التزامات بتقديم مساعدات للحملة المناهضة لداعش خلال جولة كارتر في بروكسل، لكن تبقى روسيا المشكلة

وزير الدفاع آش كارتر يطلق عددًا من التصريحات خلال اجتماع مكافحة داعش في مقر حلف الناتو في بروكسل، بلجيكا، 11 فبراير 2016 (صورة: الرقيب. أدريان كاديز)

وزير الدفاع آش كارتر يطلق عددًا من التصريحات خلال اجتماع مكافحة داعش في مقر حلف الناتو في بروكسل، بلجيكا، 11 فبراير 2016 (صورة: الرقيب. أدريان كاديز)

بروكسل – غادر وزير الدفاع الأمريكي آش كارتر بعد أن قام بجولة استغرقت ثلاثة أيام إلى حلف شمال الأطلسي حيث حصل على التزامات جديدة للمساعدة في القتال ضد جماعة الدولة الإسلامية، لكن لا تزال هناك تساؤلات حول مدى نجاح الحملة إذا ما استمرت روسيا في عملياتها داخل سوريا.

وكان كارتر قد سافر إلى بروكسل لإنجاز عمله في يومين؛ فشارك في اليوم الأول في الاجتماع الوزاري لحلف الناتو، حيث ركز بشكل كبير على طمأنة الشركاء الأوروبيين من الناحية المالية فيما يتعلق بطلب الميزانية الخاصة بوزارة الدفاع. لكن الأهم من ذلك هو ما حدث في اليوم الثاني، عندما استضاف كارتر اجتماعًا ضم 27 وزيرًا للدفاع تشارك بلدانهم في الحملة الدولية المناهضة للجماعة الإرهابية المعروفة باسم داعش.

وكان الصيد الثمين الذي حصل عليه كارتر هو التزام من المملكة العربية السعودية بزيادة الضربات الجوية النشطة داخل سوريا، وكذلك بحث نشر قوات برية سعودية على الأرض، الأمر الذي يلبي الدعوة الصريحة التي أطلقها الرئيس باراك أوباما بنشر قوات برية سنية على الأرض في سوريا.

وقال مسؤول عسكري بارز إنه بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، زادت ثلاث دول أخرى- بولندا ورومانيا والدانمارك- من التزاماتها هذا الأسبوع، وجاءت إما لزيادة الضربات الجوية أو إرسال بعثات تدريبية.

وقال كارتر إن الإمارات العربية المتحدة تعهدت أيضًا في 12 فبراير بالمشاركة مجددًا في الحملة الجوية المناهضة لداعش. وفي اليوم ذاته، أعلن دبلوماسيون في ألمانيا- بما في ذلك مسؤولين أمريكان وروس رفيعي المستوى- عن وضع أساس للتوصل إلى وقف إطلاق نار محتمل بشأن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات.

وأشار كارتر أيضًا إلى “تطور هام” – حيث يبحث مع الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، إمكانية انضمام حلف شمال الأطلسي كمشارك نشط في التحالف المناهض لداعش.

وأضاف: “سيجلب الناتو كعضو جديد قدرات فريدة من نوعها يمكن استخدامها ضد داعش، بما في ذلك تقديم الخبرة في بناء قدرات الشركاء وتدريب القوات البرية وتقديم الدعم لتحقيق الاستقرار.”

كما أكد مسؤولو البنتاغون، بما فيهم كارتر، قبل الاجتماع على أن الولايات المتحدة تتطلع للحصول على إسهامات من الدول تتجاوز مجرد تقديم المساعدات العسكرية، مثل تدريب الشرطة أو توفير التمويل للحكومة العراقية. وهذا الأخير يمثل أهمية كبيرة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث جاءت تقديرات وزارة الخارجية الأمريكية بأن العراق تواجه فجوة تمويلية تقدر بـ5.3 مليار دولار شهريًا.

وفي هذا الإطار، أكدت إيما أشفورد، المحللة في معهد كاتو ومقره واشنطن، أن الإسهامات غير العسكرية تُعد وسيلةً سهلةً لزيادة حجم مشاركة الدول الشريكة.

وأضافت: “إنه من السهل بالنسبة لمعظم الدول أن تلتزم بتقديم مثل هذا النوع من المساعدة التي لا تتطلب موافقة البرلمان أو حتى تأييدًا شعبيًا كبيرًا”. وواصلت: “كما أن بعض جوانب هذه الحملة غير العسكرية، مثل تقديم المساعدات الإنسانية والمساعدة في تمويل الأنشطة المضادة للإرهاب، هي بمثابة جوانب مهمة حقًا من الاستراتيجية الشاملة”.

لكن أثارت أشفورد أيضًا بعض المخاوف من أن دوافع تلك الدول نحو تقديم الإسهامات العسكرية قد تكون قلت الآن.

واستطردت قائلة: “قد يقول كارتر إنه يريد(تسريع) الحملة المناهضة لداعش، لكن كيفية تحقيق ذلك غير واضحة دون تقديم الحكومات الإقليمية للمزيد من الإسهامات العسكرية الفعلية على أرض الواقع”.

التحدي الروسي

وفقًا لمسؤول كبير بوزارة الدفاع، اتفق جميع الشركاء في بروكسل على الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الولايات المتحدة، إلا أنه كان هناك تحذير وحيد- المخاوف من استمرار التدخل الروسي في سوريا.

وقال: “الشيء الوحيد الذي كان لافتًا هو توجيه الانتقادات لروسيا؛ حيث قال العديد من الوزراء إنه ينبغي على الحملة أن تكون أكثر وضوحًا وصراحةً في انتقادها لروسيا”. وأضاف: “لقد اعترفوا جميعًا أن الوضع معقد للغاية في سوريا، ويمكن القول إنه قد تم إحراز مزيد من التقدم في العراق، غير أن سوريا ستظل الأكثر صعوبة. لكن تم توجيه انتقادات موسعة لروسيا، وكان ذلك بمثابة الموضوع الرئيسي للاجتماعات”.

ذلك في حين اتفقت إيفلين فاركاس، التي شغلت منصب نائب مساعد وزير الدفاع لشؤون روسيا وأوكرانيا وأوراسيا منذ عام 2012 حتى نوفمبر، على أن روسيا تبقى هي التحدي الكبير أمام التوصل لحل للوضع في سوريا.

ودعت فاركاس، قبيل الجولة التي قام بها كارتر، إلى الاستفادة قدر الإمكان من اتخاذ “نهج حكومي شامل” تجاه الكرملين، بما في ذلك زيادة العقوبات المفروضة حاليًا على الحكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقالت: “فيما يتعلق بالسياق السوري،  يمكننا التفكير حقًا بشأن تطبيق عقوبات على روسيا في إطارٍ من التنسيق مع حلفائنا في الشرق الأوسط وأوروبا”. وأضافت: “يجب بحث هذا الأمر بشكل جاد”.

“إننا لن نستطيع إقناع روسيا في حال استمروا في تحقيق مكاسب على أرض المعركة”. “فما الذي يمكننا فعله إذن لتغيير الواقع الديناميكي؟ ربما يمكننا تغيير ما يحدث على أرض المعركة، لكن علينا إلى جانب ذلك بحث أمور أخرى يمكننا فعلها لزيادة فعاليتنا في مواجهة روسيا.

ومن جانبه قال كارتر إن روسيا تساهم في “تشريد أعداد كبيرة من الشعب السوري بشكل وحشي للغاية”، ذلك التشريد الذي أجبر حلف الناتو على تعزيز التزاماته البحرية.

وخلال الاجتماع الوزاري لحلف الناتو، تعهد ستولتنبرغ بتوجيه المجموعة البحرية الدائمة 2 إلى بحر إيجة لمراقبة تدفق المهاجرين. إن مهمة المجموعة في المقام الأول هي مراقبة اللاجئين وإبلاغ السلطات المحلية بموقعهم، على الرغم من أن القائد الأعلى للقوات المتحالفة في أوروبا، الجنرال فيليب بريدلوف، أشار إلى احتمالية تغيير معالم المهمة في المستقبل.

كما أعلن ستولتنبرغ أنه لن تكون هناك حاجة إلى توفير المزيد من القدرات للمجموعة البحرية الدائمة 2 لتنفيذ العمليات. بينما أكد بيردلوف أن هناك “العديد” من الدول وافقت على إضافة مزيد من السفن ولكنه رفض تسميتها.

Read in English

...قد ترغب أيضا