تركيا تتحول إلى شراء معدات عسكرية مخصصة لمكافحة الإرهاب مع تجدد العنف الكردي

أشخاص يتنقلون عبر الأنقاض في أحد شوارع منطقة سيلفان في ديار بكر عقب اندلاع اشتباكات بين الجيش التركي والمتمردين الأكراد في 19 أغسطس. (صورة: AFP عبر غيتي إيمدجز)

أشخاص يتنقلون عبر الأنقاض في أحد شوارع منطقة سيلفان في ديار بكر عقب اندلاع اشتباكات بين الجيش التركي والمتمردين الأكراد في 19 أغسطس. (صورة: AFP عبر غيتي إيمدجز)

أنقرة، تركيا – تعمل تلك الموجة المتجددة من الاشتباكات بين قوات الأمن التركية والميليشيات الكردية المسلحة، الساعين للاستقلال، على توجيه سياسة البلاد الخاصة بشراء الترسانة العسكرية نحو حرب غير متكافئة.

وفي هذا الصدد، قال أحد المسؤولين الكبار عن المشتريات العسكرية، “اكتسبت المعدات الخاصة بمكافحة الإرهاب مرة أخرى مكانة بارزة في ضوء الهجمات الإرهابية على قواتنا الأمنية”. “فالإرهابيون، على ما يبدو، قد بنوا الفخاخ المتفجرة وخططوا لتلك الهجمات أثناء فترة وقف إطلاق النار. ومن ثم، سيتم مواجهة ذلك من خلال المعدات الجديدة”.

وأضاف ضابط عسكري متناولاً قضايا مكافحة الإرهاب أن القيادة العسكرية قد أخطرت الحكومة بالفعل بشأن الحاجة الملحة إلى شراء معدات وأنظمة خاصة بمكافحة الإرهاب.

ويُذكر أن حزب العمال الكردستاني (بي كا كا) الساعي للاستقلال، والذي أدرجته تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، قد قتل ما يزيد عن 60 مسؤول أمني وأصاب المئات مع تزايد حدة الاشتباكات بعد أن أنهي حزب العمال الكردستاني الهدنة الممتدة لـ11 شهر في الحادي عشر من شهر يوليو.

وفي هذا الإطار قال محلل عسكري مقيم في أنقرة، “تتحرك أولوية المشتريات العسكرية مرة أخرى بعيدًا عن النظم التقليدية متجهةً نحو النظم المصممة خصيصًا لخوض حرب غير متكافئة”.

وجدير بالذكر أن وكالة المشتريات التركية، وهي وكيل الوزارة للصناعات الدفاعية (SSM)، قالت في 21 أغسطس أنها ستقوم بشراء 15 طائرة بدون طيار جديدة من أكبر شركة طيران في البلاد، وهي الشركة التركية لصناعات الفضاء Tusas التي تديرها الدولة، إلى جانب 15 طائرة أخرى بدون طيار من مشروع مشترك مملوك للقطاع الخاص، وهي شركة Kale-Baykar.

وأضافت الوكالة قائلة، “تعتبر اثني عشر طائرة من هذه الطائرات بدون طيار المخطط لشرائها (طلبات عاجلة)”. وسوف تستخدم وحدات مكافحة الإرهاب في الشرطة التركية كامل الثلاثين طائرة بدون طيار.

والشركة التركية لصناعات الفضاء هي المصنعة للطائرة بدون طيار Anka؛ وهي طائرة ذات ارتفاع تحليق متوسط وقدرة تحمل طيران طويلة. وفي عام 2013، اعتمد الجيش التركي إصدار Block A الخاص بها.  كما تعمل الشركة التركية لصناعات الفضاء على تصنيع الطائرة Anka S، والتي سيتم تدعيمها بقدرات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية. وسيتم تسليم الطائرة Anka S بحلول عام 2017.

أما شركة Kale-Baykar، فهي المصنعة للطائرة بدون طيار التكتيكية Bayraktar.  وفي عام 2014، أجرت الطائرة Bayraktar أول اختبار طيران أوتوماتيكي بالكامل في مطار عسكري يقع في شمال غرب تركيا.  وقد حلقت لمدة ثلاث ساعات على ارتفاع يقدر بـ18,750 قدم.

إضافة إلى ذلك، ففي يونيو 2014، وصلت هذه الطائرة بدون طيار إلى ارتفاع 27,000 قدم، علاوة على تحليقها لمدة ست ساعات ونصف[يتطلب العقد الذي أبرمته شركة Kale-Baykar مع الحكومة التركية أن تحلق الطائرة على ارتفاع 18,000 قدم]. وأخيرًا حلقت الطائرة على ارتفاع 18,000 قدم لمدة 24.5 ساعة.

ووفقًا للجهة المنتجة، فإن الطائرة Bayraktar تتميز بالبرامج والأنظمة الإلكترونية المحلية. كما أن الحد الأقصى من حمولة الإقلاع الخاصة بها هو 650 كجم. وتزعم شركة Kale-Baykar أنه بموجب برنامج الطائرة Bayraktar، طور الاتحاد العديد من الأنظمة الهامة في تكنولوجيا الطائرة بدون طيار، بما في ذلك التحكم في الطيران بثلاثة أنظمة احتياطية، وأنظمة الملاحة وتحديد المواقع بتقنية القصور الذاتي، ونظام الطيار الساكن، إضافة إلى وحدة التحكم في الطاقة، وبطارية ليثيوم ذكية، فضلاً عن كمبيوتر خاص بتسجيل البيانات الجوية، ونظام الاتصال المرئي، وكاميرا الذيل، علاوة على محطة التحكم الأرضي وبرامج القيادة والسيطرة.

وفي سياق متصل قال مسؤولون عسكريون أن الطائرة Bayraktar ستكون هي الحل الأمثل، خاصة في عمليات مكافحة الإرهاب نظرًا لما تتمتع به من “هدوء استثنائي”.

وبصرف النظر عن الطائرات بدون طيار، سيكون الجيش التركي في حاجة إلى المزيد من المركبات المقاومة للألغام؛ حيث إن معظم الهجمات التي يشنها حزب العمال الكردستاني تشمل العبوات الناسفة.

كما ذكر مسؤولون عسكريون أن ناقلات الأفراد المدرعة القياسية، Kobra، لا توفر الحماية الكافية للقوات. ويُذكر أن شركة Otokar، وهي شركة مصنعة للعربات المدرعة مملوكة للقطاع الخاص، هي المصنعة لناقلة الجنود المدرعة Kobra.

وبدلاً من ذلك، فإن الجيش بصدد شراء كميات أكبر من المركبة المدرعة Kirpi؛ وهي مركبة مدرعة مقاومة للألغام وتتمتع بوقاية ضد الكمائن. وجدير بالذكر أن شركة بي إم سي، وهي شركة أخرى مملوكة للقطاع الخاص، هي المصنعة للمركبة Kirpi.

هذا وقد صرح أحد ضباط الجيش على دراية بالنظم الأرضية قائلاً، “قد ننظر في أمر شراء [مركبات من طراز MRAP] جاهزة للشراء من موردين أجانب إذا لم تتمكن الشركة المحلية [بي إم سي] من التعامل مع هذا الطلب العاجل”.

وأضاف المحلل العسكري المقيم في أنقرة قائلاً، “في ظل هذه الظروف، فمن المرجح أن تحظى العديد من الأنظمة كالطائرات بدون طيار والمركبات المدرعة بمختلف أنواعها والذخائر الذكية بأهمية كبيرة ضمن المشتريات المدرجة في قوائم التسوق”. “فهذه المرة لن تكون مختلفة”.

بريد إلكتروني: bbekdil@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا