قائد القوات الجوية الإسرائيلية: سماء سوريا مزدحمة ويلمح إلى نجاح تفادي نشوب المصادمات مع روسيا حتى الآن

اللواء ركن عمير إيشيل (صورة: القوات الجوية الإسرائيلية)

اللواء ركن عمير إيشيل (صورة: القوات الجوية الإسرائيلية)

القدس – في أول خطاب له منذ أن بدأت موسكو العمليات العسكرية الفعلية في سوريا في وقت سابق هذا الخريف، ألمح قائد القوات الجوية الإسرائيلية إلى النشاط الإسرائيلي المستمر في سماء سوريا ونجاح تفادي نشوب المصادمات بين الطيران الروسي والطيران الإسرائيلي حتى الآن.

وفي تصريحات له خلال المؤتمر الدبلوماسي الذي عقدته جيروزاليم بوست في القدس الأربعاء [18 نوفمبر]، قال عمير إيشيل، “هدفنا هو الحفاظ على حريتنا في العمل؛ وليس الإضرار بأي أحدٍ لا نرغب في الإضرار به”.

وصرح إيشيل للمشاركين في المؤتمر بأن القوات الجوية الإسرائيلية كانت تتعامل مع وضع جديد كان لزامًا على إسرائيل أن تنسق خلاله مع بعض اللاعبين -أي التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية- بينما يجب أن تشترك مع الآخرين فيما يُعرف بتفادي نشوب المصادمات.

وقال، “الوضع بالنسبة لنا جديد؛ فالسماء مزدحمة بطائرات التحالف والطائرات الروسية وآخرين. وينبغي علينا أن نأخذ كل ذلك في الاعتبار. … إننا ننسق مع بعض اللاعبين. ومع البعض لآخر، فإننا نتخذ تدابير آمنة كي لا نضرب أو نُضرب”.

وأضاف إيشيل، “أعتقد أننا نجحنا حتى الآن في الحفاظ على حريتنا في العمل وإننا نمتلك بنية تحتية جيدة للمتابعة في ظل هذا الوضع”، مشددًا على أنه كان يتحدث بدقة على المستوى العملياتي.

وتمشيًا مع السياسة الإسرائيلية الغامضة، فلم يقم قائد القوات الجوية الإسرائيلية لا بالإشارة إلى شن غارات جوية إسرائيلية محددة في سوريا ولا الاعتراف بذلك، حيث أفادت عدة تقارير أن إسرائيل قد شنت غارتين جويتين خلال الشهر الماضي، واحدة في 11 نوفمبر بالقرب من مطار دمشق، والأخرى في 31 أكتوبر في منطقة جبل القلمون على الحدود مع لبنان.

ومع ذلك، ذكر أن إسرائيل تستخدم قوتها الجوية بشكل روتيني لفرض ما يسمى بالخطوط الحمراء في سوريا من خلال إرسال الرسائل لا تفضي إلى تصعيد غير مرغوب فيه أو حرب شاملة.

واستطرد إيشيل قائلاً، “يكمن التحدي الدائم بالنسبة لنا في كيفية إرسال رسالة تكون فعالة وذات أثر حقيقي، ولكن يبقى ذلك على عتبة الصراع”.

وأضاف، “ينبغي علينا إعداد أنفسنا ليس فقط لنكون كالعصا الغليظة، بل أيضًا كالمشرط الذي يُستخدم بدقة وبصمت وبفعالية. وليس من السهل فعل ذلك، لأنك بحاجة إلى الاثنين معًا. ويتوقف استخدام أي منهما على الموقف”.

واعتمادًا على وسائل التواصل الاجتماعي كتعبير مجازي، شبه إيشيل القوات الجوية الإسرائيلية بحساب الحكومة الإسرائيلية على تويتر، حيث يمكنها إرسال الرسائل إلى حزب الله أو نظام بشار الأسد في سوريا أو رعاتهما في إيران.

وأضاف، “إنها رسالة حركية … لنقول للاعبين الآخرين (لا تتعدوا هذه الخطوط)”.

وحسبما ذكر قائد القوات الجوية الإسرائيلية، فإن الحكومة الإسرائيلية تستخدم القوات الجوية الإسرائيلية بشكل مستمر لفرض خطوطها الحمراء لتقليل فرص حدوث حالات سوء تقدير من جانب أعداء إسرائيل. فعلى سبيل المثال، استشهد بالتعزيزات العسكرية المستمرة من قبل حزب الله ونظام الأسد، أجزاء منها تم تخصيصها للحرب الأهلية الدائرة في سوريا، في حين يمكن استخدام قدرات أخرى لتشكيل تهديد خطير على إسرائيل.

