الهند تعزز علاقاتها بالصين وروسيا

نيو دلهي أحرزت الهند تقدمًا ضئيلًا ولكن بخطى ثابتة في تحسين العلاقات السياسية والدفاعية مع الصين وروسيا وقامت بتوقيع اتفاقية تعاون خاصة بالحدود مع بكين والاتفاق مع موسكو على شراء غواصة نووية.

ورغم ذلك، لم يتم حل مشكلة الحدود مع الصين ولم يتم التوصل إلى تسوية بخصوص إنتاج مقاتلة مشتركة مع روسيا.

في 22 أكتوبر، وقعت الهند والصين اتفاقية تعاون الدفاع عن الحدود (BDCA) أثناء زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينج لبكين، مما ساعد على إرساء آلية رسمية لتحسين الأمن على طول خطوط السيطرة الفعلية (LAC)البالغ مساحتها 4056 كيلومتر والتي تعد الحد المتنازع عليه بين البلدين.

وقع على اتفاقية تعاون الدفاع عن الحدود (BDCA) المؤلفة من أربع صفحات وزير الدفاع الهندي ماتهور والفريق صان جيانجو نائب رئيس هيئة أركان جيش التحرير الشعبي الصيني. صرح أحد مسؤولي وزارة الدفاع الهندية أن الاتفاقية هي رابع اتفاقية توقعها الدولتان منذ 1993 في إطار بناء الثقة.

صرح مسؤول في الجيش الهندي أنه على الرغم من اتفاقية تعاون الدفاع عن الحدود (BDCA)، من غير المتوقع في المستقبل القريب أن تتوصل الدولتان إلى اتفاقية نهائية تتعلق بإنهاء النزاع على الحدود بين الهند والصين والذي حاربت بشأنه الدولتين حربًا قصيرة في عام 1962. تزعم الصين أنها تملك 92 ألف كيلومتر مربع في الأراضي الهندية، وتم تحديد ملامح الحدود بين الهند والصين حاليًا بواسطة خطوط السيطرة الفعلية (LAC)، ولم يتم رسم هذه الحدود على الأرض ولا على خرائط متفق عليها من الطرفين.

كما صرح سوران سينج، أستاذ الدبلوماسية ونزع السلاح في جامعة جواهر لال نهرو، قائلًا "في ظل الطبيعة شديدة التعقيد لجغرافية الحدود والتاريخ والسياسة من غير المحتمل أن يُحل الصراع وإنما سيفقد الاهتمام تدريجيًا ويصبح أقل إثارة للطرفين. … وستصبح الحدود تدريجيًا أقل أهمية وهامشية".

كما ذكر أحد المسؤولين في الجيش أن اتفاقية تعاون الدفاع عن الحدود (BDCA) سوف تساعد في تحسين التفاهم بين الجيشين المتمركزين بطول الحدود حيث سيتم عقد اجتماعات منتظمة على مستوى ضباط رفيعي المستوى. وصرح أحد مسؤولي وزارة الدفاع الهندية أن موظفي الحدود سيجتمعون في مواضع محددة بطول خطوط السيطرة الفعلية (LAC) وسوف تعقد اجتماعات دورية بين مسؤولي وزارات الدفاع.

وأضاف مسؤول الجيش أن البلدان يسعيان إلى الحد من التوتر على طول الحدود، والذي يتفاقم بسبب الغارات المتكررة التي تشنها الصين. في أبريل وقعت مواجهات بين القوات العسكرية للدولتين لمدة 21 يومًا في منطقة لاداخ في ولاية جامو وكمشير شمال الهند، حيث أقام الجنود الصينيون خيامًا داخل الأراضي الهندية.

آثرت نيو دلهي وبكين الموقف الدبلوماسي الهادئ بخصوص تلك الغارات لتفادي المواجهة بين البلدين.

وعقدت الهند والصين عدة مشاورات حول اتفاقية تعاون دفاع عن الحدود (BDCA) بداية من يناير، ولكن عقب الغارة التي قامت بها القوات الصينية العسكرية في منطقة لاداخ، تم الإسراع في سير المفاوضات. اتفق الطرفان خلال زيارة وزير الدفاع أ. ك. أنتوني للصين في يوليو على سرعة إنهاء المفاوضات.

