أوباما يؤكد على دور الدبلوماسية في تعزيز الأمن

US President Barack Obama delivers the State of the Union address Jan. 28 at the Capitol. (Larry Downing / Getty Images)

الرئيس الأمريكي باراك أوباما يُلقي خطابًا عن حالة الاتحاد أمام الكونغرس في يوم 28 يناير. (لاري داونينج/ موقع جيتي إيمدجز)

واشنطن قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد يوم الثلاثاء، بأن البلاد يجب أن يكون لديها جيش قوي ولكن في نفس الوقت يجب الانتقال من حالة الاستعداد الدائم للحرب والتطلع نحو إقامة شراكات، وإيجاد حلول دبلوماسية وعمليات مُتقنة من أجل التعامل مع التهديدات العالمية.

 وفي خطاب ركز بشكل كبير على السياسة الداخلية والنمو الاقتصادي وبدرجة أقل على العلاقات الخارجية والأمن القومي، أكد أوباما على أهمية الدبلوماسية، وعمليات مكافحة الإرهاب، والتعاون التحالفي على “انتشار القوات على نطاق واسع الأمر الذي يستنزف قوتنا ويغذي التطرف من جانب واحد.”

 على دراية بالتهديدات المستمرة في سوريا، واليمن، والصومال، وفي أماكن أخري، قال أوباما بأن تعزيز الدفاع أمر مهم، ولكن في كثير من الحالات، مثل إيران، “يجب أن نعطي فرصة للدبلوماسية حتى تنجح.”

 وذكر أوباما: “أنا أعتقد اعتقادًا قويًا بأن قيادتنا بجانب الأمن لا يمكن أن تعتمد على قواتنا العسكرية وحدها.”

 وقد وعد الرئيس بأن “يحافظ على ثقته” في القوات من خلال الاستثمار في وزارة الدفاع، عن طريق تزويد الخدمات العسكرية “بما يحتاجون إليه من كفاءات وقدرات للنجاح في المهمات القادمة”، ولكنه كان مختصرًا، ولم يُلمح بأي شيء بخصوص المداولات حول الميزانية المقبلة.”

 ومع ذلك، فقد وعد أوباما بتحسين برامج المراقبة وفرض “قيود صارمة على عمليات الطائرة بدون طيار.”

 وتحدث الرئيس الأمريكي بفخر عن انتهاء الحرب في أفغانستان وفي لحظة لا تُنسي في خطابه، أشاد بتضحيات أعضاء الخدمة العسكرية مثل الرقيب أول “كوري ريمسبرج”، الذي أُصيب في 1 أكتوبر 2009، في هجوم بقنبلة زرعت على جانب الطريق في أفغانستان في المرة العاشرة التي يتم توزيعه مع القوات هناك.

 كما التقي “أوباما” بالرقيب أول “ريمسبرج” قبل إصابته أثناء الاحتفال بذكري D-Day في مدينة نورماندي، فرنسا، كما زار في وقت لاحق أحد جنود الجيش، والذي فقد ذراعه الأيسر وعينه اليمني وأصيب بتلف في المخ خلال الانفجار، مرتين خلال رحلة شفائه الطويلة.

 وتحدث أوباما، ليجعل الحضور يقفوا ويصفقوا لفترة استمرت طويلًا أكثر من أي وقت أثناء الخطاب، بما في ذلك النهاية، حيث قال: “ومثل الجيش الذي يحبه، ومثل أمريكا الذي يخدمها، فإن الرقيب أول “كوري ريمسبرج” لا يستسلم أبدًا، ولا يكفّ عن العمل.”

 وأضاف: “الرجال والنساء أمثال كوري يذكروننا بأن أمريكا لم تصبح على ما هي عليه الآن بسهوله. حريتنا وديموقراطيتنا لم تكن سهلة المنال.”

