السعودية تدعو وزير الخارجية الإيراني إلى المحادثات

Iranian Foreign Minister Mohammad Javad Zarif has been invited to talks with Saudi Arabia. (ATTA KENARE/AFP)

دُعي وزير الخارجية الإيراني “محمد جواد ظريف” من قِبل المملكة العربية السعودية لإجراء بعض المحادثات. (عطا كناري/ إيه إف بي)

دبي — وجهت المملكة العربية السعودية دعوة إلى وزير الخارجية الإيراني “جواد ظريف” لزيارة المملكة، وذلك وفقًا لما ذكرته وكالة رويترز اليوم.

ووفقًا للمحللين، فإن هذه الدعوة هي إشارة إلى أن المتشددين السياسيين داخل الحكومة السعودية قد تراجعوا وتم السماح للمعتدلين في الآراء السياسية بتقديم جدول أعمالهم.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير “سعود الفيصل”، اليوم، في مؤتمر صحفي أن “ظريف” قد تلقى دعوة للحضور إلى المملكة ولكن على الرغم من إعلان إيران السابق عن رغبتها في تحسين العلاقات، إلا أن الزيارة لم توضح ذلك الأمر. ولم يذكر متى أصدرت الرياض الدعوة أو ما إذا كانت إيران قد ردت رسميًا على هذه الدعوة، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وذكر أن: “”في أي وقت يراه [ظريف] مناسبًا في المستقبل، فنحن على استعداد لاستقباله. إيران دولة مجاورة لنا، ونحن لدينا علاقات معها وسنتفاوض ونتحدث معها.”

وقد تبنى الرئيس الإيراني “حسن روحاني” لهجة تصالحية تجاه الدول المجاورة لطهران منذ توليه منصبه العام الماضي، ولكن في الوقت الذي زار “ظريف” دول الخليج العربية الأخرى، إلا أنه لم يقم بزيارة المملكة العربية السعودية حتى الآن.

وقد تم تحسين العلاقات بين إيران ومعظم جيرانها من دول الخليج العرب منذ وافقت طهران على القيود الأولية المفروضة عليها بشأن نشاطها النووي العام الماضي، ولكن ظلت العلاقات مع العدو اللدود السعودية فاترة.

وقال المحلل السياسي “عبد الخالق عبد الله”، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أنه: “كان هناك تراجع في مخيم المتشددين داخل الحكومة السعودية، الذي يقوده الأمير بندر، وهذا سمح لمعسكر المعتدلين في الانخراط في هذا الأمر.”

وأضاف “عبد الله” أن الحكومة السعودية يجب أن تكون قد أدركت أن الإجراءات المتخذة من معسكر المتشددين لم تساعد، مستشهدًا بسوريا كمثال على ذلك.

كما أضاف: “”لقد حدث تغيير في القيادة السعودية حيث قام المتشددون والمعتدلون بإعادة تنظيم السياسات.”

ومنذ نهاية حدوث الأزمة السورية، تشكك المسؤولون السعوديون واتهموا إيران بانها “قوة محتلة” في سوريا، حيث وصفوا “الأسد” بالقيام بإبادة جماعية ضد المدنيين في البلاد عن طريق الضربات الجوية في المناطق الحضرية.

وقال وزير الخارجية السعودي، أن: “إن أملنا هو أن تصبح إيران جزءً من الجهود الرامية إلى جعل المنطقة آمنة ومزدهرة قدر الإمكان وألا تصبح جزءً من المشكلة.”

ومع ذلك، قال عبد الله أنها كانت دعوة متوقعة، لأنه بعد تغير السياسة والنظام في إيران، تطور الاشتباك مع الكويت وقطر والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان. وقال إن السعوديين تحركوا ببطء، ولكنه كان أمرًا لابد منه.

  وقال “تيودور كاراسيك”، مدير الأبحاث والتحليل في معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري، أن: “هذا أمر مهم لأنه يعتبر محاولة لسد الفجوة في العلاقات بين البلدين.”

وأضاف أن: “المحادثات النووية على وشك أن تبدأ مرة أخرى وباقي أسبوعين حتى موعد الانتخابات الرئاسية السورية.”

وقال “كاراسيك” أن الرياض تريد إجراء محادثات مع إيران حول هذه القضايا الأمنية الحساسة.

في وقت سابق من هذا العام، شارك الرئيس الإيراني السابق “أكبر هاشمي رفسنجاني” في محادثات سرية مع الملك عبد الله.

وقال كاراسيك: “ربما تنجح محادثات رفسنجاني مرة أخرى مع النخب السعودية في هذه المرحلة.”

“يلعب السعوديون سياسة واقعية ويعترفون بوضوح أنهم بحاجة إلى التحدث إلى طهران حول سوريا.”

وقال “عبد الله” أن هناك الكثير من الحِراك وراء الكواليس، ولكن عمق وقوة هذه الاتصالات ليست واضحة.

وأضاف أن المناورات العسكرية السعودية الأخيرة لم تكن رسالة إلى إيران ولكنها كانت لتهدئة المملكة.

وقال إن هذا “العرض العسكري كان هامًا، وربما جاء كذريعة لتمديد الدعوة.”

“تأتي المملكة العربية السعودية، بعد هذا العرض، من جانب القوة حيث أظهرت أن القوة التي تمتلكها يمكن أن تتعامل مع أي تهديد.”

والآن ما تبقى هو متى سوف تكون زيارة “ظريف” وما الذي سوف يتم مناقشته فيها.

وقال كاراسيك: “نظرًا لحقيقة أن إيران تعتقد أنها قوة عالمية بسبب الاتفاق النووي المعلَّق، يجب على الرياض أن تفتح خطًا مباشرًا لــ “ظريف” للاجتماع ومناقشة المستجدات في المنطقة.”

Read in English

...قد ترغب أيضا