زيادة حجم أسطول أوروبي لاستهداف مهربي البشر

بحار على الفرقاطة البحرية الألمانية Werra يتطلع نحو حاملة الطائرات الإيطالية Cavour وهي تبحر في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من المياه الإقليمية الليبية في 23 سبتمبر. (صورة: ألبيرتو بيزولي/AFP)

بحار على الفرقاطة البحرية الألمانية Werra يتطلع نحو حاملة الطائرات الإيطالية Cavour وهي تبحر في البحر الأبيض المتوسط بالقرب من المياه الإقليمية الليبية في 23 سبتمبر. (صورة: ألبيرتو بيزولي/AFP)

روما – قال مسؤولون مشاركون في التحالف أنه من المقرر أن يزيد حجم أسطول من السفن الحربية الأوروبية جاري تشكيله الآن في البحر الأبيض المتوسط لمواجهة مهربي البشر من أربعة إلى تسعة أو 10 سفن في الأسابيع المقبلة، على أن يبدأ عملياته في 7 أكتوبر.

وتُعد سفينة HMS Richmond من البحرية الملكية البريطانية هي إحدى السفن الجديدة المنضمة للأسطول، وهي فرقاطة من طراز Type 23 تحمل مروحية واحدة من طراز Lynx وطائرة مراقبة بدون طيار من طراز ScanEagle، فضلاً عن كتيبة من مشاة البحرية الملكية.

وسوف تنضم إلى HMS Enterprise، وهي سفينة مسح مجهزة بمروحية من طراز Merlin، فضلاً عن سفينة إمدادات ألمانية وفرقاطة ألمانية، الـSchleswig-Holstein، إضافة إلى سفينة قيادة من طراز Cavour، وهي حاملة إيطالية يقوم على ظهرها 70 موظفًا من جنسيات مختلفة بإدارة العملية التي تقودها إيطاليا.

وتدعم عملية الاتحاد الأوروبي، المعروفة باسم EUNAVFOR MED، الآن نحو 22 دولة، كما تشمل الطائرات وتُدار من مقرات قيادة في روما، مع طاقم قوامه 1318 فرد.

وعكفت المهمة، التي تم تصورها عقب غرق سفينة تحمل مهاجرين، مما أدى إلى مقتل حوالي 800 شخص، على جمع المعلومات الاستخباراتية خلال فصل الصيف بشأن أساليب وتحركات المهربين الذين نقلوا 121725 مهاجر ولاجئ هذا العام إلى إيطاليا من ليبيا و، بدرجة أقل، من مصر.

وفي هذا الإطار، اعترفت رئيسة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أثناء تحدثها في مقر القيادة في روما في 24 سبتمبر، بأن الإبحار عبر البحر الأبيض المتوسط قد “طغى” من جراء ارتفاع أعداد اللاجئين السوريين، الأمر الذي جعل أقصر طريق لعبور البحر هذا العام هو من تركيا إلى الجزر اليونانية قبل التوجه شمالاً عبر مقدونيا وصربيا والمجر إلى ألمانيا.

وقالت موغيريني أنه على الرغم من أن عدد اللاجئين الذين يحاولون عبور طريق البلقان إلى أوروبا يفوق عدد أولئك الذين يحاولون أخذ الطريق البحري من ليبيا، إلا أن الأخير لا يزال الطريق الأكثر فتكًا؛ إذ لقي هذا العام حوالي 2620 شخص حتفهم حتى الآن، أي 2.2 بالمائة من إجمالي اللاجئين الراحلين.

كما لم تهدأ رحلات العبور حيث تم إنقاذ 4000 شخص آخرين أثناء عطلة الأسبوع في 19 سبتمبر. وقد عبأ المهربون مؤخرًا الكثير من المهاجرين في عنابر سفن الصيد التي اختنقوا فيها في أكثر من مناسبة. كما حمل المهربون المهاجرين على قوارب مطاطية رديئة للغاية، مما أدى إلى ذوبانها في الشمس وانكماشها لتلقي بالركاب إلى حتفهم.

وطوال هذا العام، التقطت سفن خفر السواحل الإيطالية، إلى جانب سفن بحرية أوروبية مساهمة في عملية Frontex الأوروبية وسفن البضائع المارة، مهاجرين يعبرون البحر بطريقة محفوفة بالمخاطر، في حين تدخلت أيضًا أربع سفن تابعة لعملية EUNAVFOR MED للمساعدة حيث أنقذت 2186 مهاجر في 11 عملية مختلفة.

وفي كثير من الأحيان، يختلط المهربون الذي يقودون القوارب باللاجئين عند التقاطهم ولكن تتعرف عليهم الشرطة الإيطالية وتقبض عليهم. كما اعتقلت الشرطة في بوزالو، صقلية، 98 مهربًا هذا العام، حيث اكتشفت أن 80 بالمائة من المهربين الذين يقودون القوارب الخشبية تونسيون ويُدفع لهم ما يصل إلى 3000 دولار للقيام بالرحلة.

وقالت موغيريني أن المرحلة الثانية من عملية EUNAVFOR MED، التي ستبدأ في 7 أكتوبر، ستشمل اعتراض واحتجاز السفن التي يستخدمها المهربون لمرافقة سفن المهاجرين انطلاقًا من المياه الليبية، والتي لم تُستهدف حتى الآن. وأضافت أن سفن عملية EUNAVFOR MED قد رصدت 20 من سفن الدعم تلك حتى الآن.

وترافق مثل هذه السفن سفن الصيد الخشبية المحملة بالمهاجرين إلى الحد الذي يكون فيه المهاجرون بأمان، على أمل استعادة السفينة الفارغة لتعيدها إلى ليبيا وتستخدمها مرة أخرى. وقد ازدادت الحاجة إلى إعادة تصنيع القوارب مع شراء المهربين لمئات من السفن جالبين إياها إلى الشاطئ الشمال أفريقي، مما أدى إلى حدوث عجز في عدد القوارب.

وقال الأدميرال إنريكو سريديندينو، الرئيس الإيطالي لعملية EUNAVFOR MED، أنه في كثير من الأحيان عندما يقوم خفر السواحل أو السفن البحرية بعملية الإنقاذ، يقوم البحارة بإغراق سفن المهاجرين لمنعها من أن تصبح عقبات أمام سفن الشحن الأخرى. ولكن عندما تقوم سفن التجارة المارة بعملية الإنقاذ، فهي عادة لا تقوم بإغراق سفن المهاجرين، تاركة إياها للرياح كي تسوقها.

وأضاف، “إن المهربين لديهم مراقبون يرصدون سفن النقل ويحاولون توجيه المهاجرين في طريقهم على أمل أن يتمكنوا من استرداد السفينة لاستخدامها في شوط آخر”. “فأولئك هم الأشخاص الذين يمكننا أن نلاحقهم”.

ومع انتهاء فصل الصيف واقتراب فصل الشتاء، فإنه يجب أن تسرع العملية في إحداث تأثير قبل أن تتوقف عمليات الإبحار لهذا الموسم.

وتم تأجيل تنفيذ المرحلة الثالثة من العملية، والتي تشمل الدخول إلى المياه الليبية ومهاجمة المهربين على الشواطئ الليبية، لحين أخذ الموافقة الليبية- وهو منهج مستبعد نظرًا لأنه لا توجد حكومة موحدة في البلاد.

ولكن في الوقت نفسه، قد يكون التحالف البحري بحاجة إلى مطاردة المهربين الذين يفتحون مسارات جديدة. وقال مسؤولو إنفاذ القانون أنه بدلاً من التركيز على إرسال القوارب إلى إيطاليا، فإن المهربين في ليبيا ومصر، بل وفي تركيا أيضًا، قد حاولوا في الشهرين الماضيين إرسال قوارب خشبية بقدر ما إلى ألبانيا والجبل الأسود، حيث يمكن أن تصل القوارب دون أن يتم رصدها.

بريد إلكتروني: tkington@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا