مشروع الدفاع الحدودي رايثيون-الأردن ضد داعش يدخل مرحلته النهائية

جندي أردني يؤدي مهام الحراسة عند وصول اللاجئين السوريين إلى إحدى المخيمات على الجانب الأردني من الحدود الأردنية السورية الشمالية الشرقية في 4 مايو 2016. (صورة: خليل مزراوي\AFP\غيتي إيمدجز)

جندي أردني يؤدي مهام الحراسة عند وصول اللاجئين السوريين إلى إحدى المخيمات على الجانب الأردني من الحدود الأردنية السورية الشمالية الشرقية في 4 مايو 2016. (صورة: خليل مزراوي\AFP\غيتي إيمدجز)

ماركا، الأردن – تدخل الشراكة التي تمولها الولايات المتحدة بين الأردن ورايثيون مرحلتها النهائية في برنامج تُقدر قيمته بحوالي 100 مليون دولار لحماية المملكة الهاشمية ضد المتسللين من تنظيم الدولة الإسلامية وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تعمل خارج حدودها مع سوريا والعراق.

وقد دخل المشروع الأمني الأردني، المدعوم ماليًا من قبل وكالة تقليل التهديدات الدفاعية التابعة للبنتاغون، حيز التشغيل على امتداد 160 ميلاً على الحدود مع سوريا، فضلاً عن خط فاصل آخر يمتد لـ115 ميلاً مع العراق.

ووفقًا لعدد من المسؤولين الصناعيين الأمريكيين والأردنيين، فإن الفريق الصناعي المشترك بين الأردن ورايثيون سوف يبدأ في نقل قدرات تشغيلية تحقق الاكتفاء الذاتي الكامل للقوات المسلحة الأردنية في شهر أغسطس القادم.

وبمجرد الانتهاء من هذا النقل، سوف يتحمل الجيش الأردني المسؤولية الكاملة عن القيام بالدوريات الحدودية باستخدام مركبات الاستجابة السريعة، وتزويد أبراج المراقبة الثابتة بالجنود، وتشغيل مركز قيادة عمليات يتولى دعمه المقر الرئيسي للشركة داخل الدولة.

وفي هذا الصدد، علّق اندريه غيوغيو، مدير أمن الحدود وحماية البنية التحتية الحيوية في قسم الاستخبارات والمعلومات والخدمات التابع لشركة رايثيون، قائلاً: “نحن الآن بصدد الدخول في مرحلة الاكتفاء الذاتي”. وأضاف: “كما أننا بصدد تحويل 100٪ من الصيانة الوقائية للقوات المسلحة الأردنية بحلول شهر أغسطس من هذا العام”.

وأفادت عدة مصادر صناعية بأنه خلال العامين الماضيين، قامت رايثيون، بالاشتراك مع مقاولي الباطن الأردنيين، بنشر واختبار حواجز حدودية استشعارية، في حين عملت على تدريب الشركاء الأردنيين الآخرين على صيانة وتشغيل النظام.

وفي شهر يوليو الماضي، سلمت رايثيون المرحلتين الأولى والثانية من العقد الذي يشمل ثلاثة مراحل، والذي تقدر قيمته بحوالي 79 مليون دولار، للقوات المسلحة الأردنية قبل حوالي ثلاثة أشهر من الموعد المحدد.

فيما يعمل مديرو المشاريع في شركة رايثيون، إضافة إلى شركائها الصناعيين الأردنيين، على تشغيل نظام وقائي يمتد لحوالي 275 ميلاً على طول الحدود السورية والعراقية.

وبالإضافة إلى الحواجز المادية الثابتة والدوريات وأبراج المراقبة، أُدمجت كاميرات مراقبة ليلية ونهارية في هذا النظام، فضلاً عن رادارات أرضية وجناح كامل للقيادة والسيطرة والاتصالات.

وقال غيوغيو: “في حال اقترب شخص أو سيارة من الحدود، يلتقطها النظام تلقائياً ويقوم بربط المعلومات مع مقر قيادة عمليات. ثم يتم دمج كل هذه المعلومات في صورة عملياتية مشتركة عن طريق برنامج رايثيون الذي يحلل كل البيانات وأجهزة الاستشعار، ومن ثم يساعد قادة العمليات على اتخاذ القرارات”.

و يُتوقع، بحلول نهاية العام المقبل، الانتهاء من المرحلة النهائية على طول منطقة قصيرة نسبية ولكنها معقدة للغاية تنطوي على تهديدات بالغة الخطورة أقصى الحدود الشمالية الشرقية بالقرب من الجانبين الإسرائيلي والسوري من مرتفعات الجولان.

وعلى عكس الحدود الأردنية الأخرى، التي تتميز بالتضاريس شبه الصحراوية، فإن الحدود التي تمتد لـ12 ميلاً- المعروفة في الأردن باسم وادي جلاد وفي إسرائيل باسم نقطة التقاء الحدود الثلاثية- فريدة من نوعها؛ إذ تحتوي على تلال صخرية ووديان مكتظة بأوراق الشجر، مما يقدم التمويه الأمثل للراغبين في التسلل.

ومنذ أن بدأت الحرب الأهلية السورية قبل أكثر من خمس سنوات، تغيرت الجهات المسيطرة على هذه المنطقة عدة مرات، بدءًا من القوات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وصولاً إلى تنظيم داعش.

وجدير بالذكر أن شركة رايثيون قد حصلت على منحة تُقدر بـ18.6 مليون دولار من وكالة تقليل التهديدات الدفاعية بهدف تخصيصها للمرحلة الثالثة؛ مرحلة الـ12 ميل من مشروع الأمن الحدودي الأردني لردع وكشف واعتراض التهديدات.

وأضاف غيوغيو قائلاً: “نحن الآن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على التصميم، حيث نتطلع لإنهاء هذه المرحلة في غضون 18 شهرًا أو نحو ذلك. وبمجرد الانتهاء، ستكون الحدود مع سوريا والعراق مغطاة بشكل كامل”.

وفي سياق متصل، قال مدير عمليات رايثيون في الأردن، وهو جنرال متقاعد شارك سابقاً في شؤون الأمن الداخلي والإلكتروني، إن الفضل يرجع بالفعل للحاجز في اعتراض تهريب كميات كبيرة من المتفجرات وغيرها من السلع المهربة.

وأضاف الضابط السابق، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، قائلاً: “بمجرد تسليم القدرات التشغيلية في عام 2015، سوف تتحقق قفزة هائلة في كميات المتفجرات والمخدرات التي يتم اعتراضها أثناء تهريبها عبر الحدود”.

Read in English

...قد ترغب أيضا