في حين أنه لا يوجد أي مسؤول أو محلل هندي متفائل بشأن التسوية المبكرة للنزاع على الحدود، فثمة إجماع بأنه يتعين على الهند القلق بشأن التحديث العسكري الذي تقوم به الصين وحضورها المتنامي في جنوب آسيا ومنطقة المحيط الهندي.

وقد أشار نيتين ميهتا، المحلل المعني بشؤون الدفاع، إلى أن "المساعي الرامية إلى إيجاد حل لمشكلة الحدود بين الهند والصين يجب أن تتم بالتوازي مع قيام الهند ببناء القدرات العسكرية والتجهيزات الدفاعية".

اتفاق البحرية الروسية

في تلك الأثناء، لم يقم سينج والرئيس الروسي فلادمير بوتين بتوقيع أي اتفاقية دفاع جديدة خلال اجتماعهما في موسكو في الفترة 20-22 أكتوبر، ولكن ذكرت مصادر بوزارة الدفاع الهندية أنه تم الوصول إلى اتفاق لشراء غواصة نووية أخرى.

سوف تقوم البحرية بتمويل عمليات تشييد ثم تأجير السفينة فئة أكولا يزيد عن 1.2 مليار دولار أمريكي طوال عمرها الافتراضي. وبموجب عقد التأجير تتولى روسيا عمليات الصيانة والإصلاح. تقوم الهند بتشغيل غواصة نووية أخرى فئة أكولا وهي الغواصة نيربا والتي تم تأجيرها من روسيا في أبريل العام الماضي.

وذكر أحد المصادر في وزارة الدفاع أن ميزة الغواصة أكولا الجديدة والتي تأمل الهند في استخدامها في غضون أربعة أعوام تكمن في قدرتها على حمل صواريخ BrahMos الهندية الروسية وهي صواريخ بحرية أسرع من الصوت يبلغ نطاقها 290 كيلومتر.

تتسم الغواصات فئة أكولا بقدرتها على حمل صواريخ نووية يبلغ نطاقها 3 آلاف كيلومتر، ولكن الغواصة نيربا مسلحة بصاروخ Klub بنطاق أقل من 300 كيلومتر.

وقد صرح مصدر وزارة الدفاع أن البيانات المشتركة العامة لم تشمل الاتفاق على تأجير الغواصة النووية ولكن المصادر أكدت الوصول إلى اتفاق.

جاء في البيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية الهندية بعد لقاء سينج وبوتين أن "الطرفان أكدا على أن التعاون العسكري والتقني الوثيق بين البلدين كان مقومًا حيويًا في الشراكة الاستراتيجية وأنه عكس المستوى العالي من الثقة بين الدولتين."

لم تقم الهند وروسيا بعد بالانتهاء من اتفاقية تقاسم العمل بشأن مشروع مقاتلة الجيل الخامس (FGFA) وهي إحدى المشكلات التي برزت في مباحثات موسكو. وأضاف مصدر وزارة الدفاع أن أنتوني صرح أنه من المقرر أن يتشاور بشأن تقاسم العمل بخصوص مشروع مقاتلة الجيل الخامس (FGFA) خلال زيارته لروسيا في نوفمبر. وترغب الهند، التي تساهم بنحو 50 بالمائة من تكاليف التطوير، في زيادة حصة عملها والتي يقال أنها أقل من 20 بالمائة. علاوة على ذلك، تخطط الهند لسداد أكثر من 25 مليار دولار أمريكي مقابل الطائرة المقاتلة.

في عام 2010 تم إبرام اتفاقية مبدئية بين شركة Hindustan Aeronautics Ltd. المملوكة للدولة وشركة Sukhoi Design Bureau الروسية للاشتراك في تطوير مشروع مقاتلة الجيل الخامس (FGFA) ولكن لم يتم التوصل إلى عقد نهائي.

Read in English

...قد ترغب أيضا