خبراء: في ظل استمرار العمليات، هناك حاجة لزيادة طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في سوريا

الحاجة إلى طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع: طائرة F-22 Raptor تنطلق من قاعدة في الشرق الأوسط من أجل عمليات هجوم جوية على سوريا في 23 سبتمبر. (رقيب فني: روس سكالف/ القوات الجوية الأمريكية)

الحاجة إلى طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع: طائرة F-22 Raptor تنطلق من قاعدة في الشرق الأوسط من أجل عمليات هجوم جوية على سوريا في 23 سبتمبر. (رقيب فني: روس سكالف/ القوات الجوية الأمريكية)

واشنطن — من السهل، في الأيام الأولى من الغارات الجوية على سوريا، التركيز على الأسلحة الساقطة. وعلى الرغم من كل شيء، فإن انفجار قنبلة تزن ألف رطل تقوم بعمل فيديو رائع. 

ولكن مع تحول الأيام إلى أسابيع والعملية السورية تستمر بدون راحة في حرب طاحنة طال أمدها، ومن المرجح أن تفسح الموجات الكبيرة من الأسلحة المجال لأهداف صغيرة وأكثر دقة من شأنها أن تزيد من أهمية طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

وقال جيمس بوس، جنرال متقاعد ونائب رئيس الأركان لشؤون الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع مع القوات الجوية الأمريكية: “تستمر طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في عملها، في دورة لا تنتهي أبدا، عندما تشترك في حرب جوية.”

وفى مؤتمر صحفي في 23 سبتمبر بشأن الموجة الأولى من الغارات الجوية، قال الفريق وليام مايفيل، مدير العمليات في هيئة الأركان المشتركة، أن وزارة الدفاع الأمريكية تشهد بالفعل “دليل” على أن مجموعة الدولة الإسلامية تواجه الضربات الجوية من خلال الانتشار بين السكان المدنيين.

وقال بوس أن التجربة في العراق قد أظهرت كيفية التعامل مع تلك الحالات، ولكن الأمر يتطلب الالتزام بالتزويد بطائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، سواء المأهولة منها وغير المأهولة.

وأوضح بوس: “نحن نعرف كيفية مواجهة هذا الأمر — يتطلب الأمر المزيد من طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، ونحتاج إلى استخدام الأسلحة الصغيرة. إذا نظرتم إلى الأعداد الكبيرة من الأهداف في العراق، معظمها كان في المناطق عالية الأضرار الجانبية لذلك نحن نعرف كيفية القيام بذلك.  ولكننا نحتاج إلى المزيد من طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع لإنجاز هذا الأمر.”

في الوقت نفسه، يحذر بوس، أنه لا يجب أن تكون الولايات المتحدة متحفظة بشأن التصدي بقوة ضد الأهداف المحددة.

وأضاف بوس: “تأتي فعّالية القوة الجوية من الاستراتيجية المستخدمة في توظيفها. تحفظي في رؤية استخدام القوة الجوية في أوضاع مشابهة لعدة مرات، هو أنه من الأسهل كثيرًا أن تفعل القليل أكثر مما تفعل الكثير. فهذه أهداف كبيرة من شأنها أن تأخذ جهد كبير.”

 ويقول الجنرال المتقاعد ديفيد ديبتولا، الذي ساعد في خطة العمليات الجوية للقوات الجوية في أفغانستان والعراق، أن الإجراءات الحاسمة الآن يمكن أن تمنع الدخول في صراع، يحذر منه المسؤولين الحكوميين، بمن فيهم الرئيس باراك أوباما، أنه قد يستمر لسنوات.

وقال ديبتولا: “لسنا مضطرون لقبول فكرة أن هذا الأمر سوف يستغرق العديد من السنوات. ومع حملة أكثر كثافة، يمكنك بالتأكيد جعل [الدولة الإسلامية] غير فعّالة في منطقة شمال العراق وسوريا.”

تساعد خمس دول خليجية في الضربات الجوية على سوريا، وهي: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة وقطر والأردن والبحرين.

أن يكون لديك ممثلين من ست دول مختلفة يقوموا بعمليات مشتركة هو أمر معقد للغاية عندما يكونوا جزءًا من تحالف طويل الأمد مثل حلف شمال الاطلسي. وجود ائتلاف يتحد مع بعضه البعض بسرعة يمكن أن يوفر تحديات لوجستية رئيسية.

وقال مسؤول وزارة الدفاع أن التركيز في السنوات الأخيرة على عمليات التدريب المشتركة يساعد في تخفيف هذا الأمر.

وذكر المسؤول: “في أي وقت نخرج فيه ونقوم بالتدريب، سواء كنا نحن فقط أو مع شركائنا في التحالف، فإنه سيكون هناك دروس مستفادة وزيادة في التعاون والعمل المشترك. هناك فائدة واضحة من وجود هذا المستوى من التدريب والعمل المشترك، وفهم كيفية تعامل القوات الجوية مع الأوضاع بشكل مختلف.”

وأوضح ديبتولا أن جمع الحلفاء للعملية السورية “هو أمر في غاية الأهمية” لإدارة أوباما. ولكنه حذر ضد التوقع بأن الحلفاء يفعلوا الكثير بسرعة كبيرة جدًا.