 ومؤكدًا التزامه مدي الحياة تجاه المحاربين القدماء، تعهد أوباما بمواصلة دعمهم أثناء انتقالهم إلى الحياة المدنية، وتحسين فرص العمل لهم، والحفاظ على إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية، بما في ذلك علاج الأمراض النفسية، وتسريع عملية مطالبات التعويض.

 كما قال الرئيس الأمريكي: “في الوقت الذي تنتهي فيه الحرب، فإن جيلًا جديدَا من الأبطال يعود إلى الحياة المدنية. ونحن سنظل نعمل على خفض الأعمال المتراكمة لكي يحصل المحاربين القدماء على المكافآت المالية الذين استحقوها، ويتلقى المصابون منهم أفضل رعاية صحية — بما في ذلك الرعاية النفسية التي يحتاجون إليها.

 ولكن الرئيس أعطى مرة أخري تفاصيل صغيرة حول هذا الموضوع، ووعد بمساندة المحاربين القدماء من خلال برامج مستمرة مثل مبادرات الاتصال بالقوات وتوفير الوظائف.

 وأشاد بعض المحاربين القدماء المتواجدين في القاعة بهذا الالتزام من جانب الرئيس الأمريكي ولكنهم في نفس الوقت أعربوا عن خيبة أملهم في أن الرئيس لم يعالج المخاوف التي تواجه أفراد الخدمة الفعلية الآن، والمتقاعدين من الجيش والمحاربين القدماء، بما في ذلك تحسين الأجور والمكافآت المالية وقضايا أخرى متعلقة بالسياسة العسكرية.

 كما قال مؤسس جمعية المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان “بول ريكوف”، والذي حضر بدعوة من السيناتور “كريستن جيليبراند”، الحزب الديموقراطي – نيويورك، بأنه سعيد لأن أوباما “ذكّرنا أمتنا اليوم بالتزامها نحو الرجال والنساء أصحاب الزي العسكري.” وأضاف ريكوف:

 “نحن نشعر بخيبة أمل لأن الرئيس لم يتحدث عن مكافآت التقاعد لرجالنا ونسائنا في الجيش؛ فقدامى المحاربين في جميع أنحاء البلاد يعانون من هجوم مفاجئ على المكافآت المالية التي يحصلون عليها. لقد حان الوقت لاستعادة تخفيضات رواتب التقاعد.”

 كان الوقت المخصص لمناقشة المسائل العسكرية في خطاب حالة الاتحاد لعام 2014 مماثل لنفس خطابات الرئيس السابقة. فقد ركز أوباما في أقل من ربع خطابه السنوي علي الجيش بشكل كبير، وعلى القضايا المتعلقة بقدامى المحاربين وسياسة الأمن القومي.

 كما ركز تعليق الجمهوريين، والذي قدمته رئيسة المؤتمر الجمهوري في الكونجرس، النائبة “كاثي ماكموريس رودجرز”، من الحزب الجمهوري في واشنطن، بشكل كبير على المخاوف الداخلية، بما في ذلك التعليم، وتوفير الفرص والتمكين.

 وجاءت إشارة واحدة للجيش في شكل شكر، لجميع أسر مدينة سبوكين، ومدينة واشنطن، وإلى المواطن والرقيب البحري “جايكوب هيس”، والذي توفي في ليلة رأس السنة في أفغانستان.

 وقالت “ماكموريس رودجرز”، زوجة قائد البحرية المتقاعد: “الليلة، أنا أدعو لأسرة الرقيب “هيس”، ولأسركم جميعًا ومن أجل عائلتنا الأمريكية الكبيرة.”

 وسيبدأ الرئيس السفر يوم الأربعاء في جولة لتعزيز المقترحات التي ذكرها في الخطاب، مثل رفع الحد الأدنى للأجور، وبرامج التصنيع والبطالة. وسيتوقف أوباما عند عدة مدن أمريكية أبرزها: مدينة لانهام-مريلاند، ويست مفلين-بنسلفانيا، وأخيرًا مدينة واكيشا-ويسكنسون.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا