رحيل ميخائيل كلاشنكوف مخترع الـ AK-47 عن عمر يناهز 94 عامًا
تم بيع أكثر من 100 مليون بندقية صممها كلاشنكوف واستخدمها مقاتلون في مناطق نزاع شاسعة كالعراق، وأفغانستان، والصومال (مكسيم مارمور / أ ف ب )
موسكو – قال مكتب الرئاسة بأودمورتيا حيث كان يعمل ميخائيل كلاشنكوف، مصمم البندقية الأسطورية Ak-49، أنه قد وافته المنية يوم الاثنين. عن عمر يناهز 94 عامًا.
صمم كلاشنكوف سلاحًا أصبح مرادفًا لموت قد يكون بطريقة عشوائية في بعض الأحيان ولكنه نُظِر إليه بالاتحاد السوفيتي كبطل قومي ورمز باعث للفخر للماضي العسكري لموسكو.
يقول فيكتور تشلكوف المتحدث الرسمي باسم قائد أودمورتيا ألكساندر فولكوف لوكالة فرانس برس أنه “قد توفى منذ حاولي ساعة ونصف”.
قال كلاشنكوف الحائز على العديد من جوائز التكريم وتشمل جائزة بطل روسيا لتصميمه البندقية الأيقونية أنه لم يكن ينوي أبدًا للبندقية أن تصبح السلاح المفضل في معظم النزاعات حول العالم.
وقال في احتفالية تكريم بعيد ميلاده التسعين بالكريملن “لقد صممت سلاحًا لحماية حدود الوطن الأب. ليس خطئي أنه استخدم في بعض الأحيان حيث لا يجوز له أن يستخدم. هذا خطأ السياسيين.”
يرمز اسم AK-47لـ “كلاشنكوف أوتوماتيك” والعام الذي صممت فيه البندقية، عام 1947. وتدعى أيضا “كلاشنكوف”، وتعتبر البندقية بأنواعها المختلفة الخيار المفضل لعشرات الجيوش والمليشيات حول العالم.
تم بيع أكثر من 100 مليون بندقية صممها كلاشنكوف واستخدمها مقاتلون في مناطق نزاع شاسعة كالعراق، وأفغانستان، والصومال
ولكن مصممها، المحارب القديم بالحرب العالمية الثانية، استفاد بالكاد منها ماليًا وعاش حياة متواضعة بإجيفسك، المدينة الصناعية التي تبعد مسافة 800 ميل شرق موسكو.
وأما مصنع إزماش الذي كان مهد صناعة هذا السلاح والواقع في منطقة وسط روسيا في أودمورتيا، فقد تعرض لأوقات عصيبة أعقبت انهيار النظام على إثر تفكك الاتحاد السوفيتي، وقد ساعدت هذه الحقيقة كلاشنكوف على أن يكون له مكانة خاصة عند فلاديمير بوتن.
وُلِد كلاشنكوف في قرية بسيبيريا في 10 نوفمبر 1919 وكان ترتيبه السابع عشر في أسرته، وعاش طفولة بائسة أُبْعِد خلالها والده أثناء حكم الديكتاتور السوفيتي جوسف ستالين في عام 1930.
وبعد أن جُرِح في عام 1941، صمم كلاشنكوف بندقيته في عام 1947 مدفوعًا بالهزيمة السوفيتية في السنوات الأولى للحرب العالمية الثانية على يد الجنود الألمان المسلحون بشكل أفضل بكثير من نظرائهم السوفييت.
وأصيب بشكل بالغ جراء قذيفة في أكتوبر 1941 في معارك عنيفة حول بريانسك. وطبقًا لسيرته الرسمية بإزماش، فكر كلاشنكوف بالسلاح للمرة الأولى بينما كان يتعافى بالمستشفى.
وبشكل سريع ثمنت البندقية لقوة اعتماديتها في ظروف الميدان الصعبة، وكرم كلاشنكوف بأفضل جوائز الاتحاد السوفيتي بما فيها جائزة لينين وجائزة ستالن.
ولكن لم يتم الحصول على براءة اختراع عالمية للتصميم، وطالما اشتكى مصنع إزماش من أن ربحه المتوقع من السلاح قد أعيق بسبب الإصدارات “المقرصنة” المصنوعة بالخارج.
ويبقى مصنع إزماش ذو الـ 205 عام واحدًا من المنتجين الرئيسيين للسلاح الروسي ويثمن كأيقونة وطنية.
وتعتبر معاناة إزماش من نقص الطلب وفشله في تعويض ذلك بطلبيات أجنبية مشكلة تؤرق العديد من الصناعات المتخصصة في فترة ما بعد المرحلة السوفيتية.