وقال: “هذه الدول عديمة الخبرة. هذه هي المرة الأولى التي يستخدموا فيها تلك الطائرات في الصراع منذ وقت طويل.”

وأضاف: “لذلك فإن نقل [العمليات] في جميع الأنحاء إليهم لن يجدي نفعًا لأنهم لا يمتلكوا نظام قيادة وتحكم شامل، والتكامل مع طائرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، أو الخبرة التي لا تمتلكها الولايات المتحدة. لكن يمكنهم التعلم بالتأكيد، وبمرور الوقت يمكن نقل عمليات أكثر إلى تلك الدول.”

مما لا يثير الدهشة، أن الولايات المتحدة لديها تكنولوجيا الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع الأكثر تقدمًا، من حيث الطائرات وأجهزة الاستشعار، أكثر من حلفائها في المنطقة. ومؤخرًا، تم استخدام واحدة من المنصات الأكثر تقدمًا خلال الموجة الأولى من الغارات الجوية.

وظهرت طائرات F-22 Raptor لأول مرة في ساحة المعركة خلال هجمات الأسبوع الماضي، حيث أسقطت ذخيرة موجهة بدقة على منشأة قيادة وسيطرة سورية تسيطر عليها الدولة الإسلامية، وهو ظهور مفاجئ لطائرة ينظر إليه في المقام الأول باعتبارها طائرة جو-جو، بنظام التخفي.

وردًا على سؤال في مؤتمر صحفي لماذا اختار البنتاغون استخدام طائرات F-22، وصف مايفيل القرار بأنه جاء نتيجة احتياجات استراتيجية.

وقال مايفيل: “كان لدينا قائمة كبيرة من الأهداف لضربها ثم اخترنا أن نضرب من هناك. إننا لا نسعى وراء المنصات على قدر ما نسعى وراء الأهداف، ثم نفكر في المنصات التي يمكنها تحقيق هذه الأهداف.”

ما هي هذه الأهداف؟ هذه المتوافقة مع قدرات طائرات F-22 ولا يمكن تجاهل قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.

وقال بوس عن الطائرة: “إنها منصة استخبارات ومراقبة واستطلاع رائعة” الطائرة. الجميع يركز عليها كونها المقاتلة الشبح وبعد ذلك نفكر في محركها الفائق السرعة الذي يسمح لها بديناميكية هوائية لساعات، ولكن في الحقيقة الجزء المهم هو اندماج بيانات النظام على متن الطائرة.”

 أكد مسؤول في وزارة الدفاع على قدرات طائرة F-22 باعتبارها طائرة استخبارات ومراقبة واستطلاع، مشيرًا الى “القدرات الفريدة” التي يمكن أن تجلبها الطائرة إلى ساحة المعركة.

وقال المسؤول: “تمتلك الطائرة الكترونيات طيران متكاملة ومجموعة كاملة من أجهزة الاستشعار قادرة على جمع المعلومات، بحيث تصبح منصة استخبارات ومراقبة واستطلاع أكثر من كونها منصة حركية. ومن خلال الدمج بين هذين الأمرين تسمح أن يكون لديها فهم أفضل لساحة المعركة، وفي الوقت نفسه أن تكون قادرة على تقديم المعلومات إلى الطائرات الأخرى التي تعمل معها. وهذا يساعد على خلق صورة واضحة لما يجري.”

وعلى الرغم من أن خط إنتاج طائرات F-22 قد انتهى، إلا أنها تشترك في القدرات المتعددة المهام مع مقاتلة الضربة المشتركة F-35، والتي توصف أيضًا بأنها مقاتلة “الجيل الخامس”.

وقال ديبتولا: “إن طائرات F-22 وطائرات F-35 ليستا من الفئة ” F”.  لكنهما يستخدما أجهزة استشعار القناص التي تمتلك مجموعة من القدرات.”

وأضاف ديبتولا أن استخدامها في سوريا “يدل على القدرات المتعددة وقابلية التطبيق لطائرات F-22، وسوف نندم على اليوم الذي قرر فيه وزير الدفاع السابق روبرت غيتس وقف استخدام الطائرات الأكثر قدرة في العالم إلى أقل من نصف متطلباتها العسكرية التي صُممت بها.

هذه القدرات تجعل طائرة F-35 جذابة لنفس الحلفاء في الشرق الأوسط الذين ينضمون للولايات المتحدة في سوريا. ومع ذلك، يعتقد على أن الحكومة الامريكية لا تفكر في بيع طائرات F-35 إلى منطقة الخليج العربي حتى دخول أسطول إسرائيل من الطائرات حيز التشغيل في عام 2018.

حتى ذلك الحين، سوف يكتفي الحلفاء بمشاركة البيانات من الولايات المتحدة التي تم جمعها من قبل طائرات F-22. وعلى الرغم من أن مشاركة البيانات من طائرات الجيل الخامس إلى طائرات الجيل الرابع هو بمثابة تحدي، إلا أن مسؤول في وزارة الدفاع أعرب عن ثقته في مشاركة البيانات مع الحلفاء.

وذكر المسؤول: “في أي وقت تخرج فيه طائرة ثم تعود مرة أخرى، هناك قدر كبير من التحليل بعد المهمة بشأن هذه الرحلة. وسيتم نشر هذه المعلومات لحاجة الحلفاء إليها خلال خروجهم للقيام بالمهمات.”

البريد الإلكتروني: amehta@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا