تركيا تلقي اللوم على “البيروقراطية الأمريكية” عن التأخير في صفقة الطائرات الهليكوبتر للخدمات

أنقرة في مايو، أصدر مكتب التوريدات في تركيا إعلانًا غير عادي: "أوشكت تركيا على توقيع عقد قيمته 3.5 مليار دولار أمريكي مع شركة Sikorsky Aircraft بخصوص الإنتاج المشترك لعدد من الطائرات الهليكوبتر للخدمات".

وذكر أيضًا أن تركيا اقتربت من الجولة النهائية لمفاوضات العقد والتوقيع على الصفقة. ولكن لم يتم الانتهاء من العقد حتى الآن، على الرغم من مرور خمسة أشهر على هذا التصريح.

ألقى مراد بايار كبير مسؤولي توريدات الدفاع في تركيا اللوم على الشركة الأمريكية والإجراءات الروتينية الحكومية الأخرى مما تسبب في التأخير. وصرح أحد المحللين أنه سيتم اتخاذ هذه المشكلات في الاعتبار في المرة القادمة عندما تقوم الولايات المتحدة بعرض أسعارها للحصول على عقد تركي.

صرح بايار وكيل الصناعات الدفاعية (SSM) "لقد اضطررنا للتوقف مؤقتًا [في مفاوضات العقد مع شركة Sikorsky] لمدة شهر كامل في أغسطس بسبب بيروقراطية الشركة." "وأهدرنا شهرًا كاملًا قبل أن نكون قادرين على تسوية الخلافات."

تم استئناف المباحثات ويتوقع بايار الانتهاء من العقد هذا العام.

في 2 أكتوبر صرح بايار قائلًا "لقد اختفت المشكلات الآن. وسوف نبدأ جولة مباحثات جديدة في الفترة 7-8 أكتوبر، ويجب أن نتمكن من توقيع العقد في وقت لاحق هذا العام."

اشتكى بايار من "البيروقراطية الأمريكية البالغة" التي أدت إلى تأخير المفاوضات.

وأوضح بايار أن "الجيش الأمريكي أصر على مراجعة كل جزء من الوثائق التي ترسلها شركة Sikorsky إلينا، مما أدى إلى تأجيل عملية التفاوض بشأن العقد والتي تتطلب في بعض الحالات نقل الوثائق على أساس يعتمد على الساعات. ولقد تغلبنا على تلك المشكلة لحسن الحظ."

وأوضح أن ثمة سبب آخر للتأخير وهو حجم العقد.

فقد أوضح بايار أن "هذا العقد كبير ومعقد وتشترك فيه عدة شركات تركية كمقاولين محليين من الباطن. ومما زاد الأمر صعوبة حقيقية وجود سبعة مستخدمين نهائيين تركيين مختلفين."

وذكر ممثل من شركة Sikorsky أن الشركة ووكيل الصناعات الدفاعية "أقاما حوارًا مفتوحًا وعقدا اجتماعات بناءة رفيعة المستوى في أنقرة في شهر أكتوبر."

كما صرح أناند ستانلي، نائب رئيس Sikorsky بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، "نحن نثق من حل معظم المشكلات المفتوحة وأن لدينا الحل لإنهاء تلك المشكلات." "(البرنامج) يعد مشروعًا مربحًا للمستخدمين النهائيين الأتراك والصناعة التركية. ونحن نتطلع إلى مشاركة شركائنا في الصناعة التركية وبدء البرنامج في أقرب وقت ممكن."

ومن 25 أكتوبر لم يرد المسؤولون في السفارة الأمريكية في أنقرة على طلبات التعليق على هذا الأمر.

وصرح أحد المحللين المعنيين بالصناعة هنا أنه قد تظهر آثار شكاوى بايار في العقود المستقبلية التي تطرحها الشركات الأمريكية للمناقصة.

وأشار المحلل إلى أن "إدارة الصناعات الدفاعية قد وجدت صعوبة في التعامل مع البيروقراطية الأمريكية، الأمر الذي لن يجعلها بسهولة تتطوع [لتنفيذ] هذا الأمر المرة القادمة التي تتنافس فيها شركة أمريكية على الفوز بعقد تركي كبير".

في عام 2011، اختارت تركيا شركة Sikorsky باعتبارها شريكًا لإدارة إنتاج طائرات هليكوبتر الخدمة للجيل التالي في تركيا. تفوقت Sikorsky على شركة AgustaWestland الإيطالية-البريطانية من خلال عرضها للهليكوبتر طراز T-70، النسخة التركية لطائرتها S-70 Black Hawk International.

تم تعليق العقد منذ ذلك الحين وصرحت مصادر صناعية أن ثمة إشاعات تفيد أن التأخير كان بسبب مشكلات كبرى حدثت أثناء المفاوضات بشأن العقد. شملت الدفعة الأولى من برنامج الإنتاج المشترك 109 طائرة.

وهناك العديد من النظم العسكرية، بما فيها تركيا، تستخدم الطائرة S-70 Black Hawk International. كانت شركة AgustaWestland تنافس بطائرتها طراز TUHP 149 وهي النسخة التركية من طائرتها حديثة الصنع A-149.

وذكر محللو الدفاع أن الدفعة الأولى ستضم 109 طائرة هليكوبتر خدمات، ومن خلال طلبات لاحقة سيتم بناء أكثر من 600 منصة بتكلفة تزيد عن 20 مليار دولار أمريكي.

لقد أعلنت شركتا Sikorsky وAgustaWestland عن عروض مع باقات مميزة تبلغ قيمة الباقة الواحدة مليارات الدولارات. سوف تشارك عدة شركات تركية وأكثرها شهرة شركة Turkish Aerospace Industries في الإنتاج المشترك.