وقال إيشيل، “تخيل أن منظمة إرهابية أوزعيم منظمة إرهابية قد حصل على قدرات هائلة بشكل أو بآخر. فإنه قد يميل إلى استخدامها. إننا نعلم كيف سيبدأ ذلك، ولكننا لا نعرف كيف سينتهي. فالثقة المفرطة قد تفضي بهم إلى الوقوع في سوء التقدير. لذا، فإن التشديد على الخطوط الحمراء يقلل أيضًا من احتمال الوقوع في سوء التقدير ويمنع نشوب الحرب”.

وفي حديث له في وقت سابق اليوم إلى المشاركين في مؤتمر جيروزاليم بوست، أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتفصيل سياسة إسرائيل تجاه الوضع في سوريا المتمثلة في عدم المشاركة لصالح أي طرف من الأطراف التي تتصارع في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا؛ وتقديم المساعدة الإنسانية وقتما كان ذلك ممكنًا؛ وفرض خطوطها الحمراء بشكل جدي.

وقال نتنياهو ، “بالنسبة للوضع في سوريا، فإنني قد أوضحت أننا لن نتسامح في استخدام الأرض السورية لمهاجمتنا. إننا لن نسمح بفتح جبهة ثانية ضدنا في مرتفعات الجولان أو السماح بنقل أسلحة فتاكة- أسلحة تغير من قواعد اللعبة- من سوريا إلى لبنان. فإننا نتصرف وفق هذه السياسة”.

كما اعترف أن إسرائيل فشلت أحيانًا في منع وصول أسلحة ذات قيمة عالية إلى لبنان في الوقت المناسب. وقال نتنياهو أن إسرائيل في مثل هذه الحالات هاجمت مخازن الأسلحة الخاصة بالجيش السوري قبل أن يتمكن من نقلها إلى أيدي حزب الله.

وأضاف نتنياهو ، “إننا لا نحدد دائمًا هذه الأسلحة القادرة على تغيير قواعد اللعبة عندما تمر بالأراضي السورية غالبًا بإذن من إيران ودائمًا بالتعاون مع حزب الله الذي يقوم بعملية النقل. وإذا لم نر ذلك، فإننا لا نتردد في تقليل مخزونات الجيش السوري من نفس هذه الأسلحة بالتساوي”.

وبالنسبة إلى محاولات تفادي المصادمات مع القوات الروسية في سوريا، قال نتنياهو أن الدولتين يعملان معًا لضمان تجنب المصادمات غير المقصودة. وأشار إلى اللقاء الذي عُقد في موسكو في 12 سبتمبر، الذي اتفق فيه مع الرئيس فلاديمير بوتين على تأسيس آلية سلامة متبادلة.

وأضاف، “قلت لبوتين، [دعنا نتأكد من أننا لا نسقط بعضنا بعضا ودعنا نضمن أننا نعمل في ظل تنسيق مشترك]. أنظمة الدفاع الجوي لديهم؛ وقواتنا الجوية. إننا فعلنا ذلك؛ وهو ما نسميه تفادي نشوب المصادمات”.

ووفقًا لما قاله نتنياهو، فإن أي اتفاق دبلوماسي بشأن سوريا ينبغي أن يراعي مصالح إسرائيل، التي أكد أنه سيواصل الدفاع عنها.

وأضاف، “لا يمكنني أن أخبرك ماذا سينجم عن التدخل الروسي في سوريا. ولكنني يمكنني أن أقول لك أنني حددت مصالح إسرائيل في ظل أي سيناريو. … سواء كان هناك اتفاقًا أو لم يكن. … فإننا لا يمكننا أن نوافق على تسوية في سوريا تسمح لإيران وحزب الله بمهاجمة إسرائيل أو استخدام الأرض السورية لنقل الأسلحة لفتح جبهة أخرى يهاجمون من خلالها إسرائيل”.

وعقب حضور نتنياهو المؤتمر، أعلن مكتبه أن نتنياهو تحدث هاتفيًا مع بوتين الأربعاء وقررا عقد لقاء لإجراء مزيد من المباحثات على هامش مؤتمر المناخ الذي سيُعقد في باريس أوائل شهر ديسمبر القادم.

بريد إلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا