يدلين يدعو إلى إبرام اتفاقية أمريكية موازية مع إسرائيل بشان إيران

الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يدلين يتحدث في مناسبة 7 فبراير. (صورة: سيباستيان ودمان/شبكة القيادة الأوروبية الألمانية)

الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الإسرائيلي عاموس يدلين يتحدث في مناسبة 7 فبراير. (صورة: سيباستيان ودمان/شبكة القيادة الأوروبية الألمانية)

تل أبيب، إسرائيل – حث استراتيجي إسرائيلي بارز الأحد، محذرا من تدخل غير مرغوب فيه من القدس في الجدل الدائر في واشنطن بشأن الاتفاق النووي الإيراني، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على صياغة اتفاقية ثنائية موازية تهدف إلى تقليل المخاوف بشأن الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني (JCPOA) التي أُبرمت في شهر يوليو بين القوى العالمية وإيران.

وبدلاً من بذل المزيد من الجهد في محاربة اتفاقية على ما يبدو أنها محمية من حق النقض الفيتو، يدعو الجنرال في سلاح الجو الإسرائيلي المتقاعد  عاموس يدلين- الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية ووزير الدفاع في حكومة الظل المشكلة من حزب الاتحاد الصهيوني الإسرائيلي المعارض- لإبرام اتفاقية من ثلاثة أجزاء مع واشنطن للتعامل مع التداعيات التقليدية والسياسية الناتجة عما يسمى باتفاقية مجموعة الـ5+1.

وفي 30 أغسطس، كتب يدلين في جريدة ينشرها معهد الدراسات القومية والاستراتيجية، وهو مركز أبحاث في تل أبيب يرأسه يدلين، يقول، “على الرغم من قناعتي بأن هذه الاتفاقية تنطوي على مخاطر محتملة تهدد إسرائيل، إلا أنني أناصر موقفي السابق؛ وهو أنه ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تتجنب التدخل في الجدل الداخلي في الولايات المتحدة بشأن هذه القضية المشحونة للغاية”.

“ومن ثم، فأنا أدعو رئيس الوزراء نتنياهو إلى اتخاذ بعض التدابير الآن نحو صياغة اتفاقية موازية بين إسرائيل والولايات المتحدة تهدف إلى معالجة نقاط الضعف في الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني”.

ويشدد يدلين- وهو أحد الصقور الأمنية البراجماتية من الناحية السياسية مع تمتعه بسهولة الوصول إلى كلا طرفي القضية هنا وفي واشنطن- على ضرورة أن تحمل الاتفاقية الثنائية قوة القانون وينبغي ألا تتحول إلى مجرد تفاهمات أو تبادل خطابات.

وكتب يقول، “ويبين التاريخ الحديث أن الخطابات والتفاهمات … لم تكن الإدارات اللاحقة تعترف بها من الناحية العملية. وبالتالي، فيما يتعلق بمثل هذه القضايا الحرجة للغاية، فإنه من الضروري إبرام اتفاقية رسمية موقعة تحدد استراتيجية لمواجهة التهديدات المستقبلية القادمة من إيران”.

وعلى الصعيد النووي، كتب يدلين مشيرًا إلى أنه ينبغي أن تتضمن الاتفاقية الأمريكية الإسرائيلية جهودًا عملياتية واستخباراتية مشتركة تهدف إلى معالجة العيوب المحتملة في نظام التفتيش التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، أو مخاطر الانتشار الإقليمي، أو السيناريوهات التي تسعى من خلالها إيران إلى امتلاك قدرات نووية عن طريق بلد ثالث.

وكتب يقول، “إن ضعف إجراءات الرقابة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خاصة في المواقع الإيرانية غير المعلنة، يجعل من الضروري استكمال جهود التفتيش بأعلى مستويات ممكنة من الذكاء، بحيث يتم الاحتفاظ بهذه الصورة الجيدة عن الوضع النووي الإيراني في جميع الأوقات”.

ويبدو أن اقتراحات يدلين تتوافق على الأقل مع بعض الضمانات التي سبق وأن أقرها الرئيس باراك أوباما بالفعل فيما يتعلق برقابة أمريكية مستقلة على تنفيذ الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني. وفي خطابه المرسل إلى النائب جيرولد نادلر، النائب عن ولاية نيويورك، بتاريخ 19 أغسطس، قال أوباما أنه أوعز إلى وزارة الخارجية لإنشاء مكتب تنفيذ للاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني يرأسه مسؤول برتبة سفير لتنسيق الرقابة وموافاة الكونجرس بالتقارير بانتظام.

ومع ذلك، يصر يدلين على أن الاتفاقية الإسرائيلية الأمريكية الموازية “تمثل ردًا” على الانتهاكات الإيرانية المحتملة وما من شأنه، على وجه التحديد، أن يشكل خرقًا للاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني يبدو أنه يتعارض مع موقف أوباما.

وفي نفس الخطاب المرسل إلى نادلر بتاريخ 19 أغسطس، أشار أوباما إلى أن واشنطن “ستحافظ على المرونة كي نقرر ما هي التدابير التي نراها نحن وحلفاؤنا مناسبة للرد السريع على أي إجراء يمثل عدم امتثال لشروط الاتفاقية”. ومع ذلك، شدد أوباما على أنه إذا “أخطرت الولايات المتحدة إيران بالردود المحتملة على أي خروقات محتملة”، فإن ذلك سيكون له “نتائج عكسية” ويمكن أن يضر بإجراءات الردع.

وعلى الصعيد التقليدي، قال يدلين أنه ينبغي تكون الاتفاقية الأمريكية الإسرائيلية بمثابة الأساس لحملة مُنسقة متواصلة لمكافحة دعم إيران للقوات الإرهابية التي تقاتل بالنيابة عنها، إلى جانب دعم الأنشطة التي من شأنها زعزعة الاستقرار في المنطقة. وبصرف النظر عن إضعاف رعاية إيران لحزب الله فى لبنان، قال يدلين أنه ينبغي أن يكون الهدف المشترك هو إزالة “نظام بشار الأسد السفاح” في سوريا.

وكتب يقول، “إن التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة يتمثل في صياغة سياسة ذات مسار مزدوج؛ فمن ناحية تتعاون مع إيران في تنفيذ الاتفاق النووي، ومن ناحية أخرى تحدد مبادئ التصرف الهجومي ضد النشاط الإيراني التخريبي في المنطقة”.

كما أشار إلى ضرورة تقوية “الشركاء المعتدلين والبراجماتيين في المنطقة” مثل الأردن ومصر والفصائل المعتدلة في سوريا، فضلاً عن لبنان والسلطة الفلسطينية، حيث وصف ذلك بأنه الجانب الآخر من جوانب التعاون بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

ووفقًا لما ذكره يدلين، يجب أن تُظهر المرحلة السياسية في اتفاقه المقترح ذي المحاور الثلاثة لإيران “قوة التحالف الثنائي، إلى جانب ما تتمتع به إسرائيل من مستويات واسعة النطاق من الدعم بين الشعب والكونجرس الأمريكيين”.

ومن بين مظاهر هذا الدعم، استشهد يدلين بتعهد أوباما المتكرر بإبرام اتفاقية جديدة للتمويل العسكري الخارجي مدتها 10 سنوات؛ والاعتراف الأمريكي الرسمي بأن القدس عاصمة إسرائيل؛ ورفع إسرائيل إلى مرتبة شركاء تبادل المعلومات والاستخباراتية مع الولايات المتحدة وهم استراليا وكندا ونيوزيلندا والمملكة المتحدة، وهو ما يعرف بمجموعة خمسة عيون.

ويشدد يدلين على أن الاتفاق الموازي بين إسرائيل والولايات المتحدة سيفعل الكثير للحد من المخاوف على كلا طرفي الجدل السياسي الخلافي الدائر بشدة في جميع أرجاء واشنطن. ” اعترف أولئك الذين يدعمون الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني بأنها تتضمن تفاصيل محفوفة بالمخاطر؛ والاتفاقية الموازية من شأنها توفير رد معقول لمواجهة تلك المخاطر”.

“وفي نفس الوقت، وفيما يتعلق بمعارضي الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني الذين يتفقون على أن تنفيذها يحمل العديد من المخاطر الجسيمة على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة وحلفائها سيجدون أن الاتفاقية الموازية تقدم أجوبة عملية وملموسة على الكثير من مخاوفهم”.

وأضاف: “يجب أن تتحرك القيادة المسؤولة في إسرائيل إلى حدود أبعد من مجرد الاعتراض على الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني، إلى جانب تحديث استراتيجية إسرائيلية للتصدي لهذه الاتفاقية والتغييرات التي سوف تجلبها. ويجب أن توضع هذه الاستراتيجية وتُنفذ جنبًا إلى جنب مع الولايات المتحدة، الحليف الأكبر لإسرائيل، بطريقة من شأنها أن تقلل قدر الإمكان من تلك المخاطر”.

بريد إلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا