زيادة الاهتمام بطائرة المهام الخاصة بين دول الخليج

دبي في ظل وجود جيران مثل إيران واليمن ومع كون الخليج العربي هو الطريق السريع الرئيسي لمسار تجاراتهم، زاد اهتمام دول المنطقة بقدرات المهام الخاصة والمراقبة الملاحية في معرض دبي الجوي.

تتم صفقات شراء العديد من تلك الطائرات في طي الكتمان خلف الأبواب المغلقة. فقدرات بعض هذه النظم – مثل القدرة على الرؤية في أعماق الأراضي الإقليمية للدول المجاورة بينما تظل داخل حدودك الإقليمية – لا تعد أمرًا قد يرغب المشترون في الإفصاح عنه.

إلا أن المسؤولين التنفيذيين للشركة الحاضرين بالمعرض ذكروا وجود اهتمام عبر دول المنطقة في المعدات التي تتراوح بدءًا من موردي المنصات الصغيرة مزدوجة المحرك مثل Diamond DA42 وصولًا إلى طائرة الدورية الملاحية P-8A القائمة على الطائرة 7374 من إنتاج شركة بوينج والتي أقلعت للمرة الأولى من مطار دبي.

صرح السيد جاستين لادنر، والذي يترأس أعمال مبيعات المهام الخاصة لشركة بيتش كرافت في مختلف أنحاء العالم، قائلًا "تعد منطقة الخليج واحدة من أسرع الأسواق نموًا على صعيد طائرات المهام الخاصة حيث يتوافر لدى العملاء المتطلبات والميزانيات اللازمة للحصول على تلك الطائرات".

إبان تحدثه في معرض دبي الجوي، ذكر المسؤول التنفيذي وجود مستويات عالية من الاهتمام بطائرات المهام الخاصة تحت إطار الحدث.

وقال معقبًا، "لقد كان واحدًا من أكثر المعارض هذا العام ازدحامًا بالنسبة لنا في ما يُعتبر أيضًا بأنه عام مزدحم".

ويقول كيفن رافتري، نائب رئيس النظام المحمول جوًا والمدير العام في UTC Aerospace Systems، أن الجيل الجديد من التقنيات يعمل على تقليل حجم أجهزة الاستشعار عالية الإمكانيات ليجعل منها قابلة للحمل على الطائرات الصغيرة مزدوجة المحركات مثل Beechcraft King Air 350ER.

تم بالفعل اختبار إصدار خفيف الحجم من حجيرة استطلاع DB-110 المُستخدمة التابعة إلى UTC على General Atomics Predator UAV، وأكد رافيتري أن هذا النظام ملائم لعملاء الخليج المرتقبين على King Air.

يتم استخدام إصدار أكبر حجمًا من الحجيرة على نحو واسع النطاق من قبل فرق الاستطلاع الأمريكية والبريطانية وغيرهم بعيدة المدى الثابتة باستخدام كاميرات وإمكانيات التصوير بالأشعة تحت الحمراء.

إن الأمر لا يقتصر على شركات تصنيع الطائرات وأجهزة الاستشعار التي تتطلع إلى فرص مواتية في المنطقة.

إن الأسطول المتنامي لطائرات Beechcraft King Air 350ER وغيرها من الطائرات توفر قدرات المهام الخاصة بداية من مركبات الإسعاف الجوي وصولًا إلى إمكانيات جمع الاستخبارات تحتاج كذلك إلى الدعم.

ترى شركات الصيانة والإصلاح المتخصصة مثل جاما أفييشن البريطانية ثمة فرصة مواتية هنا لتوفير المهارات التي أصقلوها لدعم الطائرات مثل أجهزة استخبارات إشارات King Air 350ER Shadow R1 المُستخدمة من قبل القوات الجوية الملكية البريطانية، بصفة رئيسية في أفغانستان.

يوجد للشركة بالفعل قاعدة لأعمال دعم الطائرات في الإمارات العربية المتحدة وتتطلع حالياً لإقامة مشروعات لتتوسع في مجال المهام الخاصة العسكرية والمدنية في المنطقة.

مروان خالق، الرئيس التنفيذي لشركة جاما أفييشن، صرح أن الشركة تتطلع إلى تقديم تسهيلات الدعم للعديد من عملاء المهام الخاصة المرتقبين في المنطقة.

هذا وقد استغلت شركة بوينج المعرض لتكشف الستار عن إقامة رابطة أعمال مع الشركة المُصنِّعة لطائرة الأعمال النفاثة بومباردير والشركة المعدلة للطائرات فيلد أفييشن لتدشين جهاز مراقبة ملاحي يستند على تشالينجر 605.

مع ملاءمته للعمل مع رادار Selex ES Seaspray ونظم التصوير الكهربائي-البصري وبالأشعة تحت الحمراء (EO/IR) من FLIR Systems وغيرها من أجهزة الاستشعار، سيتكلف النظام الجديد ثلث سعر P-8A، إلا أنه غير قادر على خوض معركة مضادة للغواصات (ASW) مثل شقيقه الأكبر.

هذا ويتم العمل على تطوير طائرة ترويجية بواسطة فيلد أفييشن مع تقرير إقلاعها في أول رحلة طيران لها في العام المقبل. ولقد ذكر مسؤولون تنفيذيون من الشركة أنهم يجرون بالفعل مناقشات مع العديد من العملاء المرتقبين في منطقة الخليج.

لم تنفرد شركة بوينج وحدها بمحاولة استغلال المعرض لاجتذاب المشترين لإمكانيات المراقبة الملاحية التي تقوم بإنتاجها.

يمكن للعملاء غير القادرين على تحمل تكلفة تشالينجر 605 أو لا يحتاجون إلى إمكانياتها أن يلجؤون إلى شركة ساب، مع طائرتها مزدوجة المروحة التربينية 340.

قال السيد ريكارد هيلمبيرج نائب رئيس التسويق بشركة ساب أن طائرة المراقبة الملاحية التي صنعتها الشركة متوفرة بسعر يتراوح من 19 إلى 20 مليون دولار، …وهو ما يعادل عشر سعر طائرة الدورية الملاحية كاملة التجهيز.

أقلعت طائرة "ساب" التجريبية مزودة برادار مراقبة Telephonics وبرج EO/IR من إنتاج FLIR System قابل للطي ومجموعة أخرى من النظم المصنعة في دبي.

ذكر هيلمبرج أن جهاز المراقبة الملاحي 340 يتناسب على أفضل نحو مع حرس السواحل والمهام العسكرية الخفيفة مثل مهام مكافحة القرصنة والبحث والإنقاذ ومكافحة التهريب والهجرة غير الشرعية.

مثلها مثل الطائرة بوينج، لا تقدم ساب 340 إمكانيات ASW، على الرغم من أن نظيرتها الأكبر حجماً في السوق – ساب 2000 – تقدم تلك الإمكانيات.

على الرغم من عدم قدرة تشالينجر 605 من إنتاج نوينج و340 من إنتاج شركة ساب على إجراء عمليات ASW، إلا أنهما يعتبرا فرصة تسويقية تسعى شركة بيتش كرافت للحصول عليها في إطار محاولتها إضافة المزيد من الإمكانيات إلى King Air، وفقاً لقول لادنر.

يقول المسؤول التنفيذي أن هناك العديد من شركات دمج النظم سعت إلى التواصل مع بيتش كرافت للتوصل إلى فكرة لتوفير إمكانيات ASW مبسطة، قادرة على مواجهة هذا العدد المتزايد من الغواصات الصغيرة الجاري استخدامها من قبل مهربي المخدرات والقوات العسكرية.

وأضاف لاندر قائلًا أن ASW تعد سوقًا متنامية أمام بيتش كرافت وأنه يتوقع تلقي العديد من العروض خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة والتي يمكن أن تفي بها النسخة المجهزة بإمكانيات ASW من الطائرة King Air 350ER. ستتضمن تلك الطلبات مجموعة خاصة بعملاء من منطقة الخليج، حسب قوله.