رئيسا المخابرات الإسرائيلية والسعودية السابقين يناقشان القضايا المثيرة للجدل في منطقة الشرق الأوسط

 الأمير السعودي تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود. (ماكس ناش / موقع جيتي إيميدجز)


الأمير السعودي تركي الفيصل بن عبد العزيز آل سعود. (ماكس ناش / موقع جيتي إيميدجز)

 

تل أبيب، إسرائيل — ناقش رؤساء المخابرات الإسرائيلية والسعودية السابقين مجموعة من القضايا المثيرة في الشرق الأوسط — بما في ذلك التهديد النووي الإيراني، والإرهاب من قِبل الجماعات الإسلامية، والحرب الأهلية السورية، وبطبيعة الحال، توقعات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين — في حدث عام غير مسبوق يوم الاثنين في بروكسل.

وجمع هذا الحوار في 26 مايو — وهو نقاش في حقيقة الأمر — الأمير تركي بن فيصل، الابن الاصغر للملك الراحل السعودي الذي ترأس المخابرات العامة في الرياض لمدة 22 عامًا، جنبًا إلى جنب مع الجنرال المتقاعد الجنرال “عاموس يادلين”، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في الفترة ما بين 2006-2010.

استضاف هذا الحوار صندوق “مارشال” الألماني في الولايات المتحدة، وتحت إشراف وتنسيق “ديفيد اغناطيوس” من صحيفة “Washington Post”، واتفق الطرفان على ضرورة إزالة الرئيس السوري “بشار الأسد” وذلك بسبب ما وصفه الأمير تركي بارتكابه “جرائم الدم” ضد شعبه.

كما تشاركا في رغبتهما الواضحة وأملهم في رؤية السلام بين إسرائيل وفلسطين.

وبشأن إيران، اتفقا على ضرورة إنكار تطلعات طهران لامتلاك السلاح النووي، ولكنهما اختلفا على المسائل الجوهرية والاستراتيجية.

وأشار “يادلين” — وهو طيار سابق شارك في قصف إسرائيل للمفاعل النووي العراقي عام 1981، وأدار كرئيس للاستخبارات العسكرية، هجوم إسرائيل عام 2007 على المجمع النووي السوري — بذكاء ووضوح إلى ما يسمى الخيار العسكري. وقال: “تهدف حكومتي إلى القيام بأي شيء في سبيل عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.”

وفي المقابل، سلط الأمير “تركي” الضوء على امتلاك إسرائيل لترسانة أسلحة نووية ورغبة كل دول الشرق الأوسط لتخليص المنطقة من أسلحة الدمار الشامل. وناشد صاحب السمو الملكي إسرائيل أن تُنهي عشرات السنين من المقاومة وتوافق على الدخول في مفاوضات نزع السلاح النووي؛ وهي خطوة، أصر عليها، سوف تؤثر بشكل كبير على نتائج المحادثات الجارية مع طهران.

وقال “تركي”: “هذه المسألة ليست من جانب واحد. أناشد إسرائيل أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد؛ أن تكون هناك منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.”

وبشأن سوريا، حذر الأمير السعودي القوى العالمية بعدم تكرار أخطاء أفغانستان، حيث أدى “الإهمال” والانسحاب السريع للقوات في انهيار السلطة المركزية والاستقرار.

وأصر “تركي”، معترفًا بدور السعودية في تسليح قوات المعارضة، أن حكومته والقوات التي دعمتها لا تسعى إلى تفكيك الدولة السورية أو فرض السيادة على أراضيها.

وأوضح “تركي”: “يجب أن تنجح المعارضة في سوريا، ويجب على المجتمع الدولي العمل معًا والحفاظ على بقاء الدولة السورية. فالمعارضة لا تُقدم على انهيار الدولة السورية الحالية كما فعل الأمريكان في أفغانستان.”

وأضاف: “نريد الحفاظ على سوريا ومؤسساتها، سواء كانت القوات المسلحة والشرطة، أو هيكل الحكومة … نحن نريد فقط منع جرائم الدم هناك.”

وبشأن توقعات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ناشد صاحب السمو الملكي اسرائيل بالتفاوض على أساس ما يسمى مبادرة السلام السعودية، خطة تم إقرارها في مارس 2002 من قبل جامعة الدول العربية.

وذكر “تركي” أن: “إسرائيل لديها اسلحة نووية ولديها وسائل لإيصال هذه الأسلحة عن طريق الجو وتحت البحر. ولذا فإن العرب ليسوا مجانين. وبدلًا من شن الحرب، العرب يناشدون السلام … وهذا هو ما نريد أن نفعله؛ مجرد الجلوس والتفاوض.”

وأشار “يادلين” أنه في الوقت الذي تم اقتراح الخطة السعودية، كانت إسرائيل تعاني من موجات الإرهاب التي منعت الخطة من الحصول على دعم وتأييد الشعب الذي كان مشغولًا بالتهديدات. وقال: “اليوم، 74% من [الشعب الإسرائيلي] ليست لديه فكرة عن ماهية مبادرة السلام العربية.”

ثم تحول “يادلين” إلى نظيره السعودي ودعاه للحضور إلى إسرائيل لشرح الخطة. “أقترح أن يأتي سموه إلى القدس، يصلي في المساجد هناك … وبعدها سوف نتجه إلى الكنيست.”

وعندما سُئل ما إذا كانت السعودية ستنظر في دعوة إسرائيل، أجاب تركي، “بالتأكيد لا”.

وعلى الرغم من أنها كانت رغبة والده قبل أن يموت أن يصلي في القدس، إلا أن “تركي” أصر أن هذه الخطوة ستكون متعة على أساس العاطفة. وقال: “أنت بحاجة إلى تحقيق التزامات سلام حقيقية. وليس استخدام العواطف كوسيلة للتأثير أو محاولة لتحويل الانتباه عن القضية الهامة.”

“والقضية الهامة هي أن العرب قد وضعوا أمامهم ما يراه باقي العالم على أنها خطوة أولى معقولة … و[لا يمكنك] أن تضعني بمثابة حجر عثرة، أو كمفتاح لفتح الباب. من أنا؟”

 

البريد الإلكتروني: bopallrome@defensenews.com

Read in English

...قد ترغب أيضا