سفينة Mistral تدخل في قائمة المشتريات المصرية للمعدات الفرنسية

وصول سفينة Mistral لميناء وسونغ البحري بشانغهاي في 9 مايو. (تصوير: ChinaFotoPress via Getty)

وصول سفينة Mistral لميناء وسونغ البحري بشانغهاي في 9 مايو. (تصوير: ChinaFotoPress via Getty)

لندن ــــ واصلت مصر سباق تسليحها السريع بمعدات الدفاع الفرنسية بإضافة حاملتي طائرات مروحية لقائمة مشترياتها كانت قد صممت خصيصًا من أجل روسيا قبل أن تتراجع باريس عن الاتفاقية كرد فعل منها على العدوان الروسي على أوكرانيا.

 هذا فيما أوضح خبراء شرق أوسطيين أن الهدف من تلك الخطوة المصرية هو تقليل الاعتماد على معدات الدفاع الأمريكية.

وتأتي صفقة الشراء الخاصة بسفينتيّ Mistral والتي تبلغ 950 مليون يورو (1.1 مليار دولار) الأخيرة في سلسلة طلبات حكومة عبد الفتاح السيسي للمعدات الفرنسية في الأشهر القليلة الماضية.

ففي سنة 2014، طلب الجانب المصري سفن طراز Gowind وسفن فئة FREMM من شركة DCNS و 24 مقاتلة Rafale  من طراز Dassault.

والآن، فقد اتسعت القائمة في نهاية الأسبوع الماضي لتشمل حاملتا طائرات مروحية.

وقد ذكر جيرالد ستاينبرغ، محلل استراتيجي وأستاذ بالعلوم السياسية في جامعة Bar Ilan بإسرائيل، أن من أحد جوانب الصفقة الجديرة بالملاحظة هي كونها خطوات ملموسة لنظام عبد الفتاح السيسي من أجل تنويع مصدر الدعم التقليدي ألا وهو الولايات المتحدة الأمريكية. مضيفًا أنه مع تتبع قرارات القاهرة المبكرة لهذا العام بخصوص شراء مقاتلات Rafale، فإن صفقة Mistral الأخيرة هي مجرد خطوة إضافية لتخفيف الاعتماد المصري على واشطنن.

ففي بيانه، أشار ستاينبيرغ إلى إن السيسي كان متنبهًا منذ بداية استيلائه على الحكم في 2013 وعزل محمد مرسي، الرئيس المنتخب بأغلبية لجماعة الإخوان المسلمين، لمسألة الاعتماد على الولايات المتحدة كمزوّد رئيسي لمصر.

مضيفًا: “بعدما فوجئ السيسي بفرض حظر الأسلحة من واشنطن، قام بقرار سياسي واعٍ لتحويل مصدر تسليحه، وهذا مع دعم مادي من المملكة العربية السعودية والدول الخليجية”.

أما من ناحية الجانب الأمريكي، فقد رفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت مبكر لهذا العام حظر تصدير السلاح لمصر بعد مدة عامين منذ استيلاء الحكومة العسكرية للسيسي على السلطة.

“تنويع مصادر الجيش هي استراتيجية جديدة لمصر ونهج رئيسي لضمان “السيادة الوطنية وحفظ الأمن القومي المصري” هذا ما جاء على لسان اللواء محمد عبد الله الشهاوي، المستشار العسكري والمحاضر في أكاديمية ناصر العسكرية بمصر. معقبًا “سوف يساهم دخول سفن Mistral في القضاء على الإرهاب بشكل كبير، حيث سوف تتمكن البحرية من استخدام تلك السفن في مواجهة الأهداف الساحلية بسرعة عالية كما أنها سوف تزيد من عدد الخيارات البحرية المستخدمة في القتال”.

فيما ذكرت جريدة Defense في وقت سابق أن المملكة السعودية هي التي تدعم البناء العسكري لمصر بما يشمل الصفقة الأخيرة. وهذا يوافق تصريحات مسؤولين فرنسيين في وقت سابق لهذا الشهر يتحدثون فيه عن أن السعودية قد توكل البحرية المصرية لحمايتها كقوة بحرية. فقد تورطت القوات العسكرية لكلتا البلدين في صراع دموي مع المتمردين في اليمن. فيما تحارب مصر الإسلاميين في منطقة سيناء كما شاركت في ضربات جوية ضد فصائل داعشية في ليبيا في أوائل هذا العام.

أيضًا، فإن سرعة فرنسا في تسليم بعض تلك المعدات هي مفاجئة بحد ذاتها. فبعد أشهر من توقيع مصر الصفقة مع فرنسا، استلمت الفرقاطة بالإضافة لأول ثلاث مقاتلات نفاثة من طراز Rafale، إذ تنازلت فرنسا عن شحنات التسليم لقواتها العسكرية الخاصة من أجل تنفيذ التسليح العسكري.

ولم تكن فرنسا فقط هي الدولة الوحيدة التي استطاعت عقد صفقة إعادة تسليح مع مصر.

ففي الأسبوع الماضي، ذكرت وكالة الأنباء الروسية TASS أنه عُقدت صفقة مع الجانب المصري لتزويده بـ50 طائرة مروحية مقاتلة طراز Kamov Ka-52. كما خصص البديل البحري لـطائرات Ka-52 لتجهيز البارجات الحربية الروسية بها.

كانت تلك البارجات الحربية على وشك التسليم لروسيا قبل أن تنسحب باريس من الصفقة كرد فعل على استيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ودعمها للانفصاليين في القتال للانفصال عن كييف.

كما ذكر في وسائل الإعلامية الروسية أنه من المحتمل أن تشتري مصر مقاتلات MiG النفاثة.

ساهم في هذا التقرير أندرو شاتر من لندن، عوّاد مصطفي من دبي وباربرا أوبل روم من تل أبيب.

Read in English

...قد ترغب أيضا