داسو تنتقد قرار البرازيل بشأن المقاتلة

يبدو على يسار الصورة وزير الدفاع البرازيلي سيلسو أموريم، وإلى جانبه قائد القوات الجوية جونيتي سايتو يتحدث في مؤتمر صحفي عُقد في العاصمة برازيليا أمس، تم خلاله الإعلان عن شراء 36 مقاتلة من طراز Gripen E لدعم القوات الجوية البرازيلية. (EVARISTO SA / AFP/Getty Images)

باريس ولندن انتقدت “داسو للطيران” في خطاب شديد اللهجة اختيار البرازيل للمقاتلة السويدية Gripen E التي تصنعها شركة “ساب” على حساب المقاتلة الفرنسية Rafale لضمها إلى كوكبة المنافسة لمقاتلاتها، مشيرةً إلى أن مقاتلات Gripen تحتوي على مواد أمريكية ولا تؤدي مهامها بنفس الكفاءة التي تتسم بها المقاتلة Rafale.

وجدير بالذكر أن البرازيل قد حسمت يوم الأربعاء الأمر باختيار المقاتلة Gripen E لبرنامج FX-2، بموجب عقد بلغت قيمته 4.5 مليارات دولار أمريكي مقابل شراء 36 طائرة مقاتلة يتم تسليمها بحلول عام 2020.

ذكرت شركة “داسو” في بيان لها نُشر يوم الأربعاء على لسان فريق Rafale International؛ الفريق الذي يقوده المقاول الرئيسي، وتقوم فيه شركة Snecma بدور الصانع للمحرك، فيما تتولى شركة Thales مهمة أخصائي التقنيات الإلكترونية: “إننا نعبر عن بالغ أسفنا لأن آل الخيار لصالح المقاتلة Gripen؛ وهي الطائرة المزودة بالعديد من التجهيزات ذات المنشأ الخارجي، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا تعود بدورها إلى الفئة نفسها التي تنتمي إليها المقاتلة Rafale” .

تتمثل مشكلة إدراج معدات أمريكية الصنع ذات منشأ خارجي في إمكانية اعتراض واشنطن على صفقة البيع. حيث تزود شركة صناعة المحركات الأمريكية General Electric المقاتلة Gripen E بمحرك توربيني من طراز F414 والذي يمثل وحدة توليد الطاقة في الطائرة.

تعد بريطانيا المورّد الثاني الأكبر على مستوى العالم للإصدار الجديد من مقاتلات Gripen E. إذ تقوم بريطانيا بتصدير حوالي 30 بالمائة – من حيث القيمة – من هذه المقاتلة، وبشكل رئيسي أجهزة رادار المصفوفة النشطة Raven والتي يتم فحصها إلكترونيًا وتعمل على تطويرها شركة Selex ES من مصنعها الكائن في مدينة إدنبرة الأسكتلندية.

تزعم “داسو” أن “المقاتلة Gripen لا تعدو كونها طائرة خفيفة الوزن تعمل بمحرك بأسطوانة واحدة، ولا ترقى من حيث الأداء إلى مستوى المقاتلة Rafale؛ وبالتالي فهي لا تحمل بطاقة السعر نفسها.”

الأمر الذي يعني الإخفاق في منافسة العروض المقدمة من المقاتلة الأمريكية متعددة المهام F/A-18 Super Hornet من “بوينغ” والمقاتلة Rafale من “داسو”، وكلاهما تتميزان بمحرك قوي بأسطوانتين.

وفقًا لما ذكرته الشركة، فإن اختيار البرازيل للمقاتلة أخفق في الأخذ بعين الاعتبار التكلفة الاقتصادية والتقنية المقدمة في المقاتلة Rafale.

كما تزعم الشركة أن عرض “داسو” “قد حظي بالدعم الكامل من قبل السلطات الفرنسية” واستجابت لطلب البرازيل لنقل التقنية والشراكة العلمية والفنية والصناعية.

وعلاوة على ذلك، تؤكد “داسو” أن الفريق الفرنسي قد خطط لمد جسور التعاون طويل الأجل مع الصناعة البرازيلية؛ وخاصة مع الشركة البرازيلية الجوية إمبراير.

وفي هذا الصدد، أفاد هاكان بوسكي، المدير التنفيذي لمؤسسة “ساب” بأن اختيار البرازيل قد وقع على “المقاتلة الرائدة عالميًا والأقل عبئًا من حيث التكلفة.” على حد تعبيره.

“حيث يحمل هذا الإعلان بين طياته مدلولاً خطيرًا بالنسبة إلى التعاون المشترك بين السويد والبرازيل. يقول بوسكي، “إننا على أهبة الاستعداد للبدء في التعاون الصناعي كما هو مخطط له، والذي سيلقي بدوره بآثاره الإيجابية على الصناعية البرازيلية.”

فيما صرحت الشركة السويدية في بيان لها أن العرض المقدم للحكومة البرازيلية تضمن اتفاقًا شاملاً لنقل التقنية، واتفاقية تمويل، بالإضافة إلى تعاون ثنائي طويل الأجل بين الحكومتين.

كانت المقاتلة Rafale الخيار المبكر المفضل لدى الحكومة البرازيلية، على الرغم من أن المسؤولين التنفيذيين لشركة “ساب” يزعمون دومًا أن التقييم الفني لسلاح الجو للخصوم يصب في مصلحة المقاتلة Gripen E.

في الآونة الأخيرة، احتلت المقاتلة F/A-18 مركز الخيار الأفضل للمنافسة على خلفية تحسين العلاقات بين الإدارة الأمريكية ونظيرتها البرازيلية- وذلك قبل كشف النقاب عن فضيحة التجسس الأمريكي على حكومة الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.

بناءً على تقرير نشرته وكالة الأنباء الأمريكية رويترز، فإن المقاتلة السويدية تسعى لكي تحل محل الأسطول القديم من طائرات ميراج 2000s، والذي ستتراجع عنه القوات الجوية البرازيلية هذا الأسبوع.

تترقب شركة “ساب” الاستفتاء الشعبي المتوقع إجراؤه في سويسرا السنة المقبلة لحسم أمورها بشأن الحصول على 22 مقاتلة من طراز Gripen E. لا يزال الشكل الجديد المختلف قيد التطوير لسلاح الجو السويدي وعملاء التصدير.

تعني نتيجة الصفقة مع البرازيل، والمتوقع إعلانها في وقت لاحق من السنة المقبلة، أنه يتوجب على الشركة السويدية العمل على استنباط خطة تطوير ثلاثية الاتجاهات للمقاتلة Gripen E، لتشمل الصناعة السويدية والبرازيلية والسويسرية على حدٍ سواء.

قبل ساعات قليلة من مفاجأة الإعلان عن الفائز في الصراع البرازيلي الممتد منذ زمن بعيد، أعلنت “ساب” عن قيامها بتأمين صفقة بقيمة 16.4 مليار كورن سويدي (أي ما يعادل 2.4 مليار دولار أمريكي) مع الحكومة السويدية للإنتاج المرحلي لمقاتلاتGripen E.

سيتم تجديد ستين مقاتلة قياسية من طراز Gripen C تعمل في سلاح الجو السويدي بالإصدار E الجديد من نفس الطراز؛ على أن تبدأ مرحلة التسليم في عام 2018.

يؤكد المحللون أن نتيجة الصفقات مع سويسرا والبرازيل ستكون بمثابة نقطة تحول حاسمة بالنسبة لبرنامج المقاتلة Gripen E ومن شأنها أن تعزز مركز الطائرة في منافسات التصدير مستقبلاً.

ويفيد المحللون أيضًا أن الوحدات التي طلبتها البرازيل والبالغ عددها 36 ستكون على الأرجح البداية لمزيد من الطلب على كميات كبيرة من هذه المقاتلة، وذلك بالنظر إلى مساعي القوات الجوية البرازيلية لتجديد أسطول الجوي خلال السنوات القليلة المقبلة.

يقول دوج باري، أحد كبار المحللين المتخصصين في سلاح الجو في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إن المناقصة الحالية “دائمًا ما كان يُنظر إليها على أنها عملية الشراء الأولى التي قد تتبعها عمليات شراء أخرى محتملة لما يزيد عن 100 مقاتلة”. ويتابع قائلاً، “فهي بداية وليست نهاية الطلب على هذه المقاتلة؛ مع افتراض أن البرازيليين يعجبون بما يحصلون عليه.”

ويعقب أيضًا بأن الإصدار البحري لمقاتلة Gripen يمكنه أيضًا تلبية متطلبات البحرية البرازيلية لتجهيز حاملة طائرات في وقت لاحق مستقبلاً.

انتهت شركة “ساب” مسبقًا من تنفيذ أعمال التصميم للإصدار البحري المتوقع من المقاتلة Gripen لطرحه في سوق التصدير.

في هذه الأثناء، يوجه اختيار البرازيل لمقاتلة Gripen E، صفعة أخرى لداسو علاوة على فقدان تلك الشركة التي تديرها العائلة للمقاتلة السويدية في خضم التنافس مع المقاتلة السويسرية.

تعتمد ميزانية الدفاع متعددة السنوات لفرنسا في الفترة من 2014 إلى 2019 على عائدات مبيعات المقاتلة Rafale، نظراً لرضوخ الإنفاق العسكري المحلي تحت ضغط هائل.

تتوقع “داسو” بيع المقاتلة Rafale، للهند والتي اختارت السنة الماضية طائرة فرنسية مقاتلة ضمن محادثات خاصة. ■

البريد الإلكتروني: ptran@defensenews.com؛ achuter@defensenews.com.