طيارو القوات الجوية الأمريكية يخططون للانتشار “السريع” لطائرات F-22

Raptor landing

واشنطن ما بدأ كفكرة وليدة تم سطرها على منديل مائدة في أحد مقاهي ألاسكا تحول الآن إلى إحدى القدرات التي تتمتع بها القوات الجوية الأمريكية، والتي من شأنها تغيير كيفية انتشار طائرات F-22 في مناطق المحيط الهادئ ومختلف بقاع العالم.

في عام 2008، طرأت لطيارين لطائرات F-22 فكرة استخدام طائرة النقل العسكرية طراز C-17 للمساعدة في الانتشار السريع لما يصل إلى أربع طائرات Raptor إلى أية قاعدة عند الضرورة. يمكن تحميل Globemaster بكافة المعدات والأسلحة التي تحتاج إليها طائرات Raptor، ونشرها في أي قاعدة عمليات مستقبلية في غضون أيام، إن لم يكن خلال ساعات.

يقول العقيد ديفيد بيفاريرو، نائب قائد المجموعة المقاتلة 477: "في عام 2008، كان هناك طياران مقاتلان يجلسان في أحد المقاهي، يتأملان التهديدات القائمة والمتمثلة في انتشار التهديدات الأرضية – الجوية بعيدة المدى، والتهديدات المضادة للوصول إلى/ حماية المناطق. كنا نتساءل عن كيفية اقتحام مثل تلك الأماكن، وكيف يمكننا إبعاد العدو عن أرض معركته بينما نفرض هيمنة القوات الأمريكية."

بعد قضاء سنوات في التطوير، بدأت مجموعة Rapid Raptor في إجراء اختبار تشغيلي وتقييم بعد إقامة عرض توضيحي ناجح في أغسطس في القاعدة المشتركة Elmendorf-Richardson في ألاسكا.

ويتمثل أساس الفكرة في قيام سرية مقاتلة، ووحدة لصيانة الطائرات باستخدام مجموعة مكونة من أربع طائرات F-22 وC-17 مع مجموعة مخصصة من أفراد الصيانة المدربين. يقوم أفراد الصيانة والأطقم الأرضية بتحميل كافة معدات الصيانة والأسلحة الخاصة بـ C-17، والطيران بطائرات F-22 إلى القواعد التي يقررها القادة المقاتلون. تؤدي هذه الفكرة إلى توفير قدر كبير من التخطيط والمواد اللوجستية، والتكاليف النقدية التي يلزم توافرها في المعتاد لجدولة أية عملية انتشار، وهو ما يمنح بذلك للقوات الجوية القدرة على نشر أقوى مقاتلاتها سريعًا في مواقع لم تكن متاحة في المعتاد في مختلف أنحاء العالم.

كما ذكر بيفاريرو أنه "إذا تسنى لنا تحقيق عمليات الانتشار قصيرة المدة والأجل والسريعة تلك للمجموعات الصغيرة، فسيكون في مقدورنا التواجد في الدول التي لا ترحب بوجود قواعد لنا، أو حضور دائم بها."

وفي ظل بيئات الصراع، يمكن أن يؤثر الانتشار السريع لطائرات Raptor في دورة اتخاذ القرار لدى الأعداء، وفقًا لقول العقيد.

تم تطوير هذه الفكرة تحت قيادة المحيط الهادئ، وهو ما يعني إمكانية نشر طائرات F-22 المخصصة لتلك المنطقة على نحو سريع إلى المناطق التي تمثل تهديدًا معاديًا في إقليم آسيا والمحيط الهادئ. تقوم القوات الجوية بالفعل بنشر طائرات F-22 على نحو منتظم إلى قواعد مثل قاعدة Kadena الجوية في اليابان.

لقد كان العرض التوضيحي الذي تم في أغسطس هو الثالث الذي ينظمه الجناح الثالث والمجموعة المقاتلة 477 خلال الأربع سنوات الماضية. علاوة على الطيارين وعمال الصيانة الموجودين في Elmendorf، شارك في وضع الفكرة طيارون من سرية الاختبار والتقييم رقم 422، وكلية القوات الجوية للسلاح، ورئيس أركان مجموعة الدراسات الاستراتيجية للقوات الجوية.

وأضاف بيفاريرو قائلاً إن هذه لا تعد المرة الأولى التي تقوم فيها القوات العسكرية بالتركيز على مجموعة من الطائرات سريعة الانتشار. فهذه الاستراتيجية قيد الاستخدام بالفعل من قبل قوات العمليات الخاصة، مثل بعض وحدات الطيران العسكري، إلا أنها المرة الأولى التي يُتاح فيها تنفيذ الانتشار السريع لطائرات الجيل الخامس على هذا النحو.

ويقول العقيد لانسينج بيلش، قائد مجموعة عمليات الجناح الثالث، إن المجموعة تركز على مواصلة استغلال تلك القدرة. هذا، ولقد تم إرسال تقرير الاختبار المعني بالعرض التوضيحي الذي تم إجراؤه في أغسطس إلى مركز الحروب التابع للقوات الجوية؛ للحصول على الموافقة.

يقول بيلش: "من يدري إلى أين ستتجه هذه الفكرة؟".

تختلف تلك الفكرة عن الكثير من الإمكانيات المتوفرة لدى القوات الجوية؛ نظرًا لتطويرها من لا شيء، حسب قوله، بداية من الطيارين الجالسين في المقهى، حيث تضمنت مجموعة من أفراد الصيانة المجندين، ومسؤولين أقل رتبة يعملون في هذا السياق.

يعقب بيلش قائلاً: "إذا كنت ضمن الطيارين الأصغر سنًا، آمل أن يشجعك ذلك على الابتكار. ففي وقتنا هذا، نحن مستعدون دومًا للإصغاء."

وأضاف بيفاريرو: "إنه من المشوق والمجدي للغاية أن نجد مثل تلك المفاهيم والأفكار. عندما رأينا C-17 تهبط والمنحدر ينزلق على الأرض و… يخرج الفريق واحدًا تلو الآخر من ذلك الشيء، كان أمرًا مثيرًا على نحو يفوق الخيال. نحن في غاية السعادة لما وصلنا إليه حتى الآن، ولما يمكن أن تتطور إليه تلك الفكرة."

Read in English

...قد ترغب أيضا