك طلبت منا حكومة العراق مساعدة عاجلة.”

 وبعد جدال واسع وأخذ ورد مع أعضاء الكونجرس ولجنة السياسات الخارجية في مجلس الشيوخ، أكدت الإدارة موافقة المشرعين لتقوم بإرسال طائرات الأباتشي.

 وأضاف “ماكورك”: “بالرغم أن هذا ليس علاج فوري للمشكلة الحالية، إلى أنه سيوفر للقوات الخاصة العراقية منصة أكثر فاعلية لرفض مجموعة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ملاذ آمن في الصحاري النائية في غرب العراق.”

كما أخبر مسئول وزارة الخارجية، عقب عودته من العراق الأسبوع الماضي، لجنة الكونجرس بأن القوات العراقية “أثبتت فاعليتها في نشر صواريخ هيلفاير (Hellfire) ضد الأهداف البعيدة لجماعة مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام من طائرة طراز Caravan.

 وقال المسئول: “تمتلك القوات الخاصة العراقية ثلاث طائرات من طراز Caravan مُجهزة لإطلاق وتوجيه صواريخ Hellfire، ولكن الإمدادات الشاملة لصواريخ هيلفاير (Hellfire) لم تكن كافية لمواجهة الخطر وعدد الأهداف التي تم تحديدها ومعاينتها.”

 كما أوضح “ماكورك” يوم الأربعاء الكثير من الأمور وقال بأن إدارة أوباما تريد إعطاء الكثير من صواريخ Hellfire إلى العراق.

  وقال ماكورك على لسان المسئولين: “بفضل التنسيق مع هذه اللجنة في الشهور الأخيرة، فقد بدأ الوضع في التغير. قمنا بتسليم 75 صاروخ Hellfire في شهر ديسمبر.  وأضاف بأن المسئولين “أخطروا الكونجرس باحتمال أن تصل الصفقة إلى 500 صاروخ آخر.”

 والهدف من شحنات الأسلحة، كما وضعها ماكورك، “هو التأكد من أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام لن تحصل علي ملاذ آمن في غرب العراق لكي تتدرب، وتنظم وتخطط للهجمات”.

 ولتحقيق هذه الأهداف، تعتقد الإدارة الأمريكية أن الولايات المتحدة يجب أن تبيع المزيد من الطائرات بدون طيار إلي حكومة العراق لإجراء المراقبة في المناطق المتنازع عليها.

 وأكمل ماكورك: “وبما يتفق مع هذه الاستراتيجية، سوف نسلم طائرات بدون طيار (uav) مع طائرة الاستطلاع بدون طيار من طراز Scan Eagle و48 طائرة بدون طيار من طراز (Raven) في وقت لاحق هذا العام، وجميعهم، عندما يتم استخدامهم بالاندماج مع المنصات الأخرى، يمكن أن يوفروا مراقبة منظمة لمنطقة الجزيرة والحدود العراقية السورية.”

 تقوم شركة Boeing بتصنيع طائرة الاستطلاع بدون طيار من طراز Scan Eagle، وتقوم شركة AeroVironment بتصنيع الطائرة بدون طيار من طراز Raven.

 كما أخبر “ماكورك” المشرعين أن الإدارة تقوم بعمل أشياء أخري بجانب إرسالها الأسلحة للقضاء على الاضطرابات الطائفية الأخيرة وحماية المصالح الأمريكية هناك. ويقول إن المسئولين في الولايات المتحدة: “يشجعوا الحكومة العراقية على تطوير وتنفيذ استراتيجية شاملة من أجل عزل وهزيمة جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام على المدي الطويل، والتي تشتمل على مكونات سياسية وأمنية واقتصادية.”

 كما صرح بأن جماعة الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام تكتسب قوتها، مضيفاً أن “أغلي مصادرها” هم المجندون الأجانب بالتحديد لتنفيذ هجمات انتحارية ضد الشيعة.

 وقال أيضاً: “أن صفوف المقاتلين تتطور؛ فالمجموعة الآن قادرة على تنفيذ ما يقرب من 40 عملية هجومية تؤدي إلى إصابات جماعية ووقوع عدد من القتلى والمصابين في كل شهر. وأن الحرب الأهلية في سوريا تزيد من قوة هذه المجموعة.”

 وذكر “ماكورك” بأن المسئولين في الحكومة العراقية اعترفوا، لأول مرة، بأنهم ارتكبوا أخطاء في العام الماضي وهذه الأخطاء سمحت لهذا الفرع المنفصل عن القاعدة بالنمو بهذا الشكل المدمر.

 بينما يشيد مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية بشحنات الأسلحة والجهود الدبلوماسية لإدارة أوباما للمساعدة في تعزيز الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة، وقال رئيس الحزب الجمهوري في الكونجرس بأنه يجب فعل المزيد – بما في ذلك ما يقوم به رئيس الوزراء العراقي المُحاصر “نوري المالكي”.

 وقال النائب الجمهوري “إيد رويس” من ولاية كاليفورنيا: “يجب أن تدرك العراق أن علاقتها مع إيران وبطء وتيرة المصالحة السياسية مع الأقليات تثير مخاوف خطيرة لدي الكونجرس. على الرغم من أنه قد يكون غير مؤهل للقيام بذلك، إلى أن المالكي يجب أن يتخذ خطوات جادة لقيادة العراق لعصر ما بعد الطائفية.”

 وأضاف “رويس”: “الحكومة العراقية بعيدة عن المثالية في التعامل. وحدهم العراقيون يمكنهم التحكم في مستقبلهم. ولكن إذا كنا لا نريد أن نرى العراق مع مساحات واسعة من الأراضي الواقعة تحت سيطرة المتشددين، ونحن لا ينبغي أن نريد ذلك، يجب أن نكون مستعدين لتقديم المساعدة المناسبة.”

 وأكمل رويس قائلا بأن “استقلال الجماعة التي كانت تابعة لتنظيم القاعدة والمُكتشفة حديثا هو انعكاس لمصادرها الغير مسبوقة، بما في ذلك الأسلحة والأفراد والمال، الناتج عنه هذه القوة التنفيذية لهذه الجماعة.”

وفي تصريح خطير، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي بأن هذه الجماعة ليست مجرد تهديد وخطر في منطقة الشرق الأوسط.

 كما قال “رويس”: “وهذا يشكل تهديدًا للعراق ولنا أيضًا،” موضحًا أن الجماعة تقوم “بتجنيد الأفراد القادرين على السفر إلى الولايات المتحدة لتنفيذ الهجمات.”■

البريد الإلكتروني: jbennett@defensenews.com

 

Read in English

...قد ترغب أيضا