المملكة المتحدة تزود العراق بسرب طائرات من طراز Tornado لمواصلة جهود القصف الجوي

طائرة من طراز Tornado GR4 تابعة سلاح الجو الملكي البريطاني تعود إلى أكروتيري في قبرص بعد القيام بطلعة استطلاع مسلحة لدعم العملية Shader.  (صورة: العريف نيل برايدن من سلاح الجو الملكي البريطاني/حقوق نشر التاج الملكي (2015))

طائرة من طراز Tornado GR4 تابعة سلاح الجو الملكي البريطاني تعود إلى أكروتيري في قبرص بعد القيام بطلعة استطلاع مسلحة لدعم العملية Shader. (صورة: العريف نيل برايدن من سلاح الجو الملكي البريطاني/حقوق نشر التاج الملكي (2015))

لندن – لقد نظرت الحكومة البريطانية في أمر استبعاد الطائرات الهجومية Tornado GR4 من أجل الحفاظ على مواصلة عملياتها ضد الأهداف التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

وقد أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون خلال زيارته لبغداد في الثالث من أغسطس أن سربًا مكون من 12 طائرة (قاذفة) سيستمر في التحليق لمدة سنة أخرى.

وجدير بالذكر أن سلاح الجو الملكي البريطاني لديه ثمان طائرات من طراز Tornado متمركزة في أكروتيري، في قبرص، حيث كانت تقلع للقيام بمهام هجومية وطلعات استطلاع تكتيكي في العراق منذ العام الماضي.  وكان من المفترض تسريح السرب كجزء من عملية التخفيض التدريجي لطائرات Tornado، ولكن النقص في الطائرات المتاحة أدى إلى تمديد الحكومة لأمد العمليات باستخدام الطائرات الهجومية حتى عام 2016. هذا وقد تم الإعلان عن تمديد العمليات حتى مارس 2017.

إضافة إلى ذلك، فمن المقرر خروج السربين Tornado الأخيرين من الخدمة في 2019، وهو الوقت الذي يجب أن يتم فيه تجهيز أسطول الطائرات Typhoonمتعددة المهام التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني لحمل مجموعة مماثلة من الأسلحة الجو-أرض.

كما أنه جاري دمج صواريخ MBDA Brimstone and Storm Shadow على الطائرات من طراز Typhoon.   علاوة على ذلك، فقد تم تجهيز الطائرات بالفعل لحمل القنابل الموجهة بدقة من طراز Raytheon Paveway IV.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تستعد فيه الحكومة البريطانية لتقديم طلب للبرلمان في وقت لاحق من هذا العام بالموافقة على تمديد الضربات الجوية لتشمل أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.  ويُذكر أن سلاح الجو الملكي البريطاني كان قادرًا على القيام بمهمات استطلاعية فوق سوريا ولكن لم يكن مسموحًا له بتوجيه ضربات جوية هناك.

وفي سياق متصل، أصدرت وزارة الدفاع البريطانية اليوم أرقامًا جديدة تفصل حجم العمليات التي قامت بها الطائرات Tornado ضد تنظيم الدولة الإسلامية منذ أواخر سبتمبر 2014. وتوضح الأرقام أنه تم إطلاق 214 قنبلة من طراز Paveway IV و86 صاروخ من طراز Brimstone خلال 1162 مهمة.

وقال فاللون، “نحن نريد أن نضمن الحفاظ على هذا الإيقاع العملياتي الحاسم، ولذا فإننا سنمد من مدة خدمة السرب رقم 12 لسنة أخرى حتى مارس 2017”.  “وهذا سيسمح لنا بمواصلة جهودنا، إلى جانب مساعدة العراقيين في أخذ زمام المبادرة في القتال على الأرض”.

وبصرف النظر عن الطائرات Tornado، فقد قام سلاح الجو الملكي البريطاني بنشر أسطوله من الطائرات بدون طيار General Atomic Reaper ضد أهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية.

كما يسلط القرار بالإبقاء على سرب الطائرات Tornado لمدة سنة أخرى الضوء على النقص الذي يعاني منه سلاح الجو الملكي البريطاني في أسراب الطائرات المقاتلة.

وفي هذا الإطار، قال رئيس هيئة الأركان في وزارة الدفاع الجنرال نيك هوتون، خلال مؤتمر خاص بالقوات الجوية في لندن الشهر الماضي، أن نشر سلاح الجو الملكي البريطاني في الداخل والخارج قد”وضعنا أمام القيود نفسها فيما يخص قدرات وتوافر الطائرات السريعة”.

وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2019، سيصل المخزون البريطاني من الطائرات المقاتلة كما هو مخطط له حاليًا إلى 127 طائرة فقط من طائرات الخطوط الأمامية- يكون معظمها أساسًا من طائرات Typhoons، ولكن سيتم البدء أيضًا في إدخال عدد قليل من طائرات Lockheed Martin F-35B في الخدمة.  هذا ويتشارك سلاح الجو الملكي البريطاني مع البحرية الملكية البريطانية في استخدام طائرات F-35.

ومن ناحية أخرى، قال المحلل العسكري هوارد ويلدون أنه يأمل أن التأجيل الأخير لاستبعاد سرب الطائرات Tornado يشير بأن الحكومة البريطانية على وشك فهم المشكلات المتعلقة بوجود عدد قليل جدًا من الطائرات المقاتلة.

وأضاف ويلدون قائلاً، “مع التخفيض لستة أسراب طائرات فقط بموجب الخطط المستقبلية لعام 2020 الخاصة بمستقبل القوات التي صدرت عن المراجعة الاستراتيجية للأمن والدفاع في عام 2010 قبل خمس سنوات، فإن تمديد الخدمة لسرب الطائرات Tornado رقم 12 يُعد دليلاً إضافيًا، إذا كان ذلك ضروريًا، على أن قدرات سلاح الجو الملكي البريطاني من الطائرات السريعة الآن منهكة بشكل خطير”. “ما يشير إليه إعلان (فالون) على نحو مأمول ليس فقط اعتراف الحكومة المتأخر بأن المضي قدمًا في الاستثمارات المخطط لها في طائرات Typhoon هو شيء مهم للغاية، بل يشير أيضًا إلى أن سلاح الجو الملكي البريطاني في حاجة إلى ضعف عدد أسراب الطائرات السريعة التي يتم التخطيط للحصول عليها”.

ومن المتوقع أن تعالج مراجعة استراتيجية جديدة للأمن والدفاع تجريها حكومة المحافظين هنا قضية أعداد الطائرات المقاتلة.  إضافة إلى ذلك، فمن المرجح أن يندرج العدد الإجمالي من طائرات F-35 المطلوب شراؤها، إلى جانب الإرجاء المحتمل لتنفيذ التخلص التدريجي من حوالي 50 طائرة من طراز Tranche 1 Typhoon، والذي تقرر تنفيذه الآن في 2019، ضمن القرارات التي تتخذها المراجعة الاستراتيجية للأمن والدفاع، والتي من المتوقع نشرها في الربع الرابع من هذا العام.

بريد إلكتروني: achuter@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا