قصف داعش: مسؤول أمريكي يشارك دروسًا مستفادة لستة أشهر من القصف الجوي.

طائرة B1-B Lancer الأمريكية تحلق في سماء العراق لدعم عملية "الحل الجذري" بالرابع والعشرين من ديسمبر. (تصوير: الرقيب التقني: ناثان ليبسكومب/ القوات الجوية الأمريكية)

طائرة B1-B Lancer الأمريكية تحلق في سماء العراق لدعم عملية “الحل الجذري” بالرابع والعشرين من ديسمبر.
(تصوير: الرقيب التقني: ناثان ليبسكومب/ القوات الجوية الأمريكية)

واشنطن – صرح مسؤول في البنتاغون أنه وبعد أكثر من عام من الضربات الجوية، بدأت القوات الأمريكية وقوات التحالف في رؤية تقدم ملموس في قتالها ضد جماعة الدولة الإسلامية.

هذه المكاسب لم تك لتتحقق لولا طياري الفوج الجوي 37 المسمى بـ “سرب القنابل” وأسطولهم من طائرات B1-B Lancer، التي أمضت مؤخرًا ستة أشهر في الشرق الأوسط داعمةً قوات التحالف.

منذ يوليو/ تموز الماضي حتى يناير/ كانون الثاني الحالي، قاد المقدم. جو، الذي طَلَب عدم كشف هويته من أجل سلامته وسلامة عائلته، السرب الجوي المنتشر في قاعدة “العديد” الجوية بقطر. وقد أجرى وطياريه الـ 350 لطائراتB-1  مراقبة يومية فوق العراق وسوريا على مدار الـ 24 ساعة، مع مساعدة ضباط الأسلحة ومشرفوا الصيانة، موفرين الدعم لقوات التحالف على الأرض وقادة عناصر الجو في المنطقة.

خلال هذه المدة، ساعد جو وسربه قوات التحالف على تحقيق انتصارات مذهلة ضد جماعة الدولة الإسلامية، المعروفة بداعش، مستعيدين كلًا من مدينتي الرمادي وسنجار بالعراق، في أواخر 2015. وخلال مهامهم تلك، شاهد جو وطياريه مناطق حراسة العدو ومخابئ أسلحته ومراكزه للقيادة والتحكم وهي تُهجر، وشاهد استراتيجيات قادة داعش وهي تُحبط.

“أشعر حقًا بأنهم أحدثوا فرقًا بالفعل”، هذا ما صرح به جو خلال مقابلة أخيرة أجريت معه، مستطردًا: “شاهدت الأراضي وهي تستعاد، والمدن وهي تسترد، والأمن يعم تلك المدن من جديد. لذا، فأنا أشعر، بما يشعروا به بالضبط، بأنهم قد حقَّقوا إنجازًا فعليًا وأنهم وفَّروا بالفعل الدعم اللازم لأولئك الرفقاء”.

خلال هذه الستة أشهر التي قضاها جو وسربه هناك، حلَّق سرب B-1 ما مجموعه 490 طلعة، مستخدمين ما يقرب من 5000 آلاف ذخيرة ضد قوات العدو. وكان للنشر وتيرة عمليات عالية للغاية؛ حيث حقَّق الطيارون أرقامًا قياسية لمعظم الذخائر التي استخدمها سرب B-1 خلال فترة ستة أشهر على مدار العشر سنوات الماضية. فقد أنجز السرب 114 في المائة من المهام المكلف بها طوال مدة الانتشار، محلقًا بنسبة 5 في المائة فقط من غارات طائرات سلاح الجو الأمريكي خلال تلك المدة ولكن مستخدمًا نسبة 35 في المائة من الذخيرة.

وقد قال جو إن السرب ركَّز على استهداف مصادر الدخل لدى داعش، كمصافي النفط والبنوك النقدية بالإضافة إلى معسكرات التدريب ونقاط التفتيش. كما حلَّقت طائرات B-1 مقدمة الدعم الجوي القريب، المعروف بـ “CAS”، ومؤدية للمهام العسكرية وحامية للقوات البرية تحت النيران في معاقل داعش.

ووفقًا للجنرال. ديفيد جولدفين؛ مرشح البيت الأبيض التالي لقيادة القوات الجوية، والذي يخدم حاليًا كنائب القائد، فالقوات الجوية تستخدم طائرات مختلفة لحماية الجنود على الأرض من نيران العدو، ويكمن الاختيار حسب طبيعة التضاريس وبيئة أرض المعركة. كما أنه قال مؤخرًا، إن القادة في المناطق التي تكون فيها طبيعة الأرض منبسطة نسبيًا، يحتاجون إلى هجوم طائرات A-10. أما في المناطق الجبلية، فإنهم يعوزون إلى دعم طائرات MQ-9 Reapers بدون طيار عالية التحمل من أجل الدعم الجوي القريب.

وتكمن ملاءمة طائرات B-1 في كونها مناسبة تمامًا لمهام الدعم الجوي القريب في المناطق الشمالية للعراق وأفغانستان بالتحديد، وهذا يرجع لعدد الأسلحة وتنوعها التي يمكن لها حملها، بما يتضمن 2000 ذخيرة هجوم مباشر مشترك موجهة ساحقة أو كما يطلق عليها بـ “JDAMS”، وصواريخ موجهة جو- أرض مشتركة أو كما يطلق عليها “JASSM”. كما يمكن لتلك الطائرات التحليق فوق أماكن القتال من أربع إلى ستة ساعات بين فترات التزود بالوقود، موفرةً بذلك “دعمًا متواصلًا ثابتًا للقوات البرية المتقدمة”، على حد قول جو.

كما أكد جو على أن مائة بالمائة من الأسلحة التي تستعملها طائرات B-1موجهة بدقة، متماشية مع التركيز الشديد للجيش الأمريكي على تقليل الأضرار الجانبية، قائلًا: “كنا مركزين ودقيقين، وكان هناك قواعد للتأكد من تقليل الأضرار إلى أقصى حد. وهذا كان على رأس أولوياتنا عندما كنا هناك”.

ومع أن طائرات B-1 صنعت وصممت وأنتجت في الثمانينات من قبل شركة روكويل — التي أصبحت الآن جزءًا من شركة بوينج —إلا أنه يجرى تطويرها وتحسينها باستمرار. فكل طائرة من طائرات سرب جو كانت مزودة بجِراب استهداف متقدم وأسلحة تعتبر هي الأحدث في المنطقة، بالإضافة إلى تركيبة اتصالات تطابق في قدرتها أي تركيبة اتصالات متوفرة حاليًا في حوزة القوات الجوية، على حد قوله.

وقد أشار أيضًا إلى أنه يمكن، في أي وقت من الأوقات، إيقاف أي طائرة للصيانة، ولكن هذا ليس أمرًا شائعًا لسرب الانتشار. فمع أن الفريق يواجه تحديًا في بعض الأحيان للحصول على قطع غيار بموقع العمليات الأمامي من أجل إجراء تصليحات حاسمة، ولكنه عامة لا يواجه مشاكل صيانة كبرى.

قال جو أيضًا: “غادرت طائرات B-1 المنطقة في يناير لأول مرة منذ عام 2001 لتخضع إلى أكبر ترقية فليتويدي في تاريخ الطائرات الطويل، والتي تسمى بترقية “Block 16”. وخلال مدة الصيانة، ستحصل طائرات B-1 على تركيبة اتصالات قمرة قيادة ذات زجاج كامل. سوف تسافر كل طائرة منهم من مقرها في قاعدة سلاح الجو إلسويرث، بجنوب داكوتا، إلى قاعدة قوات جوية للتصليح، بأوكلاهوما، لترقية إلى “”Block 16، أو تعديل برنامج “محطة معركة متكاملة”.

جو ليس واثقًا متى سوف تعود طائرات B-1 إلى المنطقة، ولكن في الوقت الحالي، فإن الطائرات مستبدلة بطائرات فترة الحرب الباردة B-52، والتي انتشرت في قاعدة “العديد” في وقت سابق من هذا الشهر.

“قد يبدو أنه قتال بطيء وصعب، وهذا لإنه كذلك بالفعل، ولكن هناك أيضًا بعض التقدم المحمود، وأعتقد أن هذه رسالة واضحة”، هذا ما صرَّح به جو بخصوص الحرب على داعش، مستكملًا حديثه “جزء كبير من ذلك التقدم كان بسبب طائرات B-1 ووحدتنا هناك…. فقد أظهرت ببساطة ما يمكن لقوة الجو أن تفعله”.

كما أوضح أن المناطق التي استعادتها قوات التحالف خلال ذلك الوقت توضح تمامًا نفوذ القوة الجوية.

Read in English

...قد ترغب أيضا