بزوغ السعودية كقائد إقليمي جديد

Saudi Brig. Gen. Ahmed Asiri, spokesman of the Saudi-led coalition forces, speaks to the media next to a replica of a Tornado fighter jet at the Riyadh airbase on March 26. (Photo: Fayez Nureldine/AFP)

العميد السعودي أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف الذي تقوده السعودية، يتحدث لوسائل الإعلام وإلى جواره نموذج مصغر لمقاتلة Tornado في قاعدة الرياض الجوية في 26 مارس. (الصورة: فايز نور الدين/ايه إف بي)

أبو ظبي – في غضون فترة 24 ساعة، سبب ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز صدمة كبيرة لأجهزة الاستخبارات الإيرانية، وقدَّم المملكة كقائد للعالم العربي وأعاد تنظيم القوى الإقليمة لتأسيس تحالف كبير لصدّ النفوذ الإيراني في المنطقة.

كان الإعداد لعملية عاصفة الحزم يجري منذ شهور منذ وصول سلمان بن عبد العزيز إلى عرش السعودية، وفق محليين سعوديين.

واجهت العملية أيضًا المخاوف المحلية بشأن الوجود الحوثي على طول الحدود السعودية الجنوبية، وفق المحلل السياسي الإقليمي والكاتب علي الشهابي.

وقال “هذه العملية هي تحركٌ مهم جدًا من السعودية. بدايةً، هي موجهة للرأي العام السعودي الذي كانت مخاوفه تزداد بشأن قوة إيران المحيطة بالمملكة وقوة السعودية في مواجهتها وحقيقة انسجاب الولايات المتحدة من المنطقة تاركةً الساحة خالية أمام إيران لتوسيع نفوذها. لذا فإن اتخاذ السعودية لإجراء هجوميّ الآن هو مصدرٌ للتأييد الشعبيّ الواسع داخل المملكة”.

وأضاف “هذه الخطوة تعكس أيضًا بزوغ نجم قائدين شابين إلى جانب الملك نفسه: ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف ووزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي الأمير محمد بن سلمان. وهذه السياسة الاستباقية ليست هي النمط السعودي التقليدي وأعتقد أن هذين القائدين الشابين قد لعبا دورًا رئيسيًا في الحث عليها. وسوف تتأثر مصداقيتهما بدورها بنجاح أو فشل هذه العملية.”

وقال إبراهيم الميري، وهو محلل عسكري وأمني سعودي، أن الضربات الجوية الدقيقة وجهتها عمليات لجمع المعلومات الاستخباراتية تمت خلال الشهور الماضية لتحديد الأهداف المحتملة.

وأضاف أن “العمليات التي أجريت تضمنت استطلاعًا إلكترونيًا للقدرات والمعدات الإلكترونية التي تستخدمها قوات الحوثيين وأنصار [الرئيس اليمني السابق] علي عبد لله صالح كذلك.

وقال مصطفى العاني، مدير البرنامج العسكري والأمني في مركز الخليج للأبحاث، أن القوات الأمريكية في المنطقة ساعدت في عملية جمع المعلومات الاستخبارات للضربات الجوية السعودية في اليمن.

وقال أن “قدرات مراقبة الاستخبارات والاستطلاع المطلوبة لتحديد الأهداف ليست متوفرة لدى الدول الأعضاء في الائتلاف ولكن تم توفيرها من قِبل الولايات المتحدة”.

وصرَّح الميري أنه بالإضافة لذلك، تتضمن مشاركة الولايات المتحدة في أنشطة الائتلاف أيضًا حماية خليج عدن ومضيق باب المندب، وذلك حسب تصريح قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال لويد أوستن.

وقال الميري “العملية الحالية لها سبعة أهداف: الأول هو تدمير القوة الجوية اليمنية وأنظمة الدفاع الجوي يتبعه القضاء على جيوب المقاومة الجوية، ثم تحقيق السيادة في الجو”.

المرحلة الرابعة هي تحقيق السيطرة الكاملة على مسرح العملية، يليه إلقاء القبض على الرموز الرئيسية وإعادة الانتشار أخيرًا من قبل القوات اليمنية.

وفقا للميري، سيتم تشكيل القوات البرية التي سيتم نشرها من القوات الخاصة اليمنية والقبائل والفصائل الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، في حين أن قوات التحالف العربية ستكون جاهزة للتدخل وتقديم الدعم الجوي للعمليات برية.

وكانت الاستجابة الإيرانية مصدومة، وفقًا لعلي رضا نوري زاده، مدير مركز الدراسات الإيرانية العربية في لندن.

حيث قال “أخبرتني مصادر في الحكومة الإيرانية أن مجلس الدفاع الإيراني اجتمع في حالة من الفوضى في الثاثة صباحًا بتوقيت طهران يوم الثلاثاء عند تلقيه أخبار الضربات الجوية،

لقد أخطأت الحكومة الإيرانية حساب رد الفعل الإقليمي وأخطأت حساب الرد الأمريكي أيضًا. وقد أخبرتني مصادر بالحكومة الإيرانية في الماضي أن إدارة أوباما تؤيدنا وتدعم الحوثيين لأن الحوثيين سيعملون على احتواء القاعدة في اليمن.

لم تتوقع أجهزة الاستخبارات الإيرانية حتى مثل هذه الضربة حيث كانت قنوات التلفزيون الوطنية، بعد ساعات من بدء الضربات فقط، تُبث أخبارًا عن سيطرة فصائل الحوثيين على مدينة عدن في الجنوب وأن الرئيس هادي فرّ من البلاد.”

وقال نوري زاده أن فشل الاستخبارات الإيرانية في اليمن يرجع إلى أن إيران وجدت التدخل في اليمن وفرض سيطرتها عليه أمرًا سهلًا في البداية.

وقال “هذا التحرك في اليمن يختلف عما يحدث في العراق. اليمن أبعد عن إيران من العراق والآن بعد وضع أنظمة الصواريخ وأنظمة الاستخبارات والاستطلاع في اليمن، كيف سيتمكنون من استعادتها.”

يعمل التحالف الإقليمي منذ شهور ويضم السعودية والإمارات والبحرين والكويت وقطر والأردن والمغرب ومصر والسودان إلى جانب باكستان.

وكان المؤشر الأكبر هو تغير السياسة الخارجية السودانية إلى النقيض، حيث كان السودان حليفًا مقربًا من إيران.

وأقد صرّح مصدر بالحكومة الإماراتية لمجلة أخبار الدفاع أن “السودان غيرت سياستها الخارجية منذ فبراير واقترب أكثر من دول الخليج” وأضاف المصدر أن “زيارة الرئيس عمر البشير خلال معرض آيدكس 2015 في أبو ظبي وزيارته إلى السعودية الأسبوع الماضي حددت مشاركة السودان في التحالف”.

إضافة لذلك، فقد أعادت زيارات الرئيس التركي رجب طيب أردغان في مارس وتصريحاته الأخيرة تركيا إلى الميدان السياسيّ الخليجي بعد الانقسام الناتج عن دعمه لجماعة الإخوان المسلمين.

وفي إطار الوضع الحالي للعمليات، ستكون الفكرة هي الضغط على صالح والحوثيين للجلوس على مائدة المفاوضات، وذلك وفق لمحلل الشؤون الجيوسياسية في الخليج العربي تيودور كاراسيك.

حيث قال أن “الحملة الجوية صُممت أيضًا للقضاء على أكبر عدد ممكن من المعدات العسكرية الحوثية. فمن المهم النظر إلى أسلحة وقدرات الحوثيين المماثلة لحزب الله، علمًا بأن كلا الفريقين يحصلن عليها من نفس الجهة الراعية، إيران.”

وأضاف كاراسيك أن “الحوثيين يمتلكون أنظمة يمكن أن تضرب تقريبًا أي مكان في السعودية والجزء الأدنى من دول الخليج، وفيما يتعلق بالعمليات غير المتكافئة فإنهم قادرون على ضرب أهداف معتادة للهجمات الإرهابية مثل المباني الحكومية والمعالم البارزة وتشمل الفنادق والبنية التحتية”.

وقال كاراسيك أن الحملة كلما طالت ازداد الضرر الذي سيلحق بالاستقرار في جنوب شبه الجزيرة العربية وحولها.

خلال اجتماعات القمة العربية الأسبوع الماضي في القاهرة، أعلن وزراء خارجية الجامعة العربية موافقتهم من حيث الشكل على تشكيل قوة عربية مشتركة للتدخل السريع في مناطق الاضطرابات الساخنة.

البريد الإلكتروني: amustafa@defensenews.com

Twitter: @awadz

Read in English

...قد ترغب أيضا