الإمارات العربية المتحدة تنسحب من المحادثات بشأن المقاتلة تايفون

A Eurofighter Typhoon belonging to the Royal Saudi Air Force, which has purchased 72 aircraft. Saudi Arabia's neighbor, the United Arab Emirates, has quit discussions to buy the jets. (Wikipedia)

المقاتلة يوروفايتر تايفون التابعة للقوات الجوية الملكية السعودية، والتي قامت بشراء 72 طائرة منها. انسحبت الإمارات العربية المتحدة، الدولة الجارة للملكة العربية السعودية، من المحادثات الهادفة لشراء تلك المقاتلات. (ويكيبيديا)

لندن ودبي أفادت الشركة أن الإمارات العربية المتحدة أعلنت انسحابها من المحادثات الجارية مع شركة BAE Systems حول صفقة الشراء المحتملة لعدد 60 طائرة مقاتلة من طراز تايفون.

صرحت شركة BAE Systems يوم الخميس في بيان لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة بمنطقة الخليج العربي قد أبلغت الشركة بنيتها عدم الاستمرار في المحادثات بشأن سلسلة من القدرات الدفاعية والأمنية، بما في ذلك المقاتلة يوروفايتر تايفون.

جدير بالذكر أنه لم يتم تقديم أي عذر لمغادرة طاولة المحادثات؛ إلا أن مصادر إماراتية أفادت أن للأمر صلة بمحاولة الحد من التوتر في منطقة الخليج العربي.

كانت الشركة البريطانية تقود المحادثات نيابة عن مؤسسة “يوروفايتر” بخصوص صفقة بيع محتملة لمقاتلات من طراز تايفون إلى الإمارات العربية المتحدة في منافسةً مع المقاتلة Rafale من شركة “داسو” والمقاتلة بوينغ F/A-18.

ذكرت الشركة في بيان لها، “كانت شركة BAE وحكومة المملكة المتحدة قد دخلتا في مناقشات مع الحكومة الإماراتية بخصوص سلسلة من القدرات الدفاعية والأمنية بما فيها صفقة توريد محتملة لمقاتلات من طراز تايفون. وأبلغتها الإمارات العربية المتحدة عن عزمها عدم الاستمرار في هذه المقترحات في الوقت الراهن.”

وبحسب مصدر إماراتي مقرب من المفاوضات، كان للاتفاق المؤقت مع إيران، بالإضافة إلى اللقاءات الدبلوماسية المباشرة التي قامت الإمارات العربية المتحدة بعقدها، أثرها في تخفيف حدة التوتر بين دول الجوار في منطقة الخليج وأسهمت أيضًا في انهيار الصفقة.

صرح المصدر “أنه في هذه المرحلة الزمنية لا تبرز الحاجة إلى اقتناء أو شراء الأسلحة نظرًا للنجاح الذي حققته جهودنا الدبلوماسية.”

في حين أفاد أحد المصادر الصناعية أن الجانبين قد عجزا عن الاتفاق على سعر أو رأب الصدع بخصوص جوانب أخرى من المفاوضات، بما في ذلك اتفاقية التعاون الصناعي المشترك.

ووفقًا للمصدر ذاته، “في حال تمكنا من الوصول إلى حل للمشكلات العالقة، فإن ذلك من شأنه إبقاء الباب مفتوحًا أمام صفقة مقاتلات تايفون، ولكنني أتوقع، في غضون ذلك، أن تتجه فرنسا نحو إعادة شحذ جهودها مع Rafale في أعقاب الخسارة التي لحقت بها في البرازيل لصالح المقاتلة Gripen. وهذا من شأنه تقريب ذلك اليوم الذي تسعى فيه الإمارات العربية المتحدة لفتح محادثات لشراء مقاتلات من طراز إف-35.

وأضاف المصدر أنه إلى جانب المحادثات بشأن المقاتلة، تم أيضًا تعليق اتفاقية دفاع كان من المتوقع إبرامها بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة بخصوص المساعدة التي ستقدمها المملكة المتحدة إلى الإمارات العربية المتحدة في تسويق المعدات الدفاعية وطرحها في الأسواق الأوروبية.

كانت صفقة البيع المحتملة للإمارات العربية المتحدة بمثابة حملة تصدير رئيسية ضمن جهود اتحاد يوروفايتر في منطقة الشرق الأوسط، وأي مكان آخر في العالم، في مساعٍ حثيثة من جانبها لإبقاء خطوط الإنتاج مفتوحة إلى ما بعد 2018.

من بين شركاء يوروفايتر شركة BAE وشركة EADS ومؤسسة فينميكانيكا.

فضلت الإمارات العربية المتحدة المقاتلة Rafale في الأصل ولكنها فتحت باب المزايدة على المقاتلة تايفون والطائرة المقاتلة F/A-18 بعد خلاف نشأ بين الجانبين حول مجموعة من المسائل.

خلال الأشهر الأخيرة، صُنفت تايفون لتحتل طليعة منافسيها في المزايدة.

كانت جهود مبيعات تايفون جزءًا لا يتجزأ من جهود حثيثة أوسع نطاقًا بذلها البريطانيون لتوطيد علاقات الدفاع وتعزيزها مع الإمارات العربية المتحدة. وكان كلا الجانبين بصدد إجراء مفاوضات لعقد معاهدة دفاع وتعاون صناعي، فضلاً عن فرص الاستثمار الأخرى المتاحة.

بيد أن وزارة الدفاع البريطانية رفضت التعليق على الأمر.

انطوى أحد مشاريع التعاون الصناعي المحتملة الذي يضم شركة BAE والصناعة الإماراتية على مشروع تطوير طائرات بدون طيار ذات الارتفاع المتوسط والقدرة الكبيرة على التحمل.

حضر كل من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير الدفاع فيليب هاموند معرض دبي للطيران الشهر المنصرم لإجراء محادثات بخصوص اتفاقية صناعية واتفاق دفاع مشترك.

صرحت شركة BAE في بيان لها أيضًا أنها أخفقت في عقد مفاوضات مع المملكة العربية السعودية بخصوص التزامات التسعير لصفقة بيع مقاتلات تايفون. وقد استمرت المحادثات لمدة عامين تقريبًا.

تقدمت المملكة العربية السعودية بشراء 72 طائرة من طراز تايفون. تم مسبقًا تسليم 28 طائرة منها مع جدولة ست مقاتلات أخرى لتسليمها بحلول نهاية العام.

أفاد مقاول وزارة الدفاع البريطانية أنه تم إحراز تقدم ملحوظ؛ إلا أنه لم يتم بعد التوصل إلى اتفاق نهائي.

وقد صرحت الشركة بأن المملكة العربية السعودية ستظل عميلاً مهمًا وأنه تم التوصل إلى اتفاق هذا الشهر لتوريد صواريخ موجهة وخدمات الصيانة والتجديد لطائرة تورنادو بلغت قيمتها جميعًا 1.5 مليار جنيه إسترليني (أي ما يعادل 2.4 مليار دولار أمريكي).

كانت الإمارات العربية المتحد تتطلع بدورها أيضًا إلى اقتناء مزيد من المقاتلات من طراز Lockheed Martin F-16 Block 60 بغية دعم أسطولها الحالي. وقد كشف وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل عن صفقة مقاتلة جديدة محتملة تشتمل على 25 مقاتلة، وذلك خلال زيارته التي قام بها في شهر أبريل لعقد صفقة أسلحة ضخمة تتضمن صواريخ بونية التعريف. ■

البريد الإلكتروني: achuter@defensenews.com؛ amustafa@defensenews.com.

 

Read in English

...قد ترغب أيضا