باكستان تساعد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن

Pakistani protesters chant slogans in support of Saudi Arabia at a rally in Karachi on March 27. (Photo: Arif Ali/AFP/Getty Images)

متظاهرون باكستانيون يهتفون بشعارات تؤيد السعودية في مسيرة بكراتشي في 27 مارس. (الصورة: عريف علي/ايه إف بي/جيتي إيمدجز)

إسلام أباد — المحللون غير متأكدين من كيف ستسهم باكستان في التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن الآن بعد أن ألزمت نفسها به. ويقولون أن الجيش والقوات الجوية منهمكان في باكستان في قتال حركة طالبان الباكستانية، ولكن علاقتها مع الرياض لم تترك لها خيارًا إلا أن تشارك.

ورغم إبلاغها أنها عضوٌ في التحالف، فإن باكستان حتى الآن تعهدت بالدفاع عن سلامة الأراضي السعودية، وليس التدخل في التحرك العسكري في اليمن.

يبدو أن هناك رغبة محلية قليلة في باكستان تجاه العملية اليمنية بسبب مخاوف رد الفعل السلبي من صراعٍ طائفيّ أوسع.

يقول الملحق العسكري الأسترالي السابق إلى إسلام أباد “بريان كلوفلي” أن هناك أيضًا دعم قليل للمهمة داخل الجيش الباكستاني، ولكنه أشار إلى أن القيادة العسكرية يمكن أن تخضع لرئيس الوزراء.

ووفقًا للجنرال آصف باجوا، رئيس فرع العلاقات الإعلامية الداخلية بالجيش، فإن الجيش لديه بالفعل حوالي 300  فرد في السعودية. وهم يشاركون في سامسون 5، أحدث سلسلة من المناورات العسكرية الثنائية السنوية، ولكنه نفى أي صلة لهم بالوضع القائم.

ومع ذلك، أشارت التقارير إلى أن رئيس الوزراء نواز شريف يوم الاثنين قد وافق على تقديم الدعم الكامل للعملية، وأن هذا كان مصدرًا لمناقشات ثنائية لعدة شهور.

ومن المقرر أن يزور وفد حكومي باكستاني السعودية في الأيام القليلة المقبلة لمناقشة الموضوع بشكل أوسع.

يقول كلود راكيستس، زميل غير مقيم في مركز المجلس الأطلسي في جنوب آسيا، أن باكستان مجبرة على المشاركة بسبب تاريخ من السخاء المقدمّ لها من قبل السعوديين.

وقال أن “رئيس الوزراء الباكستاني “يعمل الجانب الذي في مصلحته. ومع الأخذ في الاعتبار ما قدمته السعودية على مدار السنوات الماضية لضمان عدم غرق باكستان ماليًا، يمكنني القول أن باكستان ليست لديها خيارات كثيرة بشأن ما إذا كانت ستقدم المساعدة العسكرية للسعودية أم لا”.

ورغم أن إسلام أباد تريد تحسين علقتها بجارتها طهران التي تدعم الحوثيين، فإن باكستان “لن تستطيع أن تبقى على الحياد، وستُضطر إلى اختيار تقديم المساعدة للسعودية، حتى ولو كان هذا رمزيًا فقط”.

وأضاف أن “السعودية لن تسامح باكستان أبدًا إذا لم تتجاوب مع طلب المساعدة العسكرية”.

ولكننا غير متأكدين مما سينطوي عليه هذا الأمرُ فعليًا، “فمع العملية العسكرية الجارية في المناطق القبلية، سيكون الجيش العسكري مقيدًا بما يمكنه تقديمه على الأرض”.

تجري الآن مناقشة عدد من الاحتمالات، بما فيها اختيار فرقة من بين جنود الاحتياط بالجيش لتسليحها من قِبل السعوديين.

ورغم ذلك، يقول كلوفلي أنه “لن يكون من الحكمة أن تُرسل باكستان قواتٍ برية، لأنه حتى لو دفع السعوديون أموالًا [وهو ما نفترض أنهم سيقومون به]، فإن خطوط الاتصال ستكون طويلة جدًا، ومشكلات الإمدادات اللوجيستية ستكون هائلة”.

وأضف أن “الجيش مدرب على الحرب في شبه القارة، وأن إرسال قوة تدخل سريع خارج البلاد سوف يستغرق وقتًا طويلًا جدًا.”

يعتقد كلوفلي أن أي إسهام من قِبل باكستان سيكون في صورٍ قوةٍ رمزية صغيرة.

“أعتقد أنها ستكون عدة طائرات. ستكون تجربة جيدة للطيارين ولن تُكلف أي شيء”.

وقال أيضًا أن إرسال فرقاطة قد تكون مساهمة جديرة بالاهتمام.

هناك سفينة حربية باكستانية بالفعل في طريقها إلى عدن للمساعدة في إجلاء الرعايا الباكستانيين المتبقين هناك. تم نقلهم بعضهم جوًا إلى باكستان عبر السعودية خلال عطلة نهاية الأسبوع، ولكن البعض الآخر لا يزال محتجزًا بسبب القتال.

يقول المحلل هاريس خان من مركز أبحاث الاتحاد العسكري الباكستاني أن باكستان أمامها خياران.

حيث قال: “باكستان يمكنها المساعدة بطريقتين: الأولى، أن ترسل قوات خاصة لمساعدة [السعودية] في عمليات محددة ومركزية، والثانية أن ترسل سفنًا لفرض نوعٍ من الحدود الأمنية حول خليج عدن.

وأضاف أن “الأسطول الباكستاني هو بالفعل جزء من CFT-150  في العقد الماضي أو أكثر، ولديه خبرة جيدة جدًا في التعامل مع البيئة في خليج عدن وحوله”.

CTF-150  هي بعثة بحرية متعددة الجنسيات لمكافحة الإرهاب تعمل في بحر العرب وشمال غرب منطقة المحيط الهندي. وقد كان الأسطول الباكستاني أيضًا لبعض الوقت عضوًا في CTF-151  التي تكافح القرصنة الصومالية في المنطقة نفسها.

ولكن خان لا يؤيد عملية برية عامة.

حيث قال أن “نشر قوات باكستانية نظامية وأصول تابعة للقوات الجويية وإشراكها في قتال المتمردين في اليمن لن يكون قرارًا حكيمًا لأن هؤلاء المتمردين مدعومون مباشرة من [طهران]”.

وقال أن السعودية يجب أن تجري عمليات برية مع حلفائها الآخرين.

“فيما يتعلق بالعمليات البرية، فإن سياسة السعودية حتى الآن هي ألا تجعل عدن تسقط في أيدي المتمردين وأن المدينة يمكن حمايتها والدفاع عنها بأصولٍ برية [سعودية] مدعومة من الحرس الوطني السعودي إلى جانب قوات من مصر واليمن والسودان”,

وهو يعتقد أنه ليست هناك سبب قوي يدفع القوات الجوية الباكستانية للمشاركة لأن “القوة الجوية [السعودية] ليس لها نظير في المنطقة وسوف تتمكمن من السيطرة على الجو دون أية مشكلات وتقديم الدعم الأرض-جو الذي تحتاجه القوات البرية بشكلٍ كبير”.

البريد الإلكتروني: uansari@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا