وزير الدفاع الإسرائيلي ينتقد عثرات الولايات المتحدة بالشرق الأوسط

Israeli Defense Minister Moshe Ya'alon speaking Jan. 28 at Israel's Institute for National Security Studies in Tel Aviv. (Israel Defense Ministry)

وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون يتحدث في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي في 28 يناير بتل أبيب. (وزارة الدفاع الإسرائيلية)

تل أبيب –  بعد أسبوعين من اعتذاره عن مهاجمة وزير الدفاع الأمريكي جون كيري وتحركات السلام التي تقودها الولايات المتحدة بالشرق الأوسط، قدَّم وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون تقييمًا معتدلًا لا ينقصه الانتقاد لسياسات الولايات المتحدة وتأثيرها على المنطقة.

هاجم يعلون في مستهل مؤتمر دفاعي سنوي بتل أبيب واشنطون بسبب انسحابها من منطقة النزاع، متخلية عن دورها كشرطي للعالم وانصياعها لاتفاق مؤقت مع إيران وصفه “بالخطأ التاريخي”.

وعلى عكس خطبته الانتقادية  المطولة ضد كيري، الذي وصمه “بالمهووس لسبب غير مفهوم” بالسعي لاتفاقية سلام فلسطينية إسرائيلية لا تساوي “الورق الذي طبعت عليه”، قام قائد جيش الدفاع الإسرائيلي بتقييم بناء لمنطقة تشهد تغيير استراتيجي.

قال يعلون أن واشنطون ستبقى القوى العظمى الوحيدة، “بالرغم من الوضع الحالي، حيث قررت الولايات المتحدة الانسحاب من مناطق النزاع وعدم تحمسها للعب دور شرطي العالم.”

بينما يتحدى كل من روسيا والصين الولايات المتحدة بالمنطقة، “لا توجد لأحد الرغبة في أخذ مكان الولايات المتحدة.”

وأخبر يعلون المجتمعين بالمعهد الإسرائيلي لدراسات للأمن القومي أن روسيا تدير المشهد السوري بشكل افتراضي، وذلك نتيجة لقرار واشنطون “بتقليل تدخلها”

ووفقًا لتصريحات يعلون، المدير السابق للمخابرات الحربية الإسرائيلية ورئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن هناك دولتان فقط تقسمان العالم لقطاعات إقليمية من المسؤوليات العملياتية: الولايات المتحدة وإيران.

ويضيف أنه بينما تسحب الولايات المتحدة قواتها من العراق وتقلص تواجدها في أفغانستان، تندفع إيران تجاه هذين البلدين وفي أماكن أخرى حول العالم لتملئ الفراغ بالإرهاب وتصدر نسخة “تبشيرية ومروعة” من الثورة الإسلامية.

ويقول يعلون “الولايات المتحدة لديها قيادتها وإيران لديها فيالقها … إنه نظام يتقبله العالم بشكل حسن على الرغم من حقيقة استمراره بنشر توازن الرعب في أفغانستان، والعراق، وسوريا، والمشهد الفلسطيني بغزة، وأمريكا الجنوبية، وآسيا، وأفريقيا.”

وحول مساعي الولايات المتحدة للوصول لاتفاقية سلام تتبنى حل الدولتين، رفض يعلون ما أسماه “أسطورة” الادعاءات بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو المصدر الرئيسي لحروب السنة والشيعة ومشكلات أخرى تعصف بالمنطقة.

وأصر أن “هناك جدل دائر بيننا وبين أصدقائنا حول (الأهمية الإقليمية الأكبر) للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولكن لا يمكن أن تعلق ما يحدث بالشرق الأوسط الآن على شماعة هذا الصراع.”

ورفض أيضًا الحجج التي تسوقها الولايات المتحدة، ومعظم القوى الدولية، والعديد من الخبراء بأن فشل إسرائيل في الوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يعيق المملكة العربية السعودية والدول السنية المعتدلة الأخرى من تكوين جبهة متحدة ضد إيران.

“لا يذكر الناس المشكلة الفلسطينية بالعالم العربي، بل هو مجرد تشدق للاستهالك الخارجي فقط. ما هي علاقة المشكلة الفلسطينية بالتهديد الإيراني؟”

وفي حوار متلفز في نفس الحدث بالمعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي قدم في يوم 28 يناير، رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مزاعم يعلون بشكل كامل، مؤكدًا على أن هناك 57 دولة عربية وإسلامية – “من موريتانيا إلى إندونيسيا” –  تتعهد “باعتراف كامل” بإسرائيل في حالة الوصول لاتفاق بحل الدولتين.

أخبر عباس جلعاد شير المحامي، وزميل المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي، ومفاوض السلام الإسرائيلي الأسبق أن ” ربما لا تعود فرصة تحقيق السلام”.

ولكن يعلون، أحد الصقور اليمينية البارزة، البراجماتية بشكل نسبي، في تحالف حكومة الوسط التي يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال أن السلام مع الفلسطينيين “قد لا يتحقق في جيلي.”

وأصر أنه من السابق لأوانه وضع ترتيبات أمنية تضعها الولايات المتحدة في الاعتبار بينما يرفض الفلسطينيون الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بالمنطقة كدولة ذات سيادة تكون وطنًا لليهود.

“لا يمكنك أن تتحدث عن الأمن القادم من الطائرات بدون طيار والمستشعرات. طالما لا يظهر العلم الإسرائيلي على خرائطهم، وتمتد فلسطين من رأس الناقورة (على الحدود مع جنوب لبنان) إلى إيلات (على البحر الأحمر) … طالما لا يرغبون في وضع نهاية للنزاع ولمزاعم عدم الكف حتى يرضى آخر لاجئ فلسطيني، فماذا يبقى لنناقشه؟ هذا هو جوهر الصراع.” ■

البريد الإلكترونيbopallrome@